رئاسة وقيادة شعب شأن عظيم، ومسؤولية تهد جبال، فما بالنا برجل واحد على أكتافه أمة، ومعاناة، وأحلام ومصير ملايين البشر.

نقولها حباً وصدقاّ: الله يكون في عون الرئيس القائد، كل يوم يفتح عينه على (بلاوي مبهررة)، وكم سيرقع، ونخشى أن (يتطعفر) الجنوب من بين أصابعه.

فالذين فوضوه يقفون فوق رأسه، ويريدون جنوبهم حياً، وبينما بعض الحاشية والقيادة يدقون مساميرهم في نعشه ونعشنا بمطرقة كبيرة، وخارجياً مطالب بتنازل على الباقي.

كم بيكون (أبو قاسم)؟ جنوباً هو الرجل الأول، والمفوض الأوحد لاستعادة الجنوب العربي، وشرعياً هو نائباً من سبعة، وملتزماً باسترجاع الجمهورية اليمنية.

نعصر مخنا، ولا نفهم تكتكتهم، ولا نجد انتصاراً بأن يلفوا صباحهم بعلم، ويتوشحوا في المساء بعلم آخر، ولكننا بالمقابل نعي أن الجنوب يجر صراعاته، وجروحه أجيالاً وراء أجيال، وليس من يوم فوضناهم.

يرى كثيرون أنهم اتتهم السلطة والفرصة وفرطوا بالانتصار وأضعفوا الجنوب، واختزلوه في شخصهم، وبات شعبه يدفع ثمناً جديداً.

وما ذنب الذين فوضوه وحده، وقد أصبحوا يتحملون وزر الذين يحلبون البقرة جنوباً، والشراكة شمالاً؟
بينما التاريخ يكتب شهادته، تظل قناعتنا أن القائد (عيدروس) ليس دكتاتوراً أو دموياً.

نعتقد أن التغيير بات ضرورة لترميم التصدع، وليس لهدم المعبد.