> صابر غل عنبري:
استخباراتية أميركية وإسرائيلية تشير إلى قرب الرد الإيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، تصاعدت الاتصالات الدبلوماسية الأوروبية مع إيران في محاولة لثنيها عن الرد على إسرائيل. وفي أحدث هذه الاتصالات، أجرى المستشار الألماني فرانك فالتر شتاينماير، مساء أمس الأول الاثنين، مباحثات هاتفية مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، تناولت التصعيد الأخير في المنطقة وسبل احتوائه، إلى جانب العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأكّد الرئيس بزشكيان، خلال الاتصال، ردًا على حديث المستشار الألماني بشأن تعزيز العلاقات الثنائية وحل الخلافات، أن "إيران ترحب بتوسيع التعاون مع جميع الدول، وتؤمن بحل المشكلات عبر التفاوض، لكنها لن تستسلم للضغوط والعقوبات والغطرسة والاعتداء"، مشيرًا إلى أن إيران تعتبر من حقها، وفق المقررات الدولية، الرد على المعتدين.
وشدد الرئيس الإيراني على أن الحفاظ على السلام والاستقرار والأمن في المنطقة والعالم هو من سياسات بلاده "المحورية"، داعيًا الدول الأوروبية، وخاصة ألمانيا، إلى لعب دور مؤثر في إنهاء حرب الإبادة في غزة، بدلًا من دعم الكيان الإسرائيلي، كما لفت إلى الأوضاع الكارثية في غزة وجرائم الاحتلال هناك.
وفي السياق ذاته، أكد بزشكيان ضرورة إزالة العقبات التي تعترض تطوير العلاقات الإيرانية الأوروبية، داعيًا إلى توسيع هذه العلاقات على أساس "الصداقة وبناء الثقة المشتركة والاحترام المتبادل".
من جهته، شدد المستشار الألماني على أهمية تعزيز العلاقات في مختلف المجالات، مشيرًا إلى ضرورة استتباب الأمن في المنطقة، ووقف الحرب والعنف في غزة، مع الدعوة إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وفي وقت سابق، جدد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الاثنين، التأكيد في مباحثات هاتفية مع رئيس وزراء دولة الفاتيكان بيترو بارولين، أن اغتيال هنية في طهران "يتعارض مع جميع القواعد الإنسانية والحقوقية". وكرر القول إن إيران وفق جميع القوانين والمقررات الدولية "تحتفظ بحقها في الدفاع والرد على المعتدي"، مشدداً في الوقت نفسه على مواقف بلاده في "تجنب الحرب والرقي بالسلام والأمن العالميين".
ودعا بزشكيان إلى "دور أنشط للفاتيكان لوقف جرائم الكيان الإسرائيلي في غزة ورفع حصارها وإرسال المساعدات إلى سكانها من خلال المشاورات مع الأوساط الدولية ومنظمات حقوق الإنسان"، مؤكدًا أن "حرب الإبادة الجماعية وقتل النساء والأطفال في غزة والاغتيالات الجبانة في دول المنطقة واستهداف المستشفيات والمدارس التي تؤوي اللاجئين هي جزء من الممارسات الإجرامية" للاحتلال. واتهم الولايات المتحدة ودول غربية المنظمات الدولية بتشجيع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم والاغتيالات.
من جهته، ثمن أمين سر دولة الفاتيكان (رئيس الوزراء) الكاردينال بيترو بارولين مواقف الرئيس الإيراني في التعامل البناء مع العالم والحفاظ على السلام والأمن فيه، مؤكدًا ضرورة وقف فوري لقتل المدنيين في غزة واستتباب وقف فوري لإطلاق النار فيها، وفق موقع الرئاسة الإيرانية.
في غضون ذلك، أجرى وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري، الاثنين، مباحثات هاتفية مع وزير خارجية الصين وانغ يي، لبحث تطورات المنطقة والعلاقات الثنائية، مؤكداً أهمية استمرار مسار تعزيز وتوسيع "العلاقات الاستراتيجية" بين البلدين في سياق التنفيذ الكامل للوثيقة الشاملة للتعاون المشترك المبرمة عام 2020 بينهما، وكذلك استمرار المشاورات بشأن القضايا الإقليمية والدولية.
وأشار باقري إلى "مذبحة مدرسة التابعين في غزة السبت الماضي، ومقتل العشرات من المدنيين"، قائلًا إن "الأعمال الإجرامية والإرهابية للكيان الصهيوني في الهجوم على اليمن وبيروت، وخاصة الاعتداء في طهران عبر الاغتيال، تسببت في توسيع نطاق التوتر والحرب إلى خارج الأراضي المحتلة، وهو ما يؤدي إلى خرق الاستقرار والأمن في المنطقة والعالم". وجدد التأكيد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية "لها الحق الذاتي والمشروع في الدفاع عن سلامة أراضيها وسيادتها الوطنية أمام العدوان الصهيوني".
"العربي الجديد"