> نيويورك «الأيام» وول ستريت جورنال:
مع تزايد احتمال شن هجوم إيراني على إسرائيل يواجه المسؤولون في واشنطن وطهران تصعيدًا محتملًا ينطوي على مخاطر كبرى لكلا الجانبين، بمشاركة الجماعات الموالية لطهران في المنطقة وفي مقدمتهم حزب الله اللبناني جماعة الحوثي.
تصعيد قد يحمل بين طياته ضربات قد تتجاوز ما أطلقته إيران 300 صاروخ وطائرة دون طيار على إسرائيل في أبريل الماضي، تحاول إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن منعه، في أكبر اختبار حتى الآن لجهودها المستمرة منذ ما يقرب من أربع سنوات لاحتواء النظام.
وبحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» تدرس طهران استخدام وكلاء وموالين لها في المنطقة ضد خصومها، وذلك في إشارة إلى كل من حزب الله اللبناني وجماعة الحوثي في اليمن.
وتقول الصحيفة الأمريكية إن المخاطر بالنسبة لواشنطن وطهران كبيرة، فمن شأن أي هجوم إيراني كبير يستفز رد فعل إسرائيلي آخر أن ينتكس آمال الولايات المتحدة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وقد يكشف عن نقاط ضعف إيران، مما يضعف مكانتها كقوة إقليمية.
حذرت الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة طهران بشكل مباشر وكذلك عبر وسطاء من أن أي هجوم انتقامي كبير على إسرائيل قد يشكل خطرا جسيما على الحكومة والاقتصاد الإيراني.
- مسارات محتملة
ويقول المسؤولون والمحللون الأمريكيون إن طهران لديها عدة مسارات محتملة، وكلها محفوفة بالمخاطر، فالتراجع سيجعل النظام يبدو ضعيفا، فيما شن هجوم ضخم يخاطر بتوسيع نطاق القتال.
ويشتبه بعض المراقبين في أن إيران ربما تحاول فتح باب آخر، من خلال تأخير المحادثات إلى ما بعد وقف إطلاق النار، حيث تتمكن طهران إذا تم التوصل إلى اتفاق، من الادعاء بأن تهديداتها أدت إلى تحقيق السلام في المنطقة.
كان التحول الأكبر الذي شهدته إيران هو نقل حرب الظل التي تخوضها مع إسرائيل إلى الضوء، فبعد أن قتلت إسرائيل في أبريل ضباطًا عسكريين إيرانيين كبارًا في سوريا، تجنبت إيران اتباع القواعد المعتادة - نشر وكلاء لتوجيه ضربة مضادة، الأمر الذي أعطى طهران حجابًا رقيقًا من القدرة على الإنكار.
ولقد اختارت إيران بدلًا من ذلك «إطلاق الأسلحة على عدوها مباشرة من أراضيها لأول مرة منذ وصول النظام إلى السلطة في عام 1979».
- كيف سترد؟
وقال أليكس فاتانكا، مدير برنامج إيران في معهد الشرق الأوسط: «لقد وضعوا أنفسهم في موقف يفرض عليهم القيام بشيء ما، وهذه المرة كان عليهم أن يكونوا أكثر تأثيراً دون خلق جولة أخرى من الأعمال الانتقامية من قبل الإسرائيليين».
وإلى جانب التنسيق مع الشركاء الأوروبيين والشرق الأوسطيين، أرسل المسؤولون الأمريكيون اتصالات مباشرة وغير مباشرة لإعلام إيران بأن واشنطن لا تريد حربا أوسع نطاقا. وقال المسؤول الكبير في الإدارة الأمريكية: «نعلم أنهم ينتبهون إلى رسائلنا، ولا نعرف ما إذا كان ذلك يغير رأيهم».
هذا الأمر يجعل الإدارة الأمريكية متوترة، فقد تذبذب المسؤولون العسكريون الأمريكيون بين الخوف من رد فعل إيراني أكبر من وابل أبريل، وبين عدم استجابة طهران على الإطلاق. ويستند هذا التردد جزئيا إلى الموقف العسكري الإيراني، الذي «لا يبدو بالتأكيد كما كان قبل 13 أبريل»، كما قال مسؤول دفاعي يوم الخميس.
- هل ستنجح هذه الاستعدادات؟
وقالت دانا سترول، التي تركت منصبها العام الماضي كأعلى مسؤول مدني في البنتاجون لشؤون الشرق الأوسط، إنه «من غير المرجح أن توقف إيران سلوكها العدواني لأن النظام لا يعتقد أن أمنه في خطر».