إن شعب الجنوب قد فجر (ثورته المسلحة الأولى) 14 أكتوبر عام 63م وفي 30 نوفمبر عام 1967م انتزع استقلاله الوطني وأعلن دولته الوطنية المستقلة وفي مايو عام 1990م دخل بها وحدة شراكة وتراضٍ سلمية طوعية بين طرفين، وصيف عام 1994 انقلب الشريك الشمالي على الوحدة وعلى الشريك الجنوبي بالحرب والاحتلال و(الوحدة أو الموت)، وفي مواجهة ذلك ومن ساحة الحرية بخور مكسر أدار شعب الجنوب وقوى حراكه السلمي يوم 2007/7/7م عجلة (ثورته التحررية السلمية الثانية) وقاوم حرب محاولة تكريس الاحتلال عام 2015م وطرد جحافلها ومعها بقايا جحافل حرب عام 1994م وتأسيس المجلس الانتقالي عام 2017 حاملا سياسيا لقضيته وممثله لاستعادة دولته.

ما أحوج شعب الجنوب ومجلسه الانتقالي اليوم وعلى طريق استعادة دولته كاملة الحرية والسيادة والاستقلال إلى إطلاق الثورة الشعبية والمجتمعية (الثالثة) لمكافحة قوى الإرهاب والظلام وجرائمها الغادرة التي بدأت منذ العام 1990م ومازالت مستمرة الجنوب فقط ساحتها وشعب الجنوب وقواته المسلحة والأمنية وقياداته وكوادره دون غيره هدفها، وفي إطار الثورة الثالثة تأتي أهمية محاربة الفساد ووليدة المجاعة إذ هو يرتكب جرائم لا تقل عن جرائم الإرهاب خطورة يبتلع الموارد والعائدات يستنزف العملات الصعبة يتسبب بسوء أحوال الناس الحياتية والمعيشية والخدمية ويضاعف من حجم معاناتهم وأوصلهم إلى كارثة المجاعة.

إن مكافحة ومواجهة الإرهاب بقدر ما هي مهمة القوات المسلحة والأمنية الجنوبية وتتصدى له بكل شجاعة وبطولة وكفاءة واقتدار فهو مهمة كل أبناء شعب الجنوب أيضا وفي سياق إسناد الجهد الشعبي والمجتمعي للجهد العسكري والأمني، وبقدر ما هو محاربة الفساد مهمة الأجهزة الرقابية والمحاسبية ومكافحة الفساد وأجهزة الضبط والمساءلة القضائية فإنه مهمة شعبية ومجتمعية ومدنية أيضا مهمة حق الحياة والعيش الكريم، وحيث يقع على المجلس الانتقالي كحامل سياسي لقضية شعب الجنوب وممثله لاستعادة دولته عبء تعبئة وتأطير وتنظيم وقيادة (الثورة الجنوبية الثالثة) وتحديد مساراتها، إذ إن الانطلاق الواعي والمدروس بها شرط نجاحها ولا ريب في ذلك.