> عدن «الأيام» علاء أحمد بدر/ محمد رائد محمد:

المقدم مجاهد: وجدنا جثتين متلاصقتين يبدو أنهما شقيقان وجميع الجثث متفحمة
الدفاع المدني:عممنا بمنع مبيت العمال في المعامل المستخدمة لمواد قابلة للاشتعال

> التقت "الأيام" أمس بمدير عام مصلحة الدفاع المدني في العاصمة عدن المقدم سلطان سالم مجاهد أمام موقع الحريق الذي حدث في إحدى المطابع الخاصة في مديرية المنصورة.

وقال مجاهد: "استلمنا البلاغ عند نحو الساعة الخامسة والعشرين من فجر يوم الخميس وتحركت على ضوء البلاغ سيارة الإطفاء من مركز المنصورة إلى موقع الحريق ثم عززنا بسيارة من مركز الشيخ عثمان، بعد ذلك استدعينا سيارتي الدفاع المدني من مركز عمر المختار، لتأتي سيارة أخرى من أجل مساعدة قريناتها لتصل عدد سيارات الإطفاء إلى أربع".


وأوضح مجاهد أن موقع الحريق هو مطبعة النبراس ومن المعروف أن المطابع تحتوي على مواد سريعة الاشتعال، وبداخل المطبعة "هنجر" كبير مساحته من 22 إلى 23 مترا تقريباً، وموقع سكن العمال في نهاية الهنجر وهو عبارة عن غرفة مستعارة في أعلى الهنجر، وفي أسفله مخزن لمادة "الديزل" ويحتوي على ستة براميل.


وأشار المقدم سلطان سالم مجاهد إلى وجود مواد أخرى قابلة للاشتعال داخل المطبعة مثل الحبر، وكذا أسطوانة غاز خاصة بالسيارات.

وأوضح مدير عام الدفاع المدني أن الضحايا وعددهم ما بين الخمسة أو الستة هم عمال في المطبعة ولم يتمكنوا من الخروج بسبب وجود غرفة النوم في مؤخرة المطبعة، ومما أعاق خروجهم هو أن الحريق حدث في مقدمة المطبعة فحاصرتهم النيران المشتعلة، وفي مقابل ذلك لا يوجد في المطبعة مخرج طوارئ.


ويروي المقدم سلطان مجاهد أن عندما استطاع رجال الإطفاء الدخول إلى الغرفة التي بداخلها الضحايا وجدوا جثتين متلاصقتين يُقال إنهما شقيقان، وتمت معرفة أنهما جثتان وليست جثة واحدة من خلال الجمجمتين، وكما يبدو أن عندما اقترب أجلهما فضلا الموت بجانب بعضهما البعض، كما وجد رجال الإطفاء جثة ثالثة أسفل تلك الجثتين، وثلاث جثث أخرى متفرقة في نفس الغرفة، مردفاً أن 6 أو 7 من العمال نجوا بجلودهم واستطاعوا الهرب من خلال القفز على السطح الذي كان من مادة الزنج، بينما فر اثنان كانا موجودين عند البوابة وقت اندلاع الحريق.


وأكد مدير إطفاء العاصمة عدن أنه نفَّذ عددا من النزولات الميدانية إلى معظم المنشآت التجارية من بينها مطبعة النبراس بمعية لجنة تم تشكيلها بتوجيه من وزير الدولة محافظ العاصمة عدن الأستاذ أحمد حامد لملس والأخ اللواء الركن مطهر الشعيبي مدير أمن العاصمة عدن، وذلك للتحذير من وجود مساكن للعمال داخل المعامل، مضيفاً بتأكيدهم للجنة بعدم وجود سكن داخل المطبعة.


ونفى المقدم مجاهد الشائعات التي يرددها البعض في مواقع التواصل زاعمين أن سيارات الإطفاء وصلت متأخرة إلى موقع الحريق، مؤكداً أن هناك كاميرات مراقبة منتشرة في كل مكان وفيها تحديد الوقت والتاريخ، والتي تبين أن الدفاع المدني وصل بسرعة قياسية جداً وفي ظرف دقائق معدودات من استلام البلاغ.


وأوضح مدير عام الدفاع المدني أن بعض المواطنين ممن تتعرض منشآتهم للحريق لا يبلغون مركز الإطفاء في نفس وقت اندلاع الحريق وبعد انتشار النار في الموقع يقومون بالتبليغ، والمتابعين عن بُعد ومن مواقع التواصل الاجتماعي يظنون أن سيارات الإطفاء تأخرت ولم تأتِ وهي في الأساس لم يتم تبليغها عن وجود حريق وبالطبع فإن عربات الدفاع المدني لا تتحرك من مراكزها إلا على ضوء بلاغ يأتي من المواطن سواءً عبر الاتصال على رقم الطوارئ المجاني أو الحضور إلى أي مركز من المراكز المختلفة في مديريات العاصمة عدن.


وكشف مدير عام الدفاع المدني أن رجال الإطفاء انتشلوا الجثث المتفحمة من موقع الحريق ونقلهم عبر سيارتي إسعاف تابعتين للفرعين في مديريتي المنصورة والمعلا.


وأشار مجاهد إلى أن منتسبي الدفاع المدني استطاعوا بفضل الله تعالى من السيطرة على الحريق حتى لا ينتقل إلى المباني الأخرى المجاورة وخصوصاً المخبز الذي كان بجانبه والذي هو كذلك بداخله مواد سريعة الاشتعال، مضيفاً أن الحريق انتشر خلال وقت وجيز جداً في المطبعة بسبب المواد المخزونة بداخله.