نقول لأمثال هؤلاء الذين يعتقدون أنهم أذكياء وحريفون ويلعبون بالبيضة والحجر ويتوهمون بأنهم ماهرون وقادرون على الاصطياد "عصفوران بحجر واحد" وهم مختبئون خلف عود من الجرع (القصب) ويعتقدون بألا أحد يراهم وأنهم في مكمن وفي مأمن وهم بالنسبة لنا مكشوفون وأمرهم بالنسبة لنا أهون من أن نتكلف عناء رصدهم والإمكان منهم وجرهم من أنوفهم بخيط العنكبوت.
ونقول ونكرر لهم النصيحة"الحجر من الأرض والدم من رأسك" (وأنته خشي راسك) هذا مثل يتداول منذ القدم وخاصة عندما يتم النصح لفلان من الناس على أن يفهم ويعرف خطأه ويراجع نفسه ويتراجع عن السلوك والتصرف والأعمال المخالفة التي تضره هو قبل أن يتضرر منها أي إنسان آخر وتسيء له ولعلاقته بالناس الآخرين مما تجعل الناس ترد على تصرفاته وعدم امتثاله للنصائح وعدم التزامه بأي وعد أو عهد قطعة على نفسه مع الآخرين واستهتاره بمشاعر الآخرين مما يجعله عرضه لردود الأفعال الغاضبة من قبل الناس الآخرين من بعد حلم وصبر وحكمة ومراعاة وقد تجاوز تصرفه كل تلك المراعاة والصبر فتكون ردود الأفعال عليه قاسية ويدفع ثمن تلك الرعونة غاليًا جدًّا مما تجعله في خيبة يجر أذيال الهزيمة ويتجرعها حسرة وألم ويعض أصابع الندم.
بعد أن يتلقى الصفعات تلوا الصفعات ويحشر في زاوية ضيقة ويصير مذمومًا مدحورًا منبوذًا وغير مقبول من كل الناس لأنه لم يقدر ويحترم نفسه أولًا قبل احترامه للآخرين ورحم الله رجل عرف قدر نفسه وكان هذا المثل يضرب على أمثال هذا الرجل الذي لم يعرف قدر نفسه وهو ضعيف وأهون من بيت العنكبوت.
ومع هذا يتطاول على الناس ويسخر ويستهتر بهم وهو بيته من زجاج ويرمي الناس بأفعاله وتصرفاته الهوجاء لذا كان هذا المثل يضرب على أمثال ذلك الرجل الذي يتلقى الصفعات تلو الصفعات كردود أفعال من قبل الآخرين الذين أساء إليهم بتصرفاته وأفعاله وهم كانوا معه صادقون وله ناصحون ويرددون قولهم له شوف الحجر من الأرض والدم من رأسك وكان ذلك تعبير عما سوف يلقاه من الآخرين بسبب عنجهيته وجهله وغبائه ونحن هنا نقول ونذكر كل من فيه من هذا السلوك ومن هذه الطباع تراجع وراجع نفسك قبل فوات الأوان وشوف الحجر من الأرض والدم من رأسك وأنته خشي رأسك.