> جمال شنيتر:
يصل إنتاج المحافظة من العسل إلى حوالي 420 طنًا سنويًا أي ما يعادل ربع إنتاج اليمن
> اعتمدت السلطات المحلية في محافظة شبوة جنوب اليمن مشروعًا لإكثار أشجار السدر في مديرية جردان التي تعد من المناطق الأساسية المنتجة لعسل النحل في البلاد، وجاء قرار السلطات متماشيًا مع البعد التاريخي والحضاري لوادي جردان وعراقة إنتاج العسل فيه.
حظيت مديرية جردان بمحافظة شبوة جنوب اليمن باختيار السلطات المحلية لها، لإقامة مشروع محمية أشجار السدر التي تعد الغذاء الأساس للنحل، وإعادة تأهيل سد الدغثور الذي يعد أكبر وأهم السدود المائية في المحافظة النفطية.

وبحسب الإعلام الحكومي، أكد العولقي حرص السلطة المحلية على الإكثار من إنتاج العسل في المديرية التي تُعتبر من المناطق الغنية بالموارد الطبيعية، موجهًا بإنشاء محمية تضم 10 آلاف شجرة سدر، وذلك تماشيًا مع مخرجات مؤتمر المناخ الأخير الذي دعا إلى زراعة مليون شجرة متنوعة في جميع أنحاء اليمن.
ويعد جردان أحد أودية مشرق اليمن الخصبة التي تكثر فيها أشجار العلب (السدر) التي يتغذى النحل على ثمارها بصورة جيدة، فمع سقوط الأمطار بصورة مستمرة طوال العام وتوفر التربة الخصبة في الوادي، نمت أشجار بصورة وفيرة في الأودية إلى جانب السدر، حيث تتنوع الأشجار تنوعًا طبيعيًا بين أشجار السدر أولًا، إضافة إلى أشجار صغيرة تظهر في مواسم الأمطار الوفيرة.

وتحظى تربية النحل في وادي جردان بعناية فائقة، حيث تُربى في خلايا متنوعة أهمها خلايا أشجار العراب التي تنتشر بصورة كبيرة في كثير من مناطق وادي جردان، وخصوصًا منطقة الظاهرة أعلى الوادي، حيث يبلغ طول الخلية حوالى 125 سنتيمترًا، وتجوف من الداخل على شكل دائرة وتُغطى من الأمام والخلف، وتوضَع فتحة صغيرة لدخول النحل وخروجه، أما النوع الثاني من أنواع الخلايا فهو الخلايا الطينية (الأنابيب الفخارية).

وتحدثت المصادر الكلاسيكية عن صناعة العسل في اليمن قديمًا، ويذكر المؤرخ اليوناني الشهير "إسترابون" أن "اليمن بلاد خصبة بصفة عامة وتتميز بصناعة العسل"، ويضيف، "أما خصب البلاد عامة فهو حسن جدًا، ومن محصولاتها المتعددة العسل وهو كثير فيها جدًا".
كما أن الوادي يحتل موقعًا متوسطًا بالنسبة إلى صحراء رملة السبعتين التي فيها يصب الوادي وروافده التي تشكل حوضه الكبير في أطرافها الجنوبية الشرقية.
وكانت مملكة حضرموت التي يقع وادي جردان في نطاقها، من أهم المناطق التي تنتج عددًا من السلع التجارية، ولذلك أنشأَت عددًا من الموانئ على ساحل البحر العربي، كميناء قنا وميناء سمرهم، إذ كان ميناء قنا هو الميناء الرئيس لتجارة اللبان والمر والصبر الذي يصل إليه من مواقع إنتاجه، وتتجمع فيه محاصيل عدة مناطق مثل المناطق الشرقية من مملكة حضرموت، وبخاصة ظفار والمهرة ووادي حجر وجزيرة سقطرى والساحل الأفريقي وعبره يتم التصدير برًا وبحرًا عبر الطرق التجارية إلى مناطق مختلفة من العالم.
ويضيف "يتفق الدارسون الذين تعرضوا للطرق التجارية في اليمن القديم على أنها تبدأ من ميناء قنا على البحر العربي، وتمر عبر عواصم دويلات اليمن القديم وأولها شبوة عاصمة مملكة حضرموت، وتمنع عاصمة دولة قتبان، ومأرب عاصمة دولة سبأ، وقرناو في الجوف عاصمة دولة معين، ومنها إلى نجران حيث يتفرع الطريق إلى اتجاهين، الأول يتجه نحو الشرق باتجاه منطقة الخليج العربي ثم إلى جنوب بلاد الرافدين، أما الثاني فيتجه من نجران شمالاً حتى ميناء غزة في فلسطين على ساحل البحر الأبيض المتوسط الذي كان مجمعًا للسلع العربية، وكان هناك عدد من العوامل والشروط التي تحدد مسار هذه الطرق التي تسلكها القوافل المحملة بالبضائع كاللبان والمر والصبر وغيرها، ومن هذه العوامل الابتعاد عن المناطق الجبلية والصخرية، والقرب من مناهل المياه من آبار وعيون، إضافة إلى الظروف المناخية وتوفر الحماية، وتجنب المنخفضات الساحلية".
وينوّه السدله بأن أول ذكر لجردان في النقوش اليمنية القديمة كان في نقش النصر الموسوم بـ(8RES 3945/) الذي دونه مكرب، ملك سبأ كرب آل وتر بن ذمار علي، المؤرخ بحوالى القرن السابع قبل الميلاد، وورد اسم جردان ضمن المناطق التي تعرضت للهجوم الذي شنه الملك السبئي على مملكة أوسان ضمن أودية ومناطق أخرى منها رخية
ودهر وعرماء وعبدان، بينما في القرون الميلادية أشارت النقوش اليزنية إلى وادي جردان باعتباره من المناطق التابعة لليزنيين، إذ أشار نقش عبدان الكبير، يعود تاريخه إلى عام 355، إلى جردان ضمن مناطق أخرى شملها توسع الأقوام اليزنية.
"اندبندنت عربية"
> اعتمدت السلطات المحلية في محافظة شبوة جنوب اليمن مشروعًا لإكثار أشجار السدر في مديرية جردان التي تعد من المناطق الأساسية المنتجة لعسل النحل في البلاد، وجاء قرار السلطات متماشيًا مع البعد التاريخي والحضاري لوادي جردان وعراقة إنتاج العسل فيه.
حظيت مديرية جردان بمحافظة شبوة جنوب اليمن باختيار السلطات المحلية لها، لإقامة مشروع محمية أشجار السدر التي تعد الغذاء الأساس للنحل، وإعادة تأهيل سد الدغثور الذي يعد أكبر وأهم السدود المائية في المحافظة النفطية.
وجاء قرار اختيار جردان، بعد اجتماع عقده حاكم شبوة، عوض الوزير العولقي، وعدد من مستشاريه مع قيادات محلية من مديرية جردان، في بادرة من أجل إعادة الاعتبار لتاريخ المديرية الحضاري الزاهر، وأهميتها الاقتصادية والسياحية.

وبحسب الإعلام الحكومي، أكد العولقي حرص السلطة المحلية على الإكثار من إنتاج العسل في المديرية التي تُعتبر من المناطق الغنية بالموارد الطبيعية، موجهًا بإنشاء محمية تضم 10 آلاف شجرة سدر، وذلك تماشيًا مع مخرجات مؤتمر المناخ الأخير الذي دعا إلى زراعة مليون شجرة متنوعة في جميع أنحاء اليمن.
ويعد جردان أحد أودية مشرق اليمن الخصبة التي تكثر فيها أشجار العلب (السدر) التي يتغذى النحل على ثمارها بصورة جيدة، فمع سقوط الأمطار بصورة مستمرة طوال العام وتوفر التربة الخصبة في الوادي، نمت أشجار بصورة وفيرة في الأودية إلى جانب السدر، حيث تتنوع الأشجار تنوعًا طبيعيًا بين أشجار السدر أولًا، إضافة إلى أشجار صغيرة تظهر في مواسم الأمطار الوفيرة.
- الاقتصاد اليمني
وبحسب أبحاث التعداد الزراعي المحلي، تُعد محافظة شبوة من المناطق الرئيسة المهمة في تربية النحل، وتمتاز بالعسل الشبواني وخصوصًا الجرداني منه، الذي يحظى بشهرة محلية وخارجية. وبلغ عدد المناحل في وادي جردان 4713 محلولًا، وهي المناحل التقليدية القديمة المتوارثة جيلًا بعد جيل، أي المناحل المستقرة في مكان واحد منذ مدة طويلة وغير قابلة للنقل، بينما بلغ عدد المناحل الحديثة في المديرية 1345 محلولًا، ويصل إنتاج شبوة من العسل إلى حوالى 420 طنًا سنويًا أي ما يعادل ربع إنتاج اليمن، بينما أشارت إحصائية أخرى نفذها مشروع الدعم الهولندي في المحافظة أن المناحل في جردان تشكل 13 في المئة من إجمالي عدد المناحل في المحافظة التي تشكل 15 في المئة من مناحل اليمن.

وتحظى تربية النحل في وادي جردان بعناية فائقة، حيث تُربى في خلايا متنوعة أهمها خلايا أشجار العراب التي تنتشر بصورة كبيرة في كثير من مناطق وادي جردان، وخصوصًا منطقة الظاهرة أعلى الوادي، حيث يبلغ طول الخلية حوالى 125 سنتيمترًا، وتجوف من الداخل على شكل دائرة وتُغطى من الأمام والخلف، وتوضَع فتحة صغيرة لدخول النحل وخروجه، أما النوع الثاني من أنواع الخلايا فهو الخلايا الطينية (الأنابيب الفخارية).
- عراقة وأصالة
ويعزو السدله في حديثه، صدارة وادي جردان ماضيًا وحاضرًا لإنتاج العسل، إلى وجود عدد من العوامل التي ساعدت على أن يكون الوادي من الأودية الشهيرة قديماً لصناعة العسل وإنتاجه، ومنها توفر الظروف الطبيعية المناسبة لزراعة أشجار السدر، وبخاصة غزارة المياه والمناخ الموائم والتربة الطينية الخصبة، فتركزت صناعة العسل في هذا الوادي وأودية اليمن الخصبة الأخرى لا سيما دوعن وبيحان ومأرب.

وتحدثت المصادر الكلاسيكية عن صناعة العسل في اليمن قديمًا، ويذكر المؤرخ اليوناني الشهير "إسترابون" أن "اليمن بلاد خصبة بصفة عامة وتتميز بصناعة العسل"، ويضيف، "أما خصب البلاد عامة فهو حسن جدًا، ومن محصولاتها المتعددة العسل وهو كثير فيها جدًا".
- غزارة المياه
كما أن الوادي يحتل موقعًا متوسطًا بالنسبة إلى صحراء رملة السبعتين التي فيها يصب الوادي وروافده التي تشكل حوضه الكبير في أطرافها الجنوبية الشرقية.
- تاريخ مجيد
وكانت مملكة حضرموت التي يقع وادي جردان في نطاقها، من أهم المناطق التي تنتج عددًا من السلع التجارية، ولذلك أنشأَت عددًا من الموانئ على ساحل البحر العربي، كميناء قنا وميناء سمرهم، إذ كان ميناء قنا هو الميناء الرئيس لتجارة اللبان والمر والصبر الذي يصل إليه من مواقع إنتاجه، وتتجمع فيه محاصيل عدة مناطق مثل المناطق الشرقية من مملكة حضرموت، وبخاصة ظفار والمهرة ووادي حجر وجزيرة سقطرى والساحل الأفريقي وعبره يتم التصدير برًا وبحرًا عبر الطرق التجارية إلى مناطق مختلفة من العالم.
- همزة الوصل
- طرق التجارة
ويضيف "يتفق الدارسون الذين تعرضوا للطرق التجارية في اليمن القديم على أنها تبدأ من ميناء قنا على البحر العربي، وتمر عبر عواصم دويلات اليمن القديم وأولها شبوة عاصمة مملكة حضرموت، وتمنع عاصمة دولة قتبان، ومأرب عاصمة دولة سبأ، وقرناو في الجوف عاصمة دولة معين، ومنها إلى نجران حيث يتفرع الطريق إلى اتجاهين، الأول يتجه نحو الشرق باتجاه منطقة الخليج العربي ثم إلى جنوب بلاد الرافدين، أما الثاني فيتجه من نجران شمالاً حتى ميناء غزة في فلسطين على ساحل البحر الأبيض المتوسط الذي كان مجمعًا للسلع العربية، وكان هناك عدد من العوامل والشروط التي تحدد مسار هذه الطرق التي تسلكها القوافل المحملة بالبضائع كاللبان والمر والصبر وغيرها، ومن هذه العوامل الابتعاد عن المناطق الجبلية والصخرية، والقرب من مناهل المياه من آبار وعيون، إضافة إلى الظروف المناخية وتوفر الحماية، وتجنب المنخفضات الساحلية".
- نقوش ومواقع أثرية
وينوّه السدله بأن أول ذكر لجردان في النقوش اليمنية القديمة كان في نقش النصر الموسوم بـ(8RES 3945/) الذي دونه مكرب، ملك سبأ كرب آل وتر بن ذمار علي، المؤرخ بحوالى القرن السابع قبل الميلاد، وورد اسم جردان ضمن المناطق التي تعرضت للهجوم الذي شنه الملك السبئي على مملكة أوسان ضمن أودية ومناطق أخرى منها رخية
ودهر وعرماء وعبدان، بينما في القرون الميلادية أشارت النقوش اليزنية إلى وادي جردان باعتباره من المناطق التابعة لليزنيين، إذ أشار نقش عبدان الكبير، يعود تاريخه إلى عام 355، إلى جردان ضمن مناطق أخرى شملها توسع الأقوام اليزنية.
"اندبندنت عربية"