> عدن «الأيام» عبدالقادر باراس:
أقام قسم التاريخ بكلية التربية عدن جامعة عدن، اليوم الأحد، ندوة سياسية بمناسبة الذكرى الـ 61 لثورة 14 أكتوبر بعنوان "الإرهاصات الأولى لثورة 14 أكتوبر وانطلاق الكفاح المسلح 1963م".

بعدها تحدث د. مرعي بارباع، رئيس قسم التاريخ بكلية التربية جامعة عدن، الذي أدار الندوة قائلا: "جئنا لنستمع في هذه الندوة بورقتين الأولى عن مقدمات الثورة وإرهاصات الأولى للثورة، والثانية عن الكفاح المسلح في عدن، وتأتي هذه الندوة متزامنا مع احتفال شعبنا بذكرى العيد الـ 61 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، يحذونا الأمل أن تتحقق تطلعات شعبنا بالخير والأمن والأمان لهذا الوطن، وتحقيق اليسير من مبادئ الثورة بالخير والامن والأمان، أشكر من حضر هذه الندوة من نواب ورؤساء أقسام كلية التربية وأكاديميين".

وتطرق د. العولقي، في محاضرته لأهم التطورات المتسارعة في عدن إبان الكفاح المسلح منها "عجز حكومات الاتحاد والجنوب العربي عن السيطرة للوضع الداخلي في المحميات والصراعات فيما بين حكام السلاطين والنزعات القبلية عند حكام اتحاد الجنوب العربي، وتمكين حركة القوميين العرب من الانتشار في الأرياف بدرجة رئيسية وإسقاط المناطق المحيطة بعدن، وكذلك انتشار الضباط في المؤسسات العسكرية والأمنية مما مكن القومين سيطرتهم على المؤسسات العسكرية وانضمام كبار القادة في الجيش والأمن الجنوبي، كل ذلك أدى إلى انسحاب بريطانيا قبل موعده المعلن في يناير 1968م وتولي الجبهة القومية مقاليد الحكم، وكان الهدف تسليم السلطة للجبهة القومية والإطاحة بالحكم السلاطيني و بالاتحاد الجنوب العربي، إلى جانب هناك عوامل عدة أدى إلى تمكن الجبهة القومية من استلام الحكم".
وفي سياق تطرقه أشار د. العولقي في محاضرته أهمية الثورة بهدف فهم أعمق لأبعادها ومحاولة استقراء ملامحها للأجيال القادمة، بالقول: "بأن معاني الثورة ورمزيتها باعتبارها جاءت الإلهام للأجيال والاستفادة من الدروس والتضحيات والفداء وتكريس مبادئ الثورة وقيمها العظيمة ونكران الذات واشياء ينبغي الحفاظ عليها ولصنع مستقبل أفضل وجيلًا جديدًا يؤمن بالعدالة".

وأورد د. لبيد، مراحل النهضة في عدن والمحميات التابعة لها واستفادة أبناءها بالتطور الثقافي التي شهدتها عدن مع تزايد حالة الوعي القومي والثقافي، وما عرفته عدن بحكومتين واجراء انتخابات داخلية وتشريعية وبروز الحركات السياسية وتشكيل النقابات العمالية ولعبت الصحافة دورًا تنويريًا في توصيل الأخبار وتبنيها مواقف وطنية وقومية.
وخلص د. لبيد، محاضرته إلى أن التقدم الذي طرأ على عدن كان بفضل نحو الوعي وتشكيل المجتمع المدني من أحزاب ونقابات، ودور مصر وزعيمها الراحل جمال عبدالناصر، بدعمه للحركات الوطنية وتدريبهم في شمال اليمن ومنهم المناضلين في جنوب اليمن.

وأكد عسكر في ختام كلمته على قيام ومبادرة قسم التاريخ ومشاركة جميع الباحثين بضرورة قراءة مراحل تاريخ الجنوب وتوثيقه من جميع أبعاده.
فيما أكد د. هشام السقاف مدير عام مكتب التخطيط والتعاون الدولي بمحافظة لحج، في مداخلته على إعادة تميط اللثام عن الجوانب المجهولة لتاريخ شعبنا العظيم، ويجب إعطاء للناس حقهم وإنصاف السلاطين ولا ينبغي التعميم بأن جميعهم عملاء فهناك سلاطين حملوا أرواحهم على اكفهم وناضلوا منذ ما قبل قيام الثورة، مشيرا لمأثر السلاطين وأعطى مثالا للسلطان محسن سلطان لحج وعدن لمقاتلته بريطانيا أثناء دفاعه لعدن.
وركز د. السقاف، على أهمية دور عدن، بالقول "فهي الأساس، وإن كنت ريفيا، وما قدمته الأرياف من شهداء، لكن تظل عدن وهي مربط الفرس وبدايات الحركة النهضوية التي حدثت في عدن بعد الحرب العالمية الثانية غير عادي وغير مسبوق لا في الشمال ولا في الجزيرة، فعندما تكون لديم مصفاة زيت ونقابات عمالية برزت من الخمسينات وما قبل هذا يعني أنك سباق ومتقدم بخطوات إلى الإمام عن بقية الأقطار، ووجود حركة ثقافية وصحافة لعبت دور نهضوي وفسحة للناس".
ويرى د. السقاف، أن الحقبة التي نهضت فيها عدن وأعطت للناس فسحة من الرأي بطهور صحافة عدنية، فأنا على سبيل المثال قدمت بدراسة على إحدى تلك الصحف وهي صحيفة "الأيام" لمؤسسها الراحل محمد علي باشراحيل، كانت مسارها تسير في المسار الوطني ربما صوتها أقوى من أي جبهة من جبهات القتال، لكن المشكلة أن التاريخ زور بعد 1967م ونعتوا بصاحبها بالعميل وبسببها أغلقت بعد الاستقلال، هذه الأخطاء التي وقعنا فيها لكن علينا أن لا نحمل الثورة، وحتى دورات الدم التي حدثت ليس معنى أن الثورة قتلتنا ولكن الذين قاتلوا بعضهم البعض هم أفراد يتحملون ذلك مسؤوليتها، ولا نحاكم الثورة وكأننا نستطيع أن نقول للعالم بأننا ديمقراطيين وأننا تعاملنا للعصر وأن بريطانيا حامل وضيع هكذا غير صحيح ويجب أن نسمي الأشياء بمسمياتها.
ونفى د. السقاف، في ختام مداخلته على ما يتردد على أن ثورة 14 أكتوبر انطلقت من عدن، معتبرا انطلاقها وقيامها من ردفان، بالقول "بدأت من ردفان حتى وأن كانت في بدايتها كحركة قبلية لكنها استغلت من قبل الجبهة القومية لتكون قيامها من ردفان، ردفان هي مصنعا للرجال، لكن في المقابل تظل عدن هي من افتعلت فيها وكل مناشطها ونهضتها ساعدت على قيام الثورة ولصالح قيام عهد جديد ليرفع بعدها المستعمر عصاه من عدن".
بعد ذلك تحدث المناضل سند مقبل سالم، أحد مناضلين ثورة 14 أكتوبر، في مداخلته عن المكاسب والأدوار التاريخية وكيف استطاع الثوار رص صفوفهم لنصرة ثورتهم، حيث ضحوا فداءً للوطن وخاضوا المواجهات مع المستعمر في جميع الجبهات حتى نال الوطن استقلاله وهنا لابد من أخذ العبر بأن تكاتفنا هي من سيحقق اهداف الثورة ورفع من معاناة المناضلين والناس عامة فالمناضلون واسر الشهداء يعيشون برواتب ضئيلة لا تقارن بتضحياتهم.
وختم الندوة د. اسكندر محمد النيسي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة عدن، بمداخلته من وجهة نظره بالقول "كان ينبغي علينا بعد الاستقلال أن لا نجرد بريطانيا في كل صغيرة وكبيرة، كان ينبغي على الأقل أن تبقى في الجانب الاستشاري نضبطها نوعا ما بحكم ثقلها وتاريخها في حكم كثير من المستعمرات لذا نجد أنها هي من تتحكم في شركات البترول لدول المنطقة".
افتتح أعمال الندوة، أ. د. فهمي حسن سيف، عميد كلية التربية جامعة عدن، استهل بكلمة ترحيبية بالحاضرين قدم خلالها بعض من الأبيات الشعرية المتفرقة التي لها علاقة بالوطنية وحب الوطن.

بعدها تحدث د. مرعي بارباع، رئيس قسم التاريخ بكلية التربية جامعة عدن، الذي أدار الندوة قائلا: "جئنا لنستمع في هذه الندوة بورقتين الأولى عن مقدمات الثورة وإرهاصات الأولى للثورة، والثانية عن الكفاح المسلح في عدن، وتأتي هذه الندوة متزامنا مع احتفال شعبنا بذكرى العيد الـ 61 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، يحذونا الأمل أن تتحقق تطلعات شعبنا بالخير والأمن والأمان لهذا الوطن، وتحقيق اليسير من مبادئ الثورة بالخير والامن والأمان، أشكر من حضر هذه الندوة من نواب ورؤساء أقسام كلية التربية وأكاديميين".
وانتقل د. هادي ناصر العولقي في أولى محاضرته إلى الكفاح المسلح في عدن، شارحا في قراءته لإرهاصات الثورة، بالقول: "لاشك أننا ينبغي أن نعود إلى مراحل التغلغل البريطاني لعدن، وما حدث من بطولات وكفاح للمقاومين في عدن، وكانت بدايتها منذ منتصف القرن التاسع عشر واستمرت رغم محاولات التهدئة والإغراء إلا أن شعبنا لم يرضخ لها، وتحولت بعدها من مقاومة إلى انتفاضات في مناطق عدة من الجنوب، ثم جاءت فترة الخمسينات والستينات من القرن الماضي تزايدت الاحتجاجات في عدن ومناطق المحميات التابعة لها ومن هنا بروت الحركات الوطنية ومع امتداد المد القومي كان لمصر دور تاريخي وأساسي مثله الراحل جمال عبدالناصر بدعمه لثوار اليمن".

وتطرق د. العولقي، في محاضرته لأهم التطورات المتسارعة في عدن إبان الكفاح المسلح منها "عجز حكومات الاتحاد والجنوب العربي عن السيطرة للوضع الداخلي في المحميات والصراعات فيما بين حكام السلاطين والنزعات القبلية عند حكام اتحاد الجنوب العربي، وتمكين حركة القوميين العرب من الانتشار في الأرياف بدرجة رئيسية وإسقاط المناطق المحيطة بعدن، وكذلك انتشار الضباط في المؤسسات العسكرية والأمنية مما مكن القومين سيطرتهم على المؤسسات العسكرية وانضمام كبار القادة في الجيش والأمن الجنوبي، كل ذلك أدى إلى انسحاب بريطانيا قبل موعده المعلن في يناير 1968م وتولي الجبهة القومية مقاليد الحكم، وكان الهدف تسليم السلطة للجبهة القومية والإطاحة بالحكم السلاطيني و بالاتحاد الجنوب العربي، إلى جانب هناك عوامل عدة أدى إلى تمكن الجبهة القومية من استلام الحكم".
وفي سياق تطرقه أشار د. العولقي في محاضرته أهمية الثورة بهدف فهم أعمق لأبعادها ومحاولة استقراء ملامحها للأجيال القادمة، بالقول: "بأن معاني الثورة ورمزيتها باعتبارها جاءت الإلهام للأجيال والاستفادة من الدروس والتضحيات والفداء وتكريس مبادئ الثورة وقيمها العظيمة ونكران الذات واشياء ينبغي الحفاظ عليها ولصنع مستقبل أفضل وجيلًا جديدًا يؤمن بالعدالة".
بهدف فهم لأبعاد ما حدث في الجنوب والتي أدت إلى قيام الثورة قال د. لبيد حسن الجابري، أستاذ التاريخ الحديث المعاصر بكلية التربية جامعة عدن، في محاضرته بأن هناك مقدمة من الملامح العامة التي أودت إلى قيام ثورة 14 أكتوبر، لاتصافها بالديمومة ولأنها تحولت إلى نتاج نضالات وطنية ظلت لقرابة مائة عام من الزمن وبالتالي ظهرت الحركات الوطنية والتي أدت إلى قيام الثورة ونتيجة لأهمية عدن شكل موقعها عدن وميناءها احداث نهضة في كثير من المجالات.

وأورد د. لبيد، مراحل النهضة في عدن والمحميات التابعة لها واستفادة أبناءها بالتطور الثقافي التي شهدتها عدن مع تزايد حالة الوعي القومي والثقافي، وما عرفته عدن بحكومتين واجراء انتخابات داخلية وتشريعية وبروز الحركات السياسية وتشكيل النقابات العمالية ولعبت الصحافة دورًا تنويريًا في توصيل الأخبار وتبنيها مواقف وطنية وقومية.
وخلص د. لبيد، محاضرته إلى أن التقدم الذي طرأ على عدن كان بفضل نحو الوعي وتشكيل المجتمع المدني من أحزاب ونقابات، ودور مصر وزعيمها الراحل جمال عبدالناصر، بدعمه للحركات الوطنية وتدريبهم في شمال اليمن ومنهم المناضلين في جنوب اليمن.
وقد تلى الندوة مداخلات من الحاضرين، تقدمهم السفير قاسم عسكر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي، لفت في مداخلته إلى أهمية تقييم تاريخ الجنوب بكل مراحله المتراكمة ليبقى في أعماق ونفوس اجيالنا القادمة، وليستقرئ منها المعطيات والعبر، ورأى السفير أن النتيجة المستخلصة عند المقارنة للأحداث الحالية هي أن الثورة قد نجحت لأنها انطلقت ولكن يبقى قراءة تاريخها بشكل صحيح.

السفير قاسم عسكر
وأكد عسكر في ختام كلمته على قيام ومبادرة قسم التاريخ ومشاركة جميع الباحثين بضرورة قراءة مراحل تاريخ الجنوب وتوثيقه من جميع أبعاده.
فيما أكد د. هشام السقاف مدير عام مكتب التخطيط والتعاون الدولي بمحافظة لحج، في مداخلته على إعادة تميط اللثام عن الجوانب المجهولة لتاريخ شعبنا العظيم، ويجب إعطاء للناس حقهم وإنصاف السلاطين ولا ينبغي التعميم بأن جميعهم عملاء فهناك سلاطين حملوا أرواحهم على اكفهم وناضلوا منذ ما قبل قيام الثورة، مشيرا لمأثر السلاطين وأعطى مثالا للسلطان محسن سلطان لحج وعدن لمقاتلته بريطانيا أثناء دفاعه لعدن.
وركز د. السقاف، على أهمية دور عدن، بالقول "فهي الأساس، وإن كنت ريفيا، وما قدمته الأرياف من شهداء، لكن تظل عدن وهي مربط الفرس وبدايات الحركة النهضوية التي حدثت في عدن بعد الحرب العالمية الثانية غير عادي وغير مسبوق لا في الشمال ولا في الجزيرة، فعندما تكون لديم مصفاة زيت ونقابات عمالية برزت من الخمسينات وما قبل هذا يعني أنك سباق ومتقدم بخطوات إلى الإمام عن بقية الأقطار، ووجود حركة ثقافية وصحافة لعبت دور نهضوي وفسحة للناس".
ويرى د. السقاف، أن الحقبة التي نهضت فيها عدن وأعطت للناس فسحة من الرأي بطهور صحافة عدنية، فأنا على سبيل المثال قدمت بدراسة على إحدى تلك الصحف وهي صحيفة "الأيام" لمؤسسها الراحل محمد علي باشراحيل، كانت مسارها تسير في المسار الوطني ربما صوتها أقوى من أي جبهة من جبهات القتال، لكن المشكلة أن التاريخ زور بعد 1967م ونعتوا بصاحبها بالعميل وبسببها أغلقت بعد الاستقلال، هذه الأخطاء التي وقعنا فيها لكن علينا أن لا نحمل الثورة، وحتى دورات الدم التي حدثت ليس معنى أن الثورة قتلتنا ولكن الذين قاتلوا بعضهم البعض هم أفراد يتحملون ذلك مسؤوليتها، ولا نحاكم الثورة وكأننا نستطيع أن نقول للعالم بأننا ديمقراطيين وأننا تعاملنا للعصر وأن بريطانيا حامل وضيع هكذا غير صحيح ويجب أن نسمي الأشياء بمسمياتها.
ونفى د. السقاف، في ختام مداخلته على ما يتردد على أن ثورة 14 أكتوبر انطلقت من عدن، معتبرا انطلاقها وقيامها من ردفان، بالقول "بدأت من ردفان حتى وأن كانت في بدايتها كحركة قبلية لكنها استغلت من قبل الجبهة القومية لتكون قيامها من ردفان، ردفان هي مصنعا للرجال، لكن في المقابل تظل عدن هي من افتعلت فيها وكل مناشطها ونهضتها ساعدت على قيام الثورة ولصالح قيام عهد جديد ليرفع بعدها المستعمر عصاه من عدن".
بعد ذلك تحدث المناضل سند مقبل سالم، أحد مناضلين ثورة 14 أكتوبر، في مداخلته عن المكاسب والأدوار التاريخية وكيف استطاع الثوار رص صفوفهم لنصرة ثورتهم، حيث ضحوا فداءً للوطن وخاضوا المواجهات مع المستعمر في جميع الجبهات حتى نال الوطن استقلاله وهنا لابد من أخذ العبر بأن تكاتفنا هي من سيحقق اهداف الثورة ورفع من معاناة المناضلين والناس عامة فالمناضلون واسر الشهداء يعيشون برواتب ضئيلة لا تقارن بتضحياتهم.
وختم الندوة د. اسكندر محمد النيسي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة عدن، بمداخلته من وجهة نظره بالقول "كان ينبغي علينا بعد الاستقلال أن لا نجرد بريطانيا في كل صغيرة وكبيرة، كان ينبغي على الأقل أن تبقى في الجانب الاستشاري نضبطها نوعا ما بحكم ثقلها وتاريخها في حكم كثير من المستعمرات لذا نجد أنها هي من تتحكم في شركات البترول لدول المنطقة".