مرت سنوات عجاف ولازالت قاتمة على كاهل هذا الشعب ولازال الشعب ينتظر مسؤولًا قويًّا يظهر مخلصا لوطنه وينقذه من هذه الحياة التعيسة التي يعيشها من بؤس وحرمان ومن العيش الكريم ومن أبسط حقوقه المشروعة

كما جرت العادة بين فترة وأخرى يتم تعين المسؤولين إما محافظا أو وزيرا أو رئيسا للوزراء وذلك ساري المفعول لا غبار عليه، لكن الشيء الغريب في الموضوع عندما يتم تعيين هذا المسؤول أو ذاك تراه يقفز مثل الوعل في رأس الجبل ويتحرك هنا وهناك ويدلي ببعض التصريحات التي تثلج الصدور مما يجعل الناس تتفاعل وتتفاءل مع حركات هذا المسؤول النشط من البداية.

ولكن يا فرحة ما تمت كل هذه النطنطات والتصريحات سرعان ما تذوب بعد فترة قصيرة من تعيين هذا المسؤول، تموت حركاته وتصريحاته بسرعة ويصبح مثل الجماد لا حركة له تذكر وهؤلاء المسؤولين الذين تم تعيينهم بعد 2015 كلهم مثل بعض، نفس الأساليب ونفس الحركات يتغيرون فجأة بعد أن رأيناهم أسودًا في بداية التعيين لكنهم يتحولون إلى نعاج بعد فترة قصيرة وكأن هناك سيف مرفوع خفي فوق رؤوسهم مقيد لحركتهم خاصة فيما يفيد الوطن والمواطن أو أن هناك ما يمل عليهم في البداية والنهاية أيضًا.

هذا المسؤول المعين ساكت لا يقدر أن يقول للناس ليش أنا متخاذل بعد أن كنت نشط ولا يستطيع أن يدلي بتصريح عمن شل حركته بعد النطنطة في البداية كلهم سكوت حتى يخرجوا من الوظيفة كما دخلوا خرجوا. لا فائدة منه للناس اللهمَّ الكثير منهم يفيد نفسه من ناحية مادية وربما أن تكون تلك الفائدة التي خرج بها هي ثمن لسكوته عن الحقيقة.

كم عشنا من التجارب المؤلمة في هذه البلاد ولكن مع الأسف هؤلاء المسؤولين لم يتعظوا من تلك التجارب ولا أحد منهم حتى يعيد حساباته وحسابات من سبقوه في تلك المسؤولية.

والسؤال هنا هل نحن كشعب شمالا أو جنوبا نطلب المستحيل بعدم وجود رجال تنهض بهذه الأمة إلى مستقبل أفضل وهل قد دخلنا اليأس ألا تنجب أمهات اليمن أبطالًا يغيرون هذا الواقع المؤلم.

في الحقيقة جفت الأقلام وطويت الصحف ولا مجيب ولا كلام ولا سلام حتى نفهم الواقع الذي يدور اليوم في هذه البلاد خاصة عن صمت المسؤولين الذين يتفرجون على ما يعانيه شعبهم من عذاب في كل نواحي الحياة.

لا تقل لي نحن تحت البند السابع.. ولا تقل لي أيضًا نحن منزوعي القرار بوجود هيمنة التحالف..

أنا بدوري أقول لك الفتى من قال أنا، والتاريخ يسجل لمن أنقذ ضميره، وليس مطلوب منك سوى قول الحقيقة حول من هو المسؤول عن الفوضى العارمة اليوم خاصة في مناطق الانتقالي والشرعية لماذا المؤسسات تتدهور يوم بعد يوم لماذا مؤسسة المياه والكهرباء تترنح

لماذا زيادة الأسعار لماذا انهيار الريال في هذه المناطق وثباته في صنعاء

لماذا تتأخر الرواتب لماذا لم تكن هناك خطط تنموية لماذا نزعت الثقة بين المواطن والمسؤولين في هذه المناطق؟؟؟ أمور شاذة كثيرة لا يتسع لها مقال واحد..