​إن هناك من يتحدِّثون في ظاهر القول عن استعادة دولة الجنوب وفي باطنهم لا يهتمون بوحدة الصّف الجنوبي والشراكة ويضيقون بالرأي الآخر بما في ذلك الرأي والنّقد البنّاء الخالي من الاستهداف والتربُّص بالأخطاء التي تحدث عادة وترافق كل تجربة وعمل من شأنه الإسهام في تصويب السياسات وإصلاح المسار على طريق استعادة وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية المدنية الحديثة دولة المؤسسات والنظام والقانون والأمن والاستقرار والمساءلة والمحاسبة والشراكة والعدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية والحقوق والحريات وحق الرأي وحرية التعبير والتعيين بالمواقع القيادية لمن يستحقها تحت قاعدة الرجل المناسب في المكان المناسب وفقًا لمعايير المؤهل – التخصص –الأقدمية – الخبرة – الكفاءة - التجربة والتمثيل الجغرافي المتوازن الخالي من الانتقاص.

إن الشعوب لا تستعيد دُوَلَها ولا تَبني أوطانها دون وحدة الصَّف والشراكة والاستماع إلى الرأي الآخر والتفات القيادة إلى معاناة الناس وهمومهم بخطوات وإجراءات عملية وملموسة تَأَّتِ بأُكُلَها لا اجتماعات وبيانات وتصريحات هنا وهناك لا تروي عاطشًا ولا تشبع جائعًا ولا تلبس عاريًّا ولا تضيء ظلامًا.

إن مستجدات المشهد السياسي والاقتصادي الراهن وتعقيداته وحجم وخطورة المؤامرات على شعب الجنوب ومعيشته وقضيته وحقه في استعادة دولته بقدر ما تتطلَّب التفافه حول مجلسه الانتقالي وقيادته بقدر ما تتطلَّب من المجلس وقيادته انتشاله وإخراجه - شعب الجنوب - من القهر والظلم الذي هو فيه وجور المعاناة الإنسانية الحياتية والمعيشية والخدمية التي يكابدها والتي تزداد سوءًا على سوء يومًا بعد يوم وكذا الاستفادة من تجارب ودروس وعبر الماضي وتجسيد ثقافة وقيم التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي في الممارسة والحفاظ على المزيد من وحدة شعب الجنوب وتماسك نسيجه الاجتماعي والمدني وتوحيد وتأطير جهوده في مواجهة المخاطر والتحديات ورياح التآمر التي باتت تهب عليه من كل حدب وصوب وتأسيس وقيادة جبهه وطنية جنوبية من كل ألوان الطيف الجنوبي وعلى قاعدة الجنوب للكل وبكل أبنائه ويتَّسع للجميع تحقيقًا لمبدأ الشراكة وتحت سقف واحد هدف شعب الجنوب استعادة دولته كاملة الحرية والسيادة والاستقلال الواحدة الموحدة من سقطرى والمهرة شرقًا إلى ميون وباب المندب غربًا وعلى حدود ما قبل 21 مايو 1990م.