> ردفان «الأيام» هشام عطيري:
- الحبيلين.. من جغرافية صغيرة إلى مركز جذب اقتصادي وتعايش اجتماعي
- فضل القطيبي: توسع مجتمع الحبيلين أرهق البنية التحتية ويتطلب دعمًا
- 380 ألف متردد على مستشفى ردفان خلال عام يفاقمون الأزمة الصحية
- سلطات ردفان: مشكلات الصرف الصحي تهدد البيئة وتستدعي حلولًا جذرية
- التعليم في ردفان يعاني الاكتظاظ رغم إنشاء فصول جديدة
> تعيش مديرية ردفان، الواقعة في محافظة لحج، مرحلة من التحول العميق بفعل التطور العمراني والنمو التجاري المتسارع الذي تشهده عاصمتها الحبيلين.
ومع استمرار الحرب في مناطق عديدة من البلاد، أصبحت الحبيلين مقصدا للعديد من الأسر النازحة والباحثة عن بيئة مستقرة وآمنة. هذه المدينة التي باتت تعرف بتنوعها وتعايشها الاجتماعي بين السكان الأصليين والوافدين، تشهد طفرة غير مسبوقة في البناء والاستثمار، ما جعلها تتحول إلى نقطة جذب رئيسية للحياة الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.
غير أن هذا التوسع السريع، والذي صاحبه ارتفاع في الكثافة السكانية بفعل الهجرة الداخلية، قد فرض أعباء ثقيلة على السلطة المحلية، خاصة مع تزايد الطلب على الخدمات الأساسية مثل التعليم، الصحة، المياه، والصرف الصحي. وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها السلطة المحلية لتلبية هذه الاحتياجات المتزايدة، إلا أن الضغط المستمر يجعل من الصعب تقديم خدمات بجودة تستوعب هذا النمو المفاجئ، مما يضع ردفان في مواجهة تحديات كبيرة قد تؤثر على استدامة نهضتها.
في حديث خاص لصحيفة "الأيام"، يوضح فضل القطيبي، مدير عام مديرية ردفان، تفاصيل هذه التحولات والتحديات التي تواجهها المديرية. ويؤكد أن توسع المدينة إلى جانب النزوح المستمر من الأرياف والمحافظات المجاورة خلق ضغطا هائلا على الخدمات العامة، مما يتطلب تعزيز الجهود المحلية وتدخلات من المنظمات الدولية لدعم مشاريع البنية التحتية والخدمات الاجتماعية.
وأوضح القطيبي، أن السلطة المحلية بذلت جهودا جبارة في ظل الوضع الذي يعيشه الوطن لانتشال الوضع في المديرية وتوفير كثير من الخدمات للمجتمع المحلي والنازحين.
كاشفا أن الخدمات الموجودة حاليا مجهزة لعدد سكان معين، حيث بلغ عدد السكان في مدينة الحبيلين 20 ألف نسمة غير مراكز المديرية الأخرى، مشيرًا إلى أن التعليم والصحة والمياه والصرف الصحي تأثرت تأثرًا كبيرًا جراء هذا التوسع الذي تشهده المدينة.
وأوضح القطيبي في مجال التعليم سبب هذا الازدحام السكاني ضغط كبير على المدارس، حيث وصلت الكثافة في إحدى المدارس إلى 1700 طالبة، ناهيك عن بقية المدارس التي تعاني مشكلة الازدحام رغم إنشاء العديد من الفصول الدراسية من قبل السلطة المحلية بالمديرية.
وأكد على ضرورة تدخل المنظمات الدولية في مجال الصحة ودعم مستشفى ردفان العام الذي رغم توفير السلطة المحلية الدعم للمستشفى وتدخل بعض المنظمات الدولية إلا أنه يحتاج لتدخلات أكبر من قبل المنظمات الدولية، حيث بلغ عدد المترددين للمستشفى خلال عام واحد فقط 380 ألف نسمة، مشيرًا إلى أن الكادر الصحي السابق غير قادر على العمل فمنهم من توفى وآخر تقاعد، لافتًا إلى أن كل موظفي المستشفى متعاقدين.
وأوضح القطيبي أن السلطة المحلية بذلت جهود في توفير المياه الصالحة للشرب، إلا إن التوسع العمراني والازدحام السكاني أثر على تقديم خدمات متكاملة يستوعب كل النازحين والمجتمع المحلي.
وقال القطيبي، إن المديرية وخاصة عاصمتها الحبيلين كانت تشهد ازدحامًا مروريًا وهو ما دفع السلطة المحلية لبذل جهود جبارة وبدعم صندوق صيانة الطرق ووزارة الأشغال في تخفيف الازدحام من خلال فتح مشروع طريق الخط الدائري الذي كان يعد من المشاريع المتعثرة منذ العام 2007م، إضافة إلى سفلتة الشارع الرئيسي للمدينة ورصف طرقات في بعض المناطق الريفية.
وأشار القطيبي إلى أنه رغم جهود السلطة المحلية في العمل على توفير الخدمات، إلا أنها تحتاج إلى تدخلات أكبر ودعم من قبل المنظمات الدولية.
وأوضح مدير عام ردفان أن من أهم المشاكل التي تواجه السلطة المحلية بسبب التوسع العمراني، هو الصرف الصحي فهي مشكلة كبيرة نعمل لها حلول مؤقتة كون المشكلة فوق طاقة السلطة المحلية، حيث وصلت مياه الصرف الصحي إلى قرب منازل المواطنين وهو ما ينتج عن تلوث بيئي يوثر على الساكنين.
على الرغم من الجهود التي تبذلها السلطة المحلية في مديرية ردفان لتحسين الخدمات، إلا أن التحديات تفوق الإمكانيات المتاحة، مما يجعل تدخل المنظمات الدولية أمرًا ضروريًا، كما شدد على أهمية تكاتف الجهود بين السلطات المحلية والمركزية لمواجهة التحديات الناتجة عن التوسع العمراني وضمان تقديم خدمات مستدامة للسكان والنازحين.