> عدن «الأيام» خاص:
- بتكليف من المحافظ.. جولة ميدانية لتقييم أضرار الأمطار وآثارها في صيرة
- توصيات عاجلة لإنشاء إدارة متخصصة لصيانة شبكات التصريف في كريتر
> شهدت مديرية صيرة في محافظة عدن خلال الأيام القليلة الماضية هطول أمطار غزيرة، أدت إلى آثار ملحوظة على البنية التحتية وأوضاع السكان.
في إطار متابعة هذه الأوضاع، قام وفد رسمي برئاسة المهندس وليد منصور الصراري، مدير عام مكتب الأشغال العامة في عدن، والأخ المهندس فتحي علوي السقاف، مدير الوحدة التنفيذية للمشاريع الممولة خارجيًا في المحافظة وبحضور المهندس محسن محمد علوي، مدير مشروع الأشغال العامة في محافظتي عدن وأبين، والمهندسة سيناء ثابت، المشرفة على مشروع تصريف مياه الأمطار، بجولة ميدانية للوقوف على الأضرار وتقييم الوضع بعد تكليفهم من المحافظ وزير الدولة أحمد حامد لملس.
بدأت الزيارة في حي القطيع (المرسابة)، حيث لاحظ الوفد أنه على الرغم من هطول الأمطار، لم توجد تجمعات مياه كبيرة في الحي.
وقد أشار الأهالي حسب التقرير الذي رفع إلى المحافظ لملس، إلى أنهم قاموا بالتعاون مع الفرق الفنية لإزالة الأكياس والأحجار التي كانت تعيق فتحات تجميع الأمطار.
وبحسب التقرير فأن هذه الجهود المشتركة ساهمت في انسياب المياه إلى قنوات التصريف، مما منع تراكمها في الشوارع. وتعكس هذه الحالة أهمية الوعي المجتمعي في التعامل مع الكوارث الطبيعية، حيث كان للتعاون بين المواطنين والجهات الرسمية أثرٌ بالغ في تخفيف الأضرار.

بعد ذلك، انتقل الوفد إلى موقع سقوط سيارة الشفط عند تقاطع الهجرة والجوازات. هناك، تبين أن الموقع كان خاليًا من الأسفلت، على الرغم من أن المقاول كان قد نفذ عمليات سفلتة بعد الانتهاء من المشروع. وقد أرجع المهندسون الحادث إلى أعمال صيانة سابقة أجرتها المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي، حيث لم يتم دك التربة بشكل كاف بعد دفن الحفرة. ووفقًا للتقرير: "عندما هطلت الأمطار، تشربت التربة بالمياه، مما أسفر عن وقوع سيارة الشفط في الموقع. تُظهر هذه الحادثة أهمية التخطيط السليم عند تنفيذ المشاريع الهندسية، حيث يجب مراعاة جميع العوامل البيئية والطقسية لضمان سلامة البنية التحتية".
وجاء في التقرير: "موقع سقوط سيارة الشفط (تقاطع الهجرة والجوازات) بجانب خزان المياه الجديد: لا وجود للإسفلت في موقع سقوط السيارة (الشفاط)، علمًا بأن المقاول قد قام بسفلته الموقع بعد الانتهاء من أعمال المشروع والمشروع يمتد من تقاطع الهجرة والجوازات إلى البحر ويمر بجانب مستوصف بابل ولا يوجد هبوط للإسفلت على امتداد المشروع من تقاطع الهجرة إلى البحر.
وبحسب شهادة الفريق: "في مكان سقوط سيارة الشفط كانت هناك أعمال صيانة قامت بها المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي لإصلاح أنبوب المياه وأيضا إصلاح أنبوب الصرف الصحي وعند الانتهاء من الإصلاحات تم دفن الحفرة دون أعمال دك للتربة وحين هطلت الأمطار وتجمعت في الموقع تشربت التربة بالمياه وكانت سببًا في وقوع سيارة الشفط".

وقال التقرير إن الوفد قام بتفقد موقع انهيار الأسفلت بجانب البنك المركزي. وحسب إفادة المهندس، يمتد مشروع تصريف الأمطار من مدرسة شمسان إلى البنك المركزي، وقد تم إنجاز المرحلة الأولى من المشروع. ومع ذلك، لم يتم ربط الشبكة بالنقطة النهائية عند تقاطع الهجرة والجوازات بسبب نقص التمويل. وقد أدى ذلك إلى غلق قناة التصريف عند البنك المركزي من قبل المقاول، كما قام المقاول بحسب التقرير بغلق غرف تصريف الأمطار "الشبك" بالأتربة حتى لا تتسرب إليها المياه كون أن المشروع لم يكتمل بعد وغير جاهز لتصريف مياه الأمطار لأنه لم يتم ربطه بنقطة عند تقاطع الهجرة والجوازات. وأشار التقرير إلى أن هناك أعمال تصفية للغرف التي تم ردمها من المقاول حتى لا تدخل فيها مياه الأمطار حين هطولها وتسير في القناة التي لم تكتمل بعد.

وحين تم سؤال نائب مدير المياه لشؤون الصرف الصحي حول قيامهم بتصفية غرف تصريف الأمطار، أفاد أنه ليس لديه علم بذلك، وتم توجيه نفس السؤال لمدير المديرية والذي أفاد أنه بعد سؤاله حول موضوع تصفية غرف التصريف تبين له أن قسم النظافة قام بتصفية غرفة تجميع الأمطار وهي السبب الرئيسي في دخول الأمطار أثناء هطولها فجر الجمعة إلى شبكة تصريف الأمطار التي لم تكتمل بعد وأدت إلى تسرب المياه عند النقطة التي تم غلقها من قبل المقاول وأدت إلى انهيار الإسفلت عند البنك المركزي.
التحديات التي واجهتها مديرية صيرة ليست جديدة، إذ تكررت حالات هطول الأمطار الغزيرة في السنوات السابقة، مما أدى إلى تأثر الطرق والمرافق العامة. وفي ظل تغير المناخ وتزايد كوارث الطقس، يتطلب الأمر تبني استراتيجيات شاملة للتعامل مع هذه الأزمات بشكل فعال. من الضروري أن يتم التخطيط للمشاريع بشكل استباقي، بحيث تأخذ بعين الاعتبار التغيرات المناخية المتزايدة ومخاطر الفيضانات، بحسب التقرير.
وبناءً على ما تم رصده خلال الجولة، فقد قدم المهندسون مجموعة من التوصيات الهامة. أولًا، يجب إلزام مشروع الأشغال العامة بتنفيذ المرحلة الثانية من مشروع تصريف الأمطار بصورة عاجلة. وذلك لأن هذه المرحلة ضرورية لضمان أنظمة تصريف المياه بكفاءة، مما يقلل من فرص تجمعها في الشوارع. ثانيًا، يُوصى بإنشاء إدارة متخصصة لصيانة وتشغيل شبكات تصريف الأمطار، بحيث تكون هناك جهة مسؤولة عن المتابعة والإشراف على أعمال الصيانة والتشغيل بشكل دوري.
وبناءً على ما تم رصده خلال الجولة، فقد قدم المهندسون مجموعة من التوصيات الهامة. أولًا، يجب إلزام مشروع الأشغال العامة بتنفيذ المرحلة الثانية من مشروع تصريف الأمطار بصورة عاجلة. وذلك لأن هذه المرحلة ضرورية لضمان أنظمة تصريف المياه بكفاءة، مما يقلل من فرص تجمعها في الشوارع. ثانيًا، يُوصى بإنشاء إدارة متخصصة لصيانة وتشغيل شبكات تصريف الأمطار، بحيث تكون هناك جهة مسؤولة عن المتابعة والإشراف على أعمال الصيانة والتشغيل بشكل دوري.
وقال التقرير من الضروري إلزام مشروع الأشغال العامة بإعادة سفلتة الطريق بجانب البنك المركزي، كما أشار التقرير بإلزام مؤسسة المياه والصرف الصحي بسفلتة تقاطع الهجرة والجوازات بشكل عاجل. هذه الخطوات ستحسن من السلامة العامة وتقليل المخاطر التي قد تواجهها السيارات والمارة. إضافة إلى ذلك، يُتوقع أن تساعد هذه التدابير في تعزيز الثقة بين المواطنين والجهات الرسمية، حيث يشعر السكان بأن هناك اهتمامًا جادًا بتحسين أوضاعهم.
يُعتبر الوعي العام وتوعية المواطنين بأهمية المحافظة على البيئة والتقليل من التلوث والمخلفات جزءًا أساسيًا من هذه الجهود، كما يجب تعزيز قدرات المجتمعات المحلية في التعامل مع الأزمات، من خلال تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية تهدف إلى تحسين معارفهم حول كيفية التصرف خلال الكوارث الطبيعية.
ويبقى الأمل معقودًا على مستقبل أفضل لمديرية صيرة، حيث إن التعاون بين المواطنين والجهات الرسمية يمثل مفتاح النجاح في مواجهة التحديات المناخية. ومع زيادة الوعي والاستجابة الفعالة، يمكن أن تصبح المجتمعات أكثر قدرة على الصمود في وجه الظروف الجوية المتغيرة، مما يسهم في تعزيز استقرارها وتطويرها.