> أنقرة «الأيام» العرب اللندنية:

نفى الأتراك وجود أي احتمال لنقل مقر حركة حماس من قطر إلى تركيا، في رسالة واضحة إلى الأطراف المتدخلة في هذا الملف، - وخاصة القطريين الذين ربما سعوا لمعرفة موقف أنقرة- فحواها أن مكان قادة حماس ليس في تركيا، وأن إيران أولى بهم، لاسيما أن قادة حماس الموجودين في الخارج ليس لهم تأثير في الداخل يمكن استخدامه كورقة سياسية لصالح الأتراك.

لكن الولايات المتحدة شككت في رواية أنقرة وحذرتها من استقبال قادة من حماس أو التعامل معهم، وهو ما يزيد الضغوط على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ونفت مصادر في وزارة الخارجية التركية، أمس الأول، صحة ادعاءات تفيد بنقل حركة حماس مكتبها السياسي إلى تركيا. ونقلت وكالة الأناضول التركية عن هذه المصادر قولها "ادعاءات نقل مكتب حماس السياسي إلى تركيا لا تعكس الحقيقة".

ويرفع تسريب الموقف الرسمي عن طريق مصادر مجهولة الحرج عن المسؤولين الأتراك، خاصة الرئيس أردوغان، ويتيح لتركيا إعلان رفضها فكرة نقل مقر حماس إلى أراضيها، وفي ذلك رسالة واضحة موجهة إلى الجميع مفادها أن أنقرة لا تساوم على مصالحها، وهي ليست مستعدة لإرباك العلاقة بينها وبين الأميركيين والإسرائيليين بمثل هذه الخطوة.

لكن الولايات المتحدة لم تخف على لسان وزارة الخارجية تحذيرها لتركيا من “انتقال بعض أفراد قادة حماس إلى تركيا،” في رسالة واضحة مفادها أن هذا الخيار غير ممكن. وقد يكون تسريب تركيا رفض استقبال حماس ناجما عن معطيات مسبقة بشأن صدور موقف أميركي حاسم في الموضوع.

وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية "نعتقد أنه لا ينبغي لزعماء منظمة إرهابية العيش هانئين في أي مكان،” مضيفا “سنوضح لحكومة تركيا أنه لا سبيل إلى المزيد من العمل المعتاد مع حماس".

ويمثل التسريب موقفًا واضحًا وصريحًا موجهًا إلى قطر وحماس ويتلخص في وجوب أن تتدبرا أمرهما بعيدا عن تركيا، ولمَ لا نقْل قادة الحركة إلى إيران المستفيد المباشر من هجوم حماس في أكتوبر 2023. وإيران أولى بهم لينفذوا ما تسطره للمرحلة القادمة سواء تعلق الأمر بقبول وقف إطلاق النار أو بالاستمرار في تنفيذ عمليات محدودة دون مراعاة معاناة سكان القطاع.

ولا يستبعد مراقبون أن يكون الموقف التركي الحاسم ردا على جس الدوحة نبض أنقرة بشأن حماس قد يكون تم على هامش زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى أنقرة ضمن مساعي قطر للتخلص من حماس بهدف تجنب الغضب الإسرائيلي – الأميركي بعد فشل الوساطة القطرية في دفع حماس إلى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.