> «الأيام» العين الإخبارية:

يسابق الحوثيون الزمن من أجل ترتيب صفوفهم العسكرية والأمنية في الحديدة، وذلك إثر استشعار الجماعة عملية عسكرية على المحافظة.

ودفعت جماعة الحوثي بأحد قادتها العسكريين الموالين لها لشغل منصب محافظ الحديدة وذلك في مسعى لمغازلة الحواضن الشعبية من أبناء المحافظة التي يجري الحوثيون فيها عسكرة للمنازل وحفرًا للأنفاق وتهجيرًا جماعيًا للأسر بعيدًا عن مساكنها.

وينظر الحوثيون للحديدة باعتبار أن ثقلها وموقعها الجغرافي الاستراتيجي يوازي معقلهم الأم صعدة وكذا صنعاء، لكونها الشريان الرئيسي لتدفق الأسلحة المهربة، فيما يعد ميناء المحافظة هو أكبر مصدر إيرادات للمليشيات، كما تعد قاعدة عسكرية متقدمة في قلب البحر الأحمر.

وذكرت وسائل إعلام حوثية أن المدعو "عبدالله عبده أحمد عطيفي" أدى القسم أمام رئيس ما يسمى المجلس السياسي للحوثيين، وذلك عقب أسبوع من تسميته الجماعة له كمحافظ للحديدة خلفا للمدعو محمد عياش قحيم الذي عينته في أغسطس الماضي وزيرًا للنقل بصنعاء.

المدعو "عبدالله عبده أحمد عطيفي"
المدعو "عبدالله عبده أحمد عطيفي"

وينحدر عبدالله عطيفي المكنى "أبو طاهر" من مديرية التحيتا جنوب محافظة الحديدة، وعمل كأحد أذرع زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي في الجانب العسكري، حيث قاد عطيفي في السنوات الماضية ما يسمى "اللواء السابع حماة الساحل" التابع لما يسمى المنطقة العسكرية الخامسة التي يقودها يوسف المداني وهو أحد أذرع إيران القوية ومصنف عالميا بقائمة الإرهاب.

وبحسب المصادر فأن عطيفي ممن جندتهم الجماعة باكرا وكان مسؤول جبهة الجبلية لدى الانقلابيين وشاركت المجاميع التي يقودها بمختلف المعارك في الحديدة.

وأشارت المصادر إلى أن جماعة الحوثي سعت لتحييد عطيفي من الجانب العسكري وعينته محافظا للحديدة بهدف مغازلة الحواضن التهامية وإضفاء عليه صبغة الجانب المدني.

لا يعد تعيين عطيفي توددا للحواضن التهامية فحسب، وإنما تسعى جماعة الحوثي لتحصين محافظة الحديدة من الجهة الجنوبية، حيث مسرح العمليات العسكرية مع القوات المشتركة.

كما جاء تعيين عطيفي عقب تعزيزات كبيرة دفع بها الحوثيين للمحافظة خشية إطلاق الحكومة الشرعية عملية عسكرية، إذ تسعى الجماعة لاستمالة أبناء تهامة والعودة لحشدهم مجددا للقتال ضد الشرعية، وفقا لمراقبين.

ويشكل تعين عطيفي محافظا للحديدة محاولة لتأمين طرق التهريب للأسلحة التي ترسلها قوى إقليمية للحوثيين، إذ أن غالبية شبكات التهريب من الصيادين وتدخل من محافظة الحديدة.

وتمهد الجماعة بتعيين عطيفي لإتمام عملية إخلاء مربعات سكنية وأحياء عديدة لفرض منطقة عسكرية بعمق 5 كيلومترات من الساحل إلى وسط الأحياء في كل المربعات السكنية الواقعة قبالة ساحل البحر الأحمر، وفقا لمصادر محلية.

وأوضحت المصادر أن جماعة الحوثي بدأت عزل عدد من المربعات بأنفاق من الساحل إلى داخل الأحياء وبعرض أكثر من 20 مترًا، وعملت على تفخيخ مساحات واسعة في 3 مربعات حتى اليوم، فيما هجرت 5 قرى جنوب مديرية الجراحي.

ويتحسب الحوثيين لشن الحكومة الشرعية بدعم دولي عملية لتحرير المدينة الساحلية ومنع الحوثي من التأثير على الممر التجاري الذي يستحوذ على نحو 12 % من حجم التجارة الدولية.