تأتي محددات وأهداف نزولات عمل فرق التواصل وتعزيز الوعي السياسي الجنوبي من أهمية الحفاظ على الحامل السياسي للقضية الوطنية الجنوبية ممثلا بالمجلس الانتقالي الجنوبي وكل شركائه في الميثاق الوطني الجنوبي والحفاظ على المكتسبات السياسية التي تمثلت في تدويل قضية شعب الجنوبي دبلوماسيا وخارجيا، والوقوف معا في مواجهة الإرهاب والحرب الاقتصادية التي تستهدف النسيج الاجتماعي في الجنوب والانتقال من مرحلة الثورة والتمكين إلى مرحلة بناء أسس الدولة مع تكثيف الحضور الوطني الجنوبي لتحقيق الدولة الفيدرالية المستقلة، ولمزيد من الجهود والسعي لتعزيز الوعي بأهمية المرحلة وحجم التحديات التي يجابهها شعب الجنوب وقيادته السياسية، وكيفية العمل على مواجهتها بكل إخلاص ومسؤولية لتكون غايتها الإنسان في الجنوب، والعمل مع القوى السياسية والاجتماعية والوجاهات المجتمعية الفاعلة.

اليوم نحن على وشك ترجمة نتائج هذه اللقاءات والنزولات بما يحقق الحضور الفاعل لدور الدوائر والهيئات المحلية للانتقالي وسط جماهير شعبنا والعمل على وحدة الصف الجنوبي وتحقيق تطلعاته مع مراعاة الخصوصيات وأوضاع كل محافظة ومديرية من جنوبنا الحبيب.. ليس هذا وحسب بل الاطلاع على أهم الإيضاحات السياسية والخدمية والمجتمعية بالمرحلة الراهنة والرؤية في حلحلة الكثير من المتغيرات في العام القادم 2025م، وحرص قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزُبيدي على المشاركة المجتمعية الواسعة في تعزيز العمل المؤسسي لما تمثله هذه القطاعات من حضور نوعي باعتبارها تمثل الثقل الأكثر والأكبر في المجتمع وتقييم محددات وأهداف هذه اللقاءات والنزولات وأهميتها.

اليوم الحديث عن ذلك مع قرب انتهاء برنامج الفرق في كل المحافظات واستمرار مهمة فرق التواصل والوعي السياسي من أعضاء هيئة الرئاسة للمجلس الانتقالي المتمثلة في الاطلاع على أوضاع المحافظات الجنوبية تحمل الكثير من الدلالات والمتابعات الهامة لأهداف استراتيجية أهمها مناقشة المستجدات السياسية والتطورات الأخيرة في المنطقة والتحديات المستقبلية في ملف قضية شعب الجنوب.

الاستماع إلى آراء الهيئات التنفيذية المساعدة مهم جدا وأيضا ترجمة نشاطها ومناقشتها مع السلطات في المحافظات ومختلف شرائح المجتمع وإدراك الخصوصية التي يمكن أن تتشابه أو تختلف من محافظة إلى أخرى، وخاصة أننا في مرحلة مفصلية من تاريخ نضال شعبنا الجنوبي، والحاجة إلى معرفة أهم محددات وأهداف نزولات عمل فرق التواصل وتعزيز الوعي السياسي الجنوبي.

وقياس على ذلك، كيف نقيس الجهود ومستوى تعزيزنا بأهمية المرحلة وحجم التحديات التي يجابهها شعب الجنوب وقيادته السياسية اليوم خاصة في الجبهات القتالية ورفع وعي أفراد قواتنا المسلحة الجنوبية البطلة ورفع جاهزيتها القتالية والاستشعار بأننا في الجنوب نعيش تحديات فرض كياننا وهويتنا وإزاحة الظلم والمعاناة التي عاشها شعبنا طوال العقود الماضية، وعلينا اليوم فرض إرادتنا الجنوبية ورفع التظلمات والمعاناة من على كاهل أبناء الجنوب وجبر الضرر باستحقاقات العيش الكريم على ترابه وأرضه تحت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي.

ما هي أهم الخطوات لترجمة ذلك اليوم ومستوى الطرح للقضايا الراهنة والوقائع والأحداث الراهنة وترجمة مواقف رئاسة الانتقالي في الوقت الراهن؟ مع التأكيد على رفع التوعية السياسية والتقييم للعمل التنظيمي لهيئات المجلس بالمحافظات، وانعكاس ذلك على الاصطفاف الوطني خلف القيادة السياسية الجنوبية.. أيضا بالنسبة للهيئات التنفيذية المساعدة للمجلس الانتقالي الجنوبي وتقييم دورها في كل المحافظات والعمل على وضع خطط وبرامج دورية فاعلة في عدة مجالات وتقييم نتائجها سنوياً.

يجب ضرورة تعزيز النزول الميداني من قبل الفرق واللقاء بالقيادات الأمنية والعسكرية والسعي لرفع التوعية السياسية بكل قضايا الجنوب وأهمية رصد المؤامرات ومن خلفها التي تحاك إلى اليوم ضدنا.

يجب علينا إرساء دعائم الأمن والاستقرار والتنمية وأهمية ذلك في مساندة السلطة المحلية ومكاتبها في المحافظات بمختلف قطاعاتها لما فيه تنمية المحافظات واستقرارها وتقدمها بما يفضي إلى معالجة عدد من القضايا على كل المستويات ومجابهة التحديات على كل الأصعدة ومنها مكافحة الإرهاب وعناصره.

ومع ذلك، تأتي ضرورة وأهمية تصحيح وضع مفهوم الشراكة مع الشرعية بصورة عامة مع التركيز على العاصمة عدن وأولويات حقوق أبناء الجنوب ومنع ورفض إحياء المؤسسات الحزبية العتيقة والهياكل السياسية المجتمعية الشمالية في العاصمة عدن.. أهمية التأكيد على الثوابت الوطنية الجنوبية والاستفادة من المشاركات في الداخل والخارج بما يعزز من قضية شعب الجنوب بصورة أكبر.

وقد تتشابه الأوضاع الاقتصادية والسياسية والأمنية والاجتماعية وتكاد تكون متقاربة إلا أن بعض المحافظات اختلفت في ظروفها مثلا فيها جبهات مشتعلة في الضالع وأبين أو في شبوة وفي يافع إضافة إلى تزعزع الحالة الأمنية جراء الأعمال الإرهابية ـ أهمية رفع وتعزيز القدرات العسكرية لقواتنا المسلحة الجنوبية وأهمية اليقظة والتأهب في كل الظروف.

أخيرا.. تظل مثل هكذا نزولات ميدانية ولقاءات هامة نحن بحاجة لها في ظل الظروف التي يعيشها أبناء الجنوب، ونعزز من صمود المجلس الانتقالي الجنوبي ونضالات شعبنا في ظل تحقيق نجاحات قادمة، لكننا بصراحة وشفافية جنوبية خاصة نتساءل ما هي أهم نتائج وتوصيات مثل هكذا نزولات ولقاء أجرتها فرق التواصل وتعزيز الوعي الجنوبي مع انتهاء العام الميلادي 2024م؟ وهل نتوقع أن تكون هناك إنجازات تتحقق على المستوى الداخلي والخارجي؟.