> بودابست«الأيام» خاص:
- طالب دكتوراه: كيف سيدرس الطلاب حركة الدم والرنين المغناطيسي دون مادة الفيزياء
- جامعات طبية أوروبية لا تعترف بمساق الفيزياء للمتخرجين من جامعة عدن
بحسب العمري، فإن قسم الفيزياء بكلية التربية، جامعة عدن، كان قد أعلن، قبل أشهر، عن قرب إغلاقه بسبب عدم التحاق أي طالب للدراسة فيه منذ ثلاث سنوات متتالية. المفاجأة الأكبر جاءت حين اطلع الباحث على خبر حذف مادة الفيزياء كمتطلب للقبول أو الدراسة في السنة التحضيرية بالكليات الطبية. وبعد التحقق من دليل القبول الرسمي للجامعة، تأكد العمري من صحة الخبر، ما دفعه للتعبير عن صدمته وخيبة أمله من هذا القرار.
يرى الباحث العمري أن حذف مادة الفيزياء من الكليات الطبية يمثل تقليلًا كبيرًا من شأن أحد أهم أركان التعليم الطبي الحديث. فهو يعتبر الفيزياء علمًا أساسيًّا لفهم العديد من التطبيقات الطبية الحديثة، مثل دراسة حركة الدم، ديناميكية السوائل، فيزياء الأشعة، الرنين المغناطيسي، وقياس كتل الجزيئات والأجرام النانوية. وأكد الباحث أن هذه المواضيع تشكل جوهر التكنولوجيا الحديثة في الطب، مشيرًا إلى أن التخلي عنها يهدد جودة التعليم ويؤثر سلبًا على كفاءة الخريجين.
شارك الباحث العُمري تجربته الشخصية خلال دراسته الماجستير في جامعة "بيكس" بالمجر، حيث طُلب منه دراسة مادة الفيزياء كمتطلب إلزامي. على الرغم من محاولته معادلة المادة بناءً على دراسته السابقة في جامعة عدن، لكن لجنة الاعتماد رفضت طلبه، موضحة أن محتوى المقررات التي درسها لم يكن كافيًّا لتغطية جميع المواضيع المطلوبة.
وأوضح يافع العمري أنه أدرك أهمية دراسة المادة مجددًا بعد أن ساهمت بشكل كبير في تطوير فهمه للتطبيقات العلمية المتعلقة بأبحاثه في هندسة الأنسجة وطباعة الخلايا ثلاثية الأبعاد.
القرار أثار تساؤلات حول المعايير التي استند إليها المسؤولون لاتخاذ خطوة كهذه. هل كان القرار مبنيًا على دراسات علمية وتربوية دقيقة، أم أنه نابع من جهل أو تجاهل لدور الفيزياء في التعليم الطبي؟ العمري أعرب عن أسفه الشديد تجاه هذا القرار، معتبرًا أنه مؤشر خطير على تراجع مستوى التعليم في اليمن.
واختتم العمري حديثه بدعوة صريحة للحفاظ على سمعة ومستوى الكليات الطبية، حتى لو تطلب الأمر قبول عدد محدود من الطلاب المؤهلين. مؤكدا أن الفيزياء ليست مجرد مادة دراسية، بل هي أساس لفهم الأبحاث والابتكارات الطبية الحديثة، داعيًا الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم للحفاظ على جودة التعليم الطبي في اليمن.
ختامًا، يشكل هذا القرار سابقة خطيرة قد تؤثر على مستوى الخريجين الطبيين. وبينما يستمر الجدل حول جدوى القرار، يبقى السؤال الأكبر: كيف ستواجه جامعة عدن هذه الانتقادات؟ وهل ستُراجع القرارات بما يضمن مستقبل أفضل للتعليم الطبي في البلاد؟