> «الأيام» سبوتنيك:
بعد عام ونصف من الغياب، وصل المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرج إلى العاصمة صنعاء، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.
هل ينجح المبعوث الأممي في اختراق جدار الصمت في الأزمة اليمنية ويحقق تقدما في بعض الملفات بعد التصعيد بين "أنصار الله" وأمريكا وإسرائيل بعد أكثر من 18 شهرا من آخر زيارة قام بها إلى صنعاء؟
بداية يقول اللواء عبد الله الجفري الخبير العسكري والاستراتيجي من العاصمة اليمنية صنعاء: "إن الأمم المتحدة هى جزء من العدوان على اليمن وتأتي في سياق تلك الهيئات والمنظمات الدولية التي تم تشكيلها بعد الحرب العالمية الثانية في العام 1945، والحقيقة أن الأمم المتحدة منظمة غير نزيهة واستخباراتية تحت غطاء ما يسمى بالأمم المتحدة، وهي تعمل لخدمة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وكذلك فرنسا".
وتابع الجفري: "يجب أن يفهم أي مواطن عادٍ الدور الذي تلعبه الأمم المتحدة وماذا قدمت وماذا فعلت لنصرة القضايا التي رفعت شعارها، ما نلاحظه أنها متورطة في الكثير من الجرائم ومنها ما حدث مؤخرا باستهداف الأسرى الذين يتبعون التحالف وكانوا مسجونين في سجن الشرطة العسكرية بصنعاء وأيضا ما جرى في سجن ذمار وجميع تلك الاستهدافات جاءت بعد زيارة بعض الأعضاء من الأمم المتحدة، وكذلك شاهدنا ماذا عملت الأمم المتحدة في العراق عبر جواسيسها الذين رصدوا وأوصلوا تقارير بأنه لا توجد هناك أي أسلحة كيماوية أو أسلحة دمار شامل في العراق، بعد ذلك تم استهداف العراق وتدميره".
وأردف: "هذا التصعيد الأخير من جانب اليمن ضد أمريكا وإسرائيل أوصل رسالة هامة جدا في ظل التطورات التي حدثت في المنطقة وتحديدا الوضع في سوريا واتفاق وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، وظن إسرائيل بأنها استطاعت تفكيك وحدة الساحات لدول محور المقاومة، هنا تؤكد اليمن من خلال ضرباتها الصاروخية والمسيرة أن محور المقاومة لا يزال قويا ومتماسكا ولن يهزم، وما الزيارة التي يقوم بها المبعوث الأممي لصنعاء إلا محاولة ترغيبية لكي تتوقف اليمن عن هجماتها ضد القوات الأمريكية في البحر الأحمر وكذلك ما يتعلق باستهداف إسرائيل".
وأكد الجفري أن "استهداف اليمن لأربع من حاملات الطائرات الأمريكية في البحر الأحمر جعل واشنطن تستشعر الخطر وحاولت أن تنفذ بعض الغارات هنا وهناك، إلا أنها باءت بالفشل ولم تستطيع تحقيق أي شيء لعدم توافر معلومات استخباراتية دقيقة لديها، نظرا للانتصار الأمني الذي حققته صنعاء وتجفيف منابع الجاسوسية في البلاد والتي كانت تسعى لمحاولة اختراق القدرات العسكرية و تفتيت الجبهة الداخلية، والمبعوث الأممي الذي جاء إلى صنعاء بعد عام ونصف من الغياب يريد أن يقدم بعض الإغراءات كما حدث في السابق عبر سلطنة عُمان، بأن التوقف عن إطلاق المسيرات سوف يقابله الاعتراف الدولي وإطلاق الأسرى وفتح المطارات والموانئ وإعادة التعمير".
وأضاف في حديثه لـ "سبوتنيك": "كذلك هناك بعض حالات التمرد في بعض المناطق القبلية، لذا استشعر الحوثيين بعض المخاوف فبعثوا برسالة عبر مسقط وأخرى مباشرة، بأن لهم رغبة في التوقيع على عملية سلام أولية و تهدئة شاملة، وأنهم مستعدون لتقديم بعض التنازلات، فجاء المبعوث الأممي مهرولا".
وأشار الشميري إلى أن "زيارة المبعوث الأممي لليمن هانس جروندبرج إلى صنعاء لا يمكن أن نتوقع أنه سيضع اليمن في مسار السلام قريبا، لكن يسعى الحوثيون تكتيكيا للاستفادة من الوقت، خاصة مع توافد الضغوط الداخلية والخارجية عليهم، والضربات الإسرائيلية والأمريكية".
وأوضح الشميري، "يمكن القول إن هناك عملية نجاح لكن يمكن أن تنجح في بعض الملفات كملف الأسرى والملف الاقتصادي ويمكن أن تكون فيه اختراقات ولو جزئية، هذا ما اتوقعه من خلال الزيارة ومن خلال المؤشرات التي بعث بها الحوثي عبر تصريحات إعلامية وسياسية وعبر دواليب مباحثات خاصة".
وبدأت الولايات المتحدة وبريطانيا في 12 يناير الماضي، تنفيذ هجوم واسع على مواقع "أنصار الله" في مدن يمنية عدة، على خلفية هجمات الجماعة في البحرين الأحمر والعربي، قبل أن توسع الجماعة دائرة الاستهداف ليشمل السفن الأمريكية والبريطانية ردًا على الغارات الجوية.
ويشهد اليمن تهدئة هشة منذ إعلان الأمم المتحدة، في الثاني من أكتوبر 2022، عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة "ًأنصار الله" إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة التي استمرت 6 أشهر.
ويعاني اليمن للعام العاشر تواليا، صراعا مستمرا على السلطة بين الحكومة المعترف بها دوليا وجماعة "أنصار الله" اليمنية، انعكست تداعياته على مختلف النواحي، إذ تسبب في أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بالأسوأ على مستوى العالم.
وتسيطر "أنصار الله" اليمنية منذ سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس 2015، عمليات عسكرية دعما للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، وألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80 % من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.
هل ينجح المبعوث الأممي في اختراق جدار الصمت في الأزمة اليمنية ويحقق تقدما في بعض الملفات بعد التصعيد بين "أنصار الله" وأمريكا وإسرائيل بعد أكثر من 18 شهرا من آخر زيارة قام بها إلى صنعاء؟
بداية يقول اللواء عبد الله الجفري الخبير العسكري والاستراتيجي من العاصمة اليمنية صنعاء: "إن الأمم المتحدة هى جزء من العدوان على اليمن وتأتي في سياق تلك الهيئات والمنظمات الدولية التي تم تشكيلها بعد الحرب العالمية الثانية في العام 1945، والحقيقة أن الأمم المتحدة منظمة غير نزيهة واستخباراتية تحت غطاء ما يسمى بالأمم المتحدة، وهي تعمل لخدمة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وكذلك فرنسا".
- جرائم بشعة
وتابع الجفري: "يجب أن يفهم أي مواطن عادٍ الدور الذي تلعبه الأمم المتحدة وماذا قدمت وماذا فعلت لنصرة القضايا التي رفعت شعارها، ما نلاحظه أنها متورطة في الكثير من الجرائم ومنها ما حدث مؤخرا باستهداف الأسرى الذين يتبعون التحالف وكانوا مسجونين في سجن الشرطة العسكرية بصنعاء وأيضا ما جرى في سجن ذمار وجميع تلك الاستهدافات جاءت بعد زيارة بعض الأعضاء من الأمم المتحدة، وكذلك شاهدنا ماذا عملت الأمم المتحدة في العراق عبر جواسيسها الذين رصدوا وأوصلوا تقارير بأنه لا توجد هناك أي أسلحة كيماوية أو أسلحة دمار شامل في العراق، بعد ذلك تم استهداف العراق وتدميره".
- التصعيد ومحاولة التهدئة
وأردف: "هذا التصعيد الأخير من جانب اليمن ضد أمريكا وإسرائيل أوصل رسالة هامة جدا في ظل التطورات التي حدثت في المنطقة وتحديدا الوضع في سوريا واتفاق وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، وظن إسرائيل بأنها استطاعت تفكيك وحدة الساحات لدول محور المقاومة، هنا تؤكد اليمن من خلال ضرباتها الصاروخية والمسيرة أن محور المقاومة لا يزال قويا ومتماسكا ولن يهزم، وما الزيارة التي يقوم بها المبعوث الأممي لصنعاء إلا محاولة ترغيبية لكي تتوقف اليمن عن هجماتها ضد القوات الأمريكية في البحر الأحمر وكذلك ما يتعلق باستهداف إسرائيل".
- وضع اقتصادي صعب
وأكد الجفري أن "استهداف اليمن لأربع من حاملات الطائرات الأمريكية في البحر الأحمر جعل واشنطن تستشعر الخطر وحاولت أن تنفذ بعض الغارات هنا وهناك، إلا أنها باءت بالفشل ولم تستطيع تحقيق أي شيء لعدم توافر معلومات استخباراتية دقيقة لديها، نظرا للانتصار الأمني الذي حققته صنعاء وتجفيف منابع الجاسوسية في البلاد والتي كانت تسعى لمحاولة اختراق القدرات العسكرية و تفتيت الجبهة الداخلية، والمبعوث الأممي الذي جاء إلى صنعاء بعد عام ونصف من الغياب يريد أن يقدم بعض الإغراءات كما حدث في السابق عبر سلطنة عُمان، بأن التوقف عن إطلاق المسيرات سوف يقابله الاعتراف الدولي وإطلاق الأسرى وفتح المطارات والموانئ وإعادة التعمير".
- اختراق جدار الأزمة
وأضاف في حديثه لـ "سبوتنيك": "كذلك هناك بعض حالات التمرد في بعض المناطق القبلية، لذا استشعر الحوثيين بعض المخاوف فبعثوا برسالة عبر مسقط وأخرى مباشرة، بأن لهم رغبة في التوقيع على عملية سلام أولية و تهدئة شاملة، وأنهم مستعدون لتقديم بعض التنازلات، فجاء المبعوث الأممي مهرولا".
وأشار الشميري إلى أن "زيارة المبعوث الأممي لليمن هانس جروندبرج إلى صنعاء لا يمكن أن نتوقع أنه سيضع اليمن في مسار السلام قريبا، لكن يسعى الحوثيون تكتيكيا للاستفادة من الوقت، خاصة مع توافد الضغوط الداخلية والخارجية عليهم، والضربات الإسرائيلية والأمريكية".
وأوضح الشميري، "يمكن القول إن هناك عملية نجاح لكن يمكن أن تنجح في بعض الملفات كملف الأسرى والملف الاقتصادي ويمكن أن تكون فيه اختراقات ولو جزئية، هذا ما اتوقعه من خلال الزيارة ومن خلال المؤشرات التي بعث بها الحوثي عبر تصريحات إعلامية وسياسية وعبر دواليب مباحثات خاصة".
وبدأت الولايات المتحدة وبريطانيا في 12 يناير الماضي، تنفيذ هجوم واسع على مواقع "أنصار الله" في مدن يمنية عدة، على خلفية هجمات الجماعة في البحرين الأحمر والعربي، قبل أن توسع الجماعة دائرة الاستهداف ليشمل السفن الأمريكية والبريطانية ردًا على الغارات الجوية.
ويشهد اليمن تهدئة هشة منذ إعلان الأمم المتحدة، في الثاني من أكتوبر 2022، عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة "ًأنصار الله" إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة التي استمرت 6 أشهر.
ويعاني اليمن للعام العاشر تواليا، صراعا مستمرا على السلطة بين الحكومة المعترف بها دوليا وجماعة "أنصار الله" اليمنية، انعكست تداعياته على مختلف النواحي، إذ تسبب في أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بالأسوأ على مستوى العالم.
وتسيطر "أنصار الله" اليمنية منذ سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس 2015، عمليات عسكرية دعما للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، وألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80 % من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.