​"الأمور طيبة" ما أجمل هذه العبارة إنها تبعث في النفس البشرية الطمأنينة والتفاؤل في مستقبل واعد يهدف إلى تحسين سبل العيش والارتقاء بنمط حياة المواطنين.
ولكن للأسف الشديد عبارة "الأمور طيبة" أصبحت في هذا الوطن تستهلك بشكل مفرط لسنوات عجاف لتخدير المواطن المغلوب على أمره.

- الأمور طيبة.. لا كهرباء في العاصمة عدن.

- الأمور طيبة.. لا ماء في العاصمة عدن.

- الأمور طيبة.. لا تعليم في العاصمة عدن، أصبح المعلم تهان كرامته أمام التلاميذ وأمام مرأى  ومسمع كل مسؤولي الدولة وكأن الأمر لا يعنيهم.

- الأمور طيبة.. محلات الصرافة تتلاعب في العملة تحت مرأى ومسمع البنك المركزي، والنتيجة انهيار العملة ومزيد من معاناة المواطنين في حياتهم المعيشية.

- الأمور طيبة.. الغلاء الفاحش يطحن المواطن في العاصمة عدن.

- الأمور طيبة.. بسبب الغلاء الفاحش اللامعقول كسر عين الآباء والأمهات أمام أبنائهم؛ لأنهم لا يستطيعون توفير حياة كريمة لأبنائهم. ما أصعبه من شعور قهر وذل ما بعده ذل.

- الأمور طيبة.. العاصمة عدن لم تعد تلك عدن التي عرفناها منذ طفولتنا أصبح كل شيء فيها عشوائي، بكل أسف وحزن عميق نقول هناك أزمة أخلاق سادت في العاصمة بسبب العشوائية وفقدان ثقافة الانتماء للعاصمة عدن، حيث أصبحت عدن "غنيمة حرب" فالمتنفذين الجدد استباحوا أراضيها، بينما سكان عدن لم يتحصلوا على شبر واحد من أرضهم التي ولدوا وترعرعوا فيها وكأنها محرمة عليهم وحلال على غيرهم. لا حول ولا قوة إلا بالله.

ولكن في الحقيقة الأمور طيبة عند أولئك المتنفذين الجدد وعند المسؤولين الكبار والقادة العسكريين في هذا الوطن المغلوب على أمره، هم وحدهم فقط أمورهم طيبة وعال العال.

 أما المواطنون المطحونون  والمغلوبون على أمرهم، فقد فوضوا أمرهم كله لله عز وجل لما يعانون من ذل وهوان وعيشة الضنك بسبب الفساد الذي استشرى والفوضى ونهب المال العام؛ الكوارث التي أوصلت العاصمة عدن وأهلها والمحافظات الجنوبية المحررة إلى الفقر المدقع والهلاك المحتوم. والأمور طيبة...