> فردوس العلمي:

تلعب النساء دورًا أساسيًا في رعاية أسرهن، ويسعين دائمًا إلى تحسين مصادر دخلهن رغم التحديات الاقتصادية وارتفاع الأسعار. ومع ذلك، لم تمنع هذه الصعوبات العديد من النساء من العمل بجد لتحسين مستوى معيشة أسرهن.


وتحت شعار "تسويق - دعم - تألق"، افتُتح يوم أمس في مديرية صيرة بازار سوق النساء، الذي نظّمه فريق "مبادرة للخير نسعى" بمناسبة شهر شعبان المبارك، وبرعاية مأمور مديرية صيرة الدكتور محمود بن جراد.
  • أهمية البازار ودوره في دعم النساء
وأكّد الدكتور محمود بن جراد على أهمية هذا البازار، مشيرًا إلى أنه يعكس روح وثقافة مدينة عدن من حيث التنظيم والانضباط، وهو ما تتميز به نساء هذه المدينة. وأضاف أن البازار نُظّم بجهود شبابية تطمح إلى تحقيق رؤية مستقبلية للمدينة، خاصة فيما يتعلق بدعم البائعات وإيجاد مساحات آمنة لهن.


وأوضح بن جراد أنه على الرغم من التحديات التي واجهها مشروع تنظيم الأسواق، خاصة بسبب جهل بعض أصحاب البسطات وتأثير التجار عليهم، فقد نجحوا في تجاوز العقبات من خلال نشر الوعي بين النساء، اللاتي أظهرن التزامًا واضحًا. وأشار إلى أن البازار بدأ بأربعين مشاركة، لكنه شهد اليوم إقبالًا كبيرًا، ما يعكس نجاح المبادرة.

وأضاف أن الهدف الأساسي هو توفير بيئة آمنة تحفظ كرامة النساء وتتيح لهن فرصة تحقيق طموحاتهن، بعيدًا عن الأسواق العشوائية والمفتوحة التي قد تعرضهن لمضايقات. كما أشار إلى وجود خطط لدعم الشباب من خلال توفير آليات وتنظيم أوقات مناسبة لعرض مشاريعهم.
  • النساء قوة اقتصادية صاعدة
محمد سالم ديبان، رئيس فريق الوساطة المجتمعية بمديرية صيرة ورئيس حي السلفي في اللجنة المجتمعية، أشاد بقوة وإصرار النساء على إنشاء مشاريعهن الخاصة. وأكّد أن هناك متابعة مستمرة مع مأمور المديرية والمنظمات المعنية لدعم هؤلاء النساء عبر توفير مساحات منظمة مثل الأكشاك والمربعات التجارية.


من جانبها، عبّرت فاطمة مريسي، رئيسة اتحاد نساء اليمن/ عدن عن سعادتها بحضور بازار سوق النساء، مشيدة بالجهود الكبيرة التي بُذلت لمساعدة النساء في تأسيس مشاريعهن الصغيرة. وأكّدت أهمية التمكين الاقتصادي للمرأة، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، حيث يسهم ذلك في تعزيز اعتماد المرأة على ذاتها وإيجاد مصدر دخل يحميها من الحاجة.


وأضافت، "أن الاتحاد على استعداد لدعم مثل هذه الفعاليات التي تمكّن النساء اقتصاديًا وتساعدهن في تجاوز التحديات الاقتصادية".
  • تجارب ناجحة وتطور في المشاريع
منى عباس، مدربة استشارية في إدارة الأعمال ورئيسة مؤسسة "بديل للتنمية"، أشادت بروح الألفة والتعاون التي تميز البازار، معتبرة أنه خطوة مهمة لمساعدة الأسر في البحث عن سبل لتحسين معيشتها. وشجّعت النساء على تطوير مشاريعهن من خلال إعادة استثمار أرباحهن والبحث عن مصادر تمويل لدعم النمو المستقبلي.


أما محاسن سعيد، وهي إحدى المشاركات في البازار، فتحدثت عن تجربتها قائلة: "مشروعي يقوم على الأشغال اليدوية والمأكولات الخفيفة والإكسسوارات. كنت أعمل في الشارع، لكنني واجهت مضايقات كثيرة. هنا أشعر بالأمان وأشكر كل من ساهم في توفير هذه المساحة الآمنة".


انتصار سعيد علي، صاحبة بسطّة في سوق النساء، تحدثت عن تحوّل تجربتها، قائلة: "كنت أبيع الجلابيات بالتجول في الأحياء، لكن بعد جهد كبير وتعب، وجدت في هذا السوق مكانًا آمنًا ومستقرًا لعرض بضاعتي دون مضايقات. أشكر كل من ساهم في هذا المشروع الذي منحنا فرصة للعمل بأمان".
  • ختامًا
يعد بازار سوق النساء خطوة إيجابية نحو تمكين المرأة اقتصاديًا، وتوفير بيئة مناسبة لعرض منتجاتهن، بعيدًا عن التحديات التي تواجههن في الأسواق العشوائية. بفضل جهود الشباب والمنظمات الداعمة، أصبح بإمكان النساء تحقيق الاستقلال المالي والمساهمة في تحسين أوضاع أسرهن، مما يعزز دورهن الفاعل في المجتمع.