> القاهرة "الأيام" العرب اللندنية:
تنعش الهدنة في قطاع غزة، والإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وضعف إيران وتشكيل حكومة جديدة في لبنان، الآمال في استقامة الأوضاع وإعادة الأمور إلى نصابها.
ويعتقد البعض أن اقتراح الرئيس دونالد ترامب بأن تسيطر الولايات المتحدة على قطاع غزة كان مربكا وصادما، لكن من المبكر البناء عليه كحجر أساس في دخول الشرق الأوسط إلى منطقة الضبابية مجددا على الأقل على المدى القريب.
وتمكنت مصر، وهي الدولة الأكبر في المنطقة من حيث عدد السكان والمفاوض الرئيسي في محادثات وقف إطلاق النار، من بيع أول سندات دولية مقومة بالدولار منذ أربع سنوات. وقبل وقت ليس ببعيد، كانت تواجه شبح الانهيار الاقتصادي.
وبدأ المستثمرون في شراء سندات إسرائيل مرة أخرى، وكذلك سندات لبنان، مراهنين على أن بيروت يمكن أن تبدأ أخيرا في علاج أزماتها السياسية والاقتصادية والمالية المتشابكة.
وقال تشارلي روبرتسون، محلل الأسواق الناشئة المخضرم لدى شركة أف.آي.إم بارتنرز، “الأشهر القليلة الماضية غيرت الكثير في شكل المنطقة وأدخلت حيوية مختلفة للغاية في سيناريو هو الأفضل.” وأوضح لرويترز أن السؤال الذي يطرح نفسه الآن يتعلق بما إذا كانت خطة ترامب بالنسبة لغزة ستؤجج التوتر من جديد.
وقوبل اقتراح ترامب “تنظيف” غزة وإنشاء “ريفييرا الشرق الأوسط” في القطاع بإدانة دولية. وفي استجابة لتلك المخاوف، أعلنت مصر الأحد أنها ستستضيف قمة عربية طارئة في السابع والعشرين من فبراير الجاري لبحث التطورات “المستجدة والخطيرة” للقضية الفلسطينية.
وأشارت وكالة ستاندرد آند بورز غلوبال للتصنيف الائتماني إلى أنها ستزيل تحذير خفض تصنيف إسرائيل إذا استمر وقف إطلاق النار. ومع ذلك، تقر الوكالة بوجود صعاب وتعقيدات، لكنه احتمال موضع ترحيب في وقت تستعد فيه إسرائيل لأول بيع كبير للسندات منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال مايكل فيرتيك، وهو مستثمر أميركي في مشاريع عالية المخاطر والرئيس التنفيذي لشركة موديل كود دوت أي.آي للذكاء الاصطناعي، إن “انحسار التوتر ساهم في اتخاذه قرارا بفتح فرع في إسرائيل.”
ويطمح إلى توظيف مبرمجين محليين مهرة، لكن الوضع الجيوسياسي يلعب دورا أيضا. وقال “مع وجود ترامب في البيت الأبيض، لا أحد يشك في أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل في القتال”، موضحا كيف يوفر هذا قدرة على التنبؤ حتى لو اشتعلت الحرب مجددا.
وتظهر بيانات البنك المركزي أن المستثمرين في السندات بدأوا يعودون أيضا بعد أن ظلوا بعيدين بشكل كبير عندما زادت إسرائيل إنفاقها على الحرب.
وقال وزير الاقتصاد نير بركات لرويترز في مقابلة الشهر الماضي إنه سيسعى للحصول على حزمة إنفاق أكثر سخاء تركز على “النمو الاقتصادي الجريء”.
لكن العقبة أمام مستثمري الأسهم هي أن إسرائيل كانت واحدة من أفضل الأسواق أداء في العالم خلال الثمانية عشر شهرا التي أعقبت هجمات السابع من أكتوبر 2023. ومع ذلك، تبدو السوق في تراجع منذ وقف إطلاق النار، الذي تزامن مع عمليات بيع كبيرة في قطاع التكنولوجيا بالولايات المتحدة.
وقالت سابينا ليفي، رئيسة الأبحاث في ليدر كابيتال ماركتس في تل أبيب، “خلال عام 2024، أعتقد أننا علمنا أن السوق لا تخشى الحرب حقا بل الصراع السياسي الداخلي والتوترات.” وأضافت أنه إذا انهار وقف إطلاق النار “فمن المعقول أن نفترض رد فعل سلبيا.”
وفي الواقع، كان رد فعل بعض المستثمرين سيئا تجاه مقترح ترامب الصادم بشأن غزة. وأكد يرلان سيزديكوف رئيس قسم الأسواق الناشئة لدى أموندي، وهي أكبر شركة لإدارة الأصول في أوروبا، أن شركته اشترت سندات مصرية بعد اتفاق وقف إطلاق النار.
لكن سيزديكوف قال لرويترز إن “خطة ترامب التي تتوقع استقبال مصر والأردن مليوني لاجئ فلسطيني دفعت الشركة إلى تغيير موقفها.”
واعترضت الدولتان على فكرة ترامب لكن الخطر يكمن، حسبما أوضح سيزديكوف، في أن يستغل الرئيس الأميركي اعتماد مصر في التسليح القوي على الدعم الذي توفره العلاقات مع الولايات المتحدة، وكذلك مساندة صندوق النقد الدولي، في ظل أزمة اقتصادية كبرى تمر بها الدولة.
ولا يزال الحد من هجمات مسلحي جماعة الحوثي في اليمن على السفن في البحر الأحمر أمرا بالغ الأهمية أيضا. وخسرت مصر سبعة مليارات دولار، أي ما يتجاوز 60 في المئة من إيرادات قناة السويس، في العام الماضي مع تحويل شركات الشحن مسار سفنها إلى طريق رأس الرجاء الصالح حول قارة أفريقيا درءا لمخاطر تعرضها لهجمات.
وقال سيزديكوف “ليس من المرجح أن ترحب الأسواق بفكرة خسارة مصر لهذا الدعم (الثنائي ومتعدد الأطراف)، ونحن نتخذ موقفا أكثر حذرا لنرى كيف ستتطور هذه المفاوضات.”
ويتوقع آخرون أن تكون إعادة بناء المنازل والبنية التحتية التي تعرضت للقصف في سوريا وأماكن أخرى فرصة لشركات البناء ذات الوزن الثقيل في تركيا.
وقال مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إن إعادة إعمار غزة ربما تستغرق ما بين 10 و15 عاما. وفي الوقت نفسه، يقدر البنك الدولي الأضرار التي لحقت بلبنان بنحو 8.5 مليار دولار، أي ما يقرب من 35 في المئة من ناتجه المحلي الإجمالي.
وارتفعت السندات الحكومية اللبنانية بما يزيد عن المثلين عندما أصبح من الواضح في سبتمبر أن قبضة جماعة حزب الله في لبنان تضعف، وواصلت الارتفاع مع تفاؤل الأسواق بمعالجة أزمة البلاد.
وستكون وجهة الرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون، في أول زيارة رسمية للخارج، هي السعودية التي يُنظر إليها على أنها داعم رئيسي محتمل. ومن المرجح أن الرياض سترى في ذلك فرصة لإبعاد لبنان عن مجال النفوذ الإيراني.
ويقول المستثمرون في السندات الحكومية اللبنانية إن هناك اتصالات أولية مع السلطات الجديدة أيضا.
وقالت ماجدة برانيت، رئيسة قسم الدخل الثابت للأسواق الناشئة لدى أكسا إنفستمنت ماندجرز، “قد تحدث أمور هامة بالنسبة للبنان في عام 2025 إذا أحرزنا تقدما نحو إعادة هيكلة الديون”، لكنها أشارت إلى أن الأمر لن يكون سهلا.
ويعتقد البعض أن اقتراح الرئيس دونالد ترامب بأن تسيطر الولايات المتحدة على قطاع غزة كان مربكا وصادما، لكن من المبكر البناء عليه كحجر أساس في دخول الشرق الأوسط إلى منطقة الضبابية مجددا على الأقل على المدى القريب.
وتمكنت مصر، وهي الدولة الأكبر في المنطقة من حيث عدد السكان والمفاوض الرئيسي في محادثات وقف إطلاق النار، من بيع أول سندات دولية مقومة بالدولار منذ أربع سنوات. وقبل وقت ليس ببعيد، كانت تواجه شبح الانهيار الاقتصادي.
وبدأ المستثمرون في شراء سندات إسرائيل مرة أخرى، وكذلك سندات لبنان، مراهنين على أن بيروت يمكن أن تبدأ أخيرا في علاج أزماتها السياسية والاقتصادية والمالية المتشابكة.
وقال تشارلي روبرتسون، محلل الأسواق الناشئة المخضرم لدى شركة أف.آي.إم بارتنرز، “الأشهر القليلة الماضية غيرت الكثير في شكل المنطقة وأدخلت حيوية مختلفة للغاية في سيناريو هو الأفضل.” وأوضح لرويترز أن السؤال الذي يطرح نفسه الآن يتعلق بما إذا كانت خطة ترامب بالنسبة لغزة ستؤجج التوتر من جديد.
وقوبل اقتراح ترامب “تنظيف” غزة وإنشاء “ريفييرا الشرق الأوسط” في القطاع بإدانة دولية. وفي استجابة لتلك المخاوف، أعلنت مصر الأحد أنها ستستضيف قمة عربية طارئة في السابع والعشرين من فبراير الجاري لبحث التطورات “المستجدة والخطيرة” للقضية الفلسطينية.
وأشارت وكالة ستاندرد آند بورز غلوبال للتصنيف الائتماني إلى أنها ستزيل تحذير خفض تصنيف إسرائيل إذا استمر وقف إطلاق النار. ومع ذلك، تقر الوكالة بوجود صعاب وتعقيدات، لكنه احتمال موضع ترحيب في وقت تستعد فيه إسرائيل لأول بيع كبير للسندات منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال مايكل فيرتيك، وهو مستثمر أميركي في مشاريع عالية المخاطر والرئيس التنفيذي لشركة موديل كود دوت أي.آي للذكاء الاصطناعي، إن “انحسار التوتر ساهم في اتخاذه قرارا بفتح فرع في إسرائيل.”
ويطمح إلى توظيف مبرمجين محليين مهرة، لكن الوضع الجيوسياسي يلعب دورا أيضا. وقال “مع وجود ترامب في البيت الأبيض، لا أحد يشك في أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل في القتال”، موضحا كيف يوفر هذا قدرة على التنبؤ حتى لو اشتعلت الحرب مجددا.
وتظهر بيانات البنك المركزي أن المستثمرين في السندات بدأوا يعودون أيضا بعد أن ظلوا بعيدين بشكل كبير عندما زادت إسرائيل إنفاقها على الحرب.
وقال وزير الاقتصاد نير بركات لرويترز في مقابلة الشهر الماضي إنه سيسعى للحصول على حزمة إنفاق أكثر سخاء تركز على “النمو الاقتصادي الجريء”.
لكن العقبة أمام مستثمري الأسهم هي أن إسرائيل كانت واحدة من أفضل الأسواق أداء في العالم خلال الثمانية عشر شهرا التي أعقبت هجمات السابع من أكتوبر 2023. ومع ذلك، تبدو السوق في تراجع منذ وقف إطلاق النار، الذي تزامن مع عمليات بيع كبيرة في قطاع التكنولوجيا بالولايات المتحدة.
وقالت سابينا ليفي، رئيسة الأبحاث في ليدر كابيتال ماركتس في تل أبيب، “خلال عام 2024، أعتقد أننا علمنا أن السوق لا تخشى الحرب حقا بل الصراع السياسي الداخلي والتوترات.” وأضافت أنه إذا انهار وقف إطلاق النار “فمن المعقول أن نفترض رد فعل سلبيا.”
وفي الواقع، كان رد فعل بعض المستثمرين سيئا تجاه مقترح ترامب الصادم بشأن غزة. وأكد يرلان سيزديكوف رئيس قسم الأسواق الناشئة لدى أموندي، وهي أكبر شركة لإدارة الأصول في أوروبا، أن شركته اشترت سندات مصرية بعد اتفاق وقف إطلاق النار.
لكن سيزديكوف قال لرويترز إن “خطة ترامب التي تتوقع استقبال مصر والأردن مليوني لاجئ فلسطيني دفعت الشركة إلى تغيير موقفها.”
واعترضت الدولتان على فكرة ترامب لكن الخطر يكمن، حسبما أوضح سيزديكوف، في أن يستغل الرئيس الأميركي اعتماد مصر في التسليح القوي على الدعم الذي توفره العلاقات مع الولايات المتحدة، وكذلك مساندة صندوق النقد الدولي، في ظل أزمة اقتصادية كبرى تمر بها الدولة.
ولا يزال الحد من هجمات مسلحي جماعة الحوثي في اليمن على السفن في البحر الأحمر أمرا بالغ الأهمية أيضا. وخسرت مصر سبعة مليارات دولار، أي ما يتجاوز 60 في المئة من إيرادات قناة السويس، في العام الماضي مع تحويل شركات الشحن مسار سفنها إلى طريق رأس الرجاء الصالح حول قارة أفريقيا درءا لمخاطر تعرضها لهجمات.
وقال سيزديكوف “ليس من المرجح أن ترحب الأسواق بفكرة خسارة مصر لهذا الدعم (الثنائي ومتعدد الأطراف)، ونحن نتخذ موقفا أكثر حذرا لنرى كيف ستتطور هذه المفاوضات.”
ويتوقع آخرون أن تكون إعادة بناء المنازل والبنية التحتية التي تعرضت للقصف في سوريا وأماكن أخرى فرصة لشركات البناء ذات الوزن الثقيل في تركيا.
وقال مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إن إعادة إعمار غزة ربما تستغرق ما بين 10 و15 عاما. وفي الوقت نفسه، يقدر البنك الدولي الأضرار التي لحقت بلبنان بنحو 8.5 مليار دولار، أي ما يقرب من 35 في المئة من ناتجه المحلي الإجمالي.
وارتفعت السندات الحكومية اللبنانية بما يزيد عن المثلين عندما أصبح من الواضح في سبتمبر أن قبضة جماعة حزب الله في لبنان تضعف، وواصلت الارتفاع مع تفاؤل الأسواق بمعالجة أزمة البلاد.
وستكون وجهة الرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون، في أول زيارة رسمية للخارج، هي السعودية التي يُنظر إليها على أنها داعم رئيسي محتمل. ومن المرجح أن الرياض سترى في ذلك فرصة لإبعاد لبنان عن مجال النفوذ الإيراني.
ويقول المستثمرون في السندات الحكومية اللبنانية إن هناك اتصالات أولية مع السلطات الجديدة أيضا.
وقالت ماجدة برانيت، رئيسة قسم الدخل الثابت للأسواق الناشئة لدى أكسا إنفستمنت ماندجرز، “قد تحدث أمور هامة بالنسبة للبنان في عام 2025 إذا أحرزنا تقدما نحو إعادة هيكلة الديون”، لكنها أشارت إلى أن الأمر لن يكون سهلا.