في أرضٍ تنبض بالحضارة والتاريخ، حيث تعاقبت الأزمان وترك كل عصرٍ بصمته، هناك وطنٌ اسمه اليمن، عريقٌ كجباله، أصيلٌ كشعبه، لكنه أنهكته الصراعات حتى كادت تغطي ملامحه غبار الألم.
ومع ذلك، يبقى في أعماقه حلمٌ يشبه سجادةً حمراء تمتدُ لاستقبال السلام بدلًا من العنف، وتفرش الطريق نحو التعايش بدلًا من التناحر، سجادةٌ لا تنسجها الأيدي، بل تحيكها القلوب بصدق النوايا وصفاء الأرواح، ولليمن تاريخٌ يعرفه العالم، فهو وطنٌ لم يكن يومًا أرضًا خاوية، بل كان دائمًا مهدًا للتعدد والتنوع، حيث التقت الثقافات وتمازجت الأعراق، وعاشت الأديان والمذاهب جنبًا إلى جنب، لا يفرّق بينها إلا ما كان يزيدها جمالًا، كما تتناغم ألوان الفسيفساء في لوحةٍ بديعة.
لم يكن التعايش خيارًا بل كان طبيعةً فطرية، كالماء الذي يجري في الوديان دون أن يسأل عن الأرض التي يعبرها، وكالنخيل الذي يمد ظلاله للجميع دون أن يختار لمن يمنح الراحة ، لكن شيئًا ما تغيّر، كأن الغبار غطّى تلك الملامح المضيئة، وكأن الأيدي التي كانت تمتد للمصافحة صارت تُرفع في وجه بعضها البعض. فجأةً، صار الاختلاف سيفًا بدل أن يكون زهرة، وصار التنوع بابًا يُغلق بدل أن يكون نافذةً جميلةً تُطل على أفق الأمل. ومع ذلك، يظل القلب اليمني يعرف طريقه مهما أضله التحديات، يظل يتذكر أن جذوره ضاربة في أرضٍ علّمته كيف يكون الإنسان أخًا للإنسان، قبل أن يكون ابنًا لأرضٍ أو قبيلةٍ أو طائفة.
السلام ليس زائرًا يأتي إذا دُعي، ولا هو ضوءٌ يظهر حين يُراد له ذلك. السلام يُبنى، حجارةً فوق أخرى، كما تُبنى البيوت التي تأوي الأحلام والآمال وكما يُنسج الثوب خيطًا فوق خيطٍ حتى يكتمل جماله. السلام يبدأ حين يقرر الإنسان أن يرى في الآخر انعكاسًا لذاته، حين يدرك أن كل ألمٍ يُصيب أخاه هو ألمٌ سيمتد إليه، وأن كل فرحةٍ تلامس قلب غيره ستجد طريقها إلى قلبه أيضًا.
لا يحتاج اليمن إلى اتفاقياتٍ معقدة، ولا إلى موائدَ تُفرش عليها الأوراق، بل يحتاج إلى أن تمتد السجادة الحمراء في النفوس قبل أن تمتد على الأرض، أن يمشي اليمنيون عليها نحو بعضهم، لا مبتعدين عن بعضهم، أن يفتحوا الأبواب لا أن يغلقوها، وأن يتركوا الضوء يدخل بدل أن يزيدوا العتمة والظلام.
ليكن التعايش وعدًا لا يقطعه أحد، ولتكن المصافحة أقوى من العداء، ولتمتد الأيدي لا لتهدم، بل لترفع معًا هذا الوطن، الذي يستحق أن يعود كما كان، أرضًا للجميع، وحضنًا دافئًا لكل قلبٍ يعرف أن الخير هو الطريق الوحيد الذي لا يضيع فيه أحد، ويرجع كما قيل عنه في عبق التاريخ: اليمن السعيد.
ودمتم في كنف الله سالمين ومؤيدين.
ومع ذلك، يبقى في أعماقه حلمٌ يشبه سجادةً حمراء تمتدُ لاستقبال السلام بدلًا من العنف، وتفرش الطريق نحو التعايش بدلًا من التناحر، سجادةٌ لا تنسجها الأيدي، بل تحيكها القلوب بصدق النوايا وصفاء الأرواح، ولليمن تاريخٌ يعرفه العالم، فهو وطنٌ لم يكن يومًا أرضًا خاوية، بل كان دائمًا مهدًا للتعدد والتنوع، حيث التقت الثقافات وتمازجت الأعراق، وعاشت الأديان والمذاهب جنبًا إلى جنب، لا يفرّق بينها إلا ما كان يزيدها جمالًا، كما تتناغم ألوان الفسيفساء في لوحةٍ بديعة.
لم يكن التعايش خيارًا بل كان طبيعةً فطرية، كالماء الذي يجري في الوديان دون أن يسأل عن الأرض التي يعبرها، وكالنخيل الذي يمد ظلاله للجميع دون أن يختار لمن يمنح الراحة ، لكن شيئًا ما تغيّر، كأن الغبار غطّى تلك الملامح المضيئة، وكأن الأيدي التي كانت تمتد للمصافحة صارت تُرفع في وجه بعضها البعض. فجأةً، صار الاختلاف سيفًا بدل أن يكون زهرة، وصار التنوع بابًا يُغلق بدل أن يكون نافذةً جميلةً تُطل على أفق الأمل. ومع ذلك، يظل القلب اليمني يعرف طريقه مهما أضله التحديات، يظل يتذكر أن جذوره ضاربة في أرضٍ علّمته كيف يكون الإنسان أخًا للإنسان، قبل أن يكون ابنًا لأرضٍ أو قبيلةٍ أو طائفة.
السلام ليس زائرًا يأتي إذا دُعي، ولا هو ضوءٌ يظهر حين يُراد له ذلك. السلام يُبنى، حجارةً فوق أخرى، كما تُبنى البيوت التي تأوي الأحلام والآمال وكما يُنسج الثوب خيطًا فوق خيطٍ حتى يكتمل جماله. السلام يبدأ حين يقرر الإنسان أن يرى في الآخر انعكاسًا لذاته، حين يدرك أن كل ألمٍ يُصيب أخاه هو ألمٌ سيمتد إليه، وأن كل فرحةٍ تلامس قلب غيره ستجد طريقها إلى قلبه أيضًا.
لا يحتاج اليمن إلى اتفاقياتٍ معقدة، ولا إلى موائدَ تُفرش عليها الأوراق، بل يحتاج إلى أن تمتد السجادة الحمراء في النفوس قبل أن تمتد على الأرض، أن يمشي اليمنيون عليها نحو بعضهم، لا مبتعدين عن بعضهم، أن يفتحوا الأبواب لا أن يغلقوها، وأن يتركوا الضوء يدخل بدل أن يزيدوا العتمة والظلام.
ليكن التعايش وعدًا لا يقطعه أحد، ولتكن المصافحة أقوى من العداء، ولتمتد الأيدي لا لتهدم، بل لترفع معًا هذا الوطن، الذي يستحق أن يعود كما كان، أرضًا للجميع، وحضنًا دافئًا لكل قلبٍ يعرف أن الخير هو الطريق الوحيد الذي لا يضيع فيه أحد، ويرجع كما قيل عنه في عبق التاريخ: اليمن السعيد.
ودمتم في كنف الله سالمين ومؤيدين.