> «الأيام» إندبندنت عربية:

قال وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي، اليوم الأحد، إنه تم الانتهاء من الخطة المصرية العربية المقترحة لإعادة إعمار قطاع غزة، لكن أحداً لم يطلع عليها بعد انتظاراً لعرضها على قادة الدول العربية في قمتهم غير العادية المقررة بعد غد الثلاثاء في القاهرة.

وأضاف عبدالعاطي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون البحر المتوسط دوبرافكا شويكا، إنه يجب إقرار القمة للخطة أولاً قبل عرضها على أي طرف أجنبي.

وتابع قائلاً: "لا يمكن مشاركة أي طرف في تفاصيل الخطة قبل إقرارها من القادة والرؤساء والزعماء يوم الرابع من مارس الجاري.

وقال عبدالعاطي إن المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة انتهت بنجاح، لكن المرحلة الثانية ستكون صعبة وتحتاج إلى إرادة سياسية من كل الأطراف.

وأضاف: "علينا الآن أن نتحرك في التفاوض حول المرحلة الثانية.. ستكون صعبة بطبيعة الحال لكن إذا توافر حسن النية والإرادة السياسية، فبالتأكيد من الممكن الاتفاق حول المرحلة الثانية والعمل على تنفيذها، وصولاً إلى المرحلة الثالثة.. انتهاء إلى استدامة وقف إطلاق النار".

ومن جهتها، اتهمت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية اليوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "بالانقلاب" على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وحملته مسؤولية التبعات.

وقال عضو القيادة السياسية في الحركة خميس الهيثم لوكالة الصحافة الفرنسية إن "بيان نتنياهو انقلاب على الاتفاق الذي رعاه الوسطاء، والاحتلال يريد تمديد المرحلة الأولى دون تلبية الاستحقاقات التي التزم بها"، مضيفاً أن "الاحتلال هو الذي يتحمل تبعات ذلك".

ودعت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأحد إلى "عدم ادخار أي جهد" للحفاظ على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتجنب "دفع الناس مجدداً إلى اليأس".

وقالت ميريانا سبولياريتش في بيان نشر داخل جنيف حيث تتخذ المنظمة مقراً، إنه "يجب عدم ادخار أي جهد للحفاظ على وقف إطلاق النار من أجل إنقاذ الأرواح من الأعمال القتالية، والسماح للمساعدات الإنسانية بالدخول إلى غزة، ولم شمل مزيد من العائلات".

بدوره أكد وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش أن قرار بلاده تعليق دخول المساعدات إلى غزة "خطوة بالاتجاه الصحيح".

وقال في بيان مقتضب عبر حسابه على "تيليغرام"، "القرار الذي اتخذناه بوقف كامل لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة حتى تدمير ’حماس‘ أو استسلامها الكامل وإعادة جميع مختطفينا هو خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح"، وأضاف "يجب فتح هذه الأبواب (أبواب جهنم) بأسرع ما يمكن وبصورة قاسية ضد العدو الوحشي، حتى النصر الكامل، بقينا في الحكومة لضمان ذلك".

من جانبها قالت حركة "حماس" اليوم إن قرار إسرائيل تعليق دخول البضائع إلى قطاع غزة يؤثر في مسار مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار مضيفة أنها لا تتأثر بالضغوط.

وقال القيادي الكبير في "حماس" سامي أبو زهري، "هذا القرار يعقد الأمور ويؤثر في مسار التفاوض وحماس لا تستجيب للضغوط"، وفق ما نقلته "رويترز".

وأشار الدفاع المدني في قطاع غزة إلى "قصف مدفعي" إسرائيلي شرق خان يونس.

وهددت إسرائيل "بعواقب أخرى" في حال استمرار الخلاف حول الهدنة، مضيفة "لا وقف لإطلاق النار من دون إطلاق سراح رهائننا".

من جانبها، وصفت حركة "حماس" قرار نتنياهو وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بأنه "ابتزاز رخيص" و"انقلاب سافر" على اتفاق وقف إطلاق النار، واعتبرته "جريمة حرب" أيضاً.

وطالبت الحركة الفلسطينية الوسطاء في ملف المفاوضات والمجتمع الدولي التحرك للضغط على إسرائيل ووقف الإجراءات العقابية ضد غزة.

وطالبت حركة "حماس"، اليوم الأحد، بتطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار مع إسرائيل الذي دخل حيز التنفيذ في الـ19 من يناير الماضي، معتبرة أن مقترحاً أميركياً حول هدنة حتى منتصف أبريل (نيسان) المقبل وافق عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي هو "تأكيد واضح أن الاحتلال يتنصل من الاتفاقيات التي وقع عليها".

وقال القيادي في "حماس" محمود مرداوي في بيان "الطريق الوحيد لاستقرار المنطقة وعودة الأسرى هو استكمال تنفيذ الاتفاق.. بدءاً من تنفيذ المرحلة الثانية، التي تضمن المفاوضات على وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الشامل وإعادة الإعمار ومن ثم إطلاق سراح الأسرى في إطار صفقة متفق عليها.. هذا ما نصر عليه ولن نتراجع عنه".

ووافقت إسرائيل على اقتراح أميركي بتمديد الهدنة في غزة خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي الذي من المقرر أن يحتفل به في أبريل، بحسب ما أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أمس الأول.

وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو أن "إسرائيل تعتمد خطة المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف لوقف إطلاق نار مؤقت خلال شهر رمضان" الذي من المقرر أن ينتهي في نهاية مارس وخلال عيد الفصح اليهودي الذي سيحتفل به في منتصف أبريل.

وبموجب الخطة، يتم إطلاق سراح "نصف الرهائن، الأحياء والأموات" في اليوم الأول من دخولها حيز التنفيذ، ويتم إطلاق سراح بقية الرهائن (الأحياء أو الأموات) "في نهاية المطاف، إذا تم التوصل إلى اتفاق في شأن وقف دائم لإطلاق النار"، بحسب البيان.

وبحسب مكتب نتنياهو، فإن ويتكوف وضع هذا المقترح على الطاولة بعد أن خلُص إلى أن مواقف "حماس" وإسرائيل يستحيل التوفيق بينها على الفور، وأن هناك حاجة إلى مزيد من الوقت لإتمام المحادثات في شأن وقف دائم لإطلاق النار.

وأضاف البيان أن إسرائيل مستعدة لبدء مفاوضات "فوراً" حول "كل تفاصيل خطة ويتكوف" إذا "غيرت حماس موقفها".

وحذّرت الأمم المتحدة، أمس الأول، من أن تجدد الحرب في قطاع غزة سيكون "كارثياً"، وذلك في اليوم الأخير من المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و "حماس"، وفيما تبدو المرحلة المقبلة رهناً بتسوية لم تتبلور بعد.