تشهد الأسواق والمحلات ازدحامًا وتسابقًا لشراء متطلبات الشهر الكريم، حيث يعكف الناس على تكديس الأطعمة والمستلزمات بكميات كبيرة. هذا المشهد يطرح تساؤلًا هامًا: هل تحوّل رمضان إلى شهر للأطعمة فقط؟.

إن جوهر رمضان ليس شهرًا للبطون بقدر ما هو شهر للقلوب والعبادة، ومقصوده هو تطهير النفس والتقرب إلى الله بالصيام والصلاة والأعمال الصالحة والتأمل والتوبة. ليس الطعام والشراب الهدف الأسمى، بل متى سنشعر ونحس بمعاناة الآخرين والفقراء ونحن ندخر هذه الأطعمة وكأننا مقبلون على مجاعة أو حرب؟.

ما يلفت الانتباه هو أن التوجه الكبير نحو الشراء والاستهلاك المفرط قد أدى إلى تلاشي بعض القيم الرمضانية الأصيلة. إن جوهر رمضان يكمن في الروحانية والصوم وانتقاص الطعام، وليس في تحضير الولائم والأطعمة الفاخرة أو نأكل فيه ما لا نأكله في سائر الأيام.

علينا أن نتذكر أن رمضان هو فرصة لتهذيب نفوسنا وتقديم الخير للجميع. بدلاً من التركيز على الأطعمة، ينبغي لنا أن نعيد التفكير في كيفية الاستفادة من هذا الشهر الكريم بأفضل طريقة ممكنة. فلنجعل القلوب هي المستفيدة الأولى من رمضان وليس البطون.

فمتى سنستعيد روحانية شهر رمضان؟