لحج وحاضرتها هي حوطة بلجفار المعروفة بحوطة الفضائل المحروسة بالله كما سماها الأول من أهاليها تيمنا بكل ما هو مبارك وطيب حباها به الله، لقد كان لشهر رمضان الفضيل فيها وقع مبارك لدى أهل لحج قاطبة (الحوطة وضواحيها من كل الجهات) وما جاورها من محافظات مثل عدن وأبين على سبيل المثال.
يتهيأ الكل في لحج لاستقبال شهر رمضان ليس في واجباته الروحانية والدينية وحسب إنما في التهيئة المناسبة اجتماعيا بالاستبشار خيرا بقدومه وحلوله عليهم بأهازيج وأناشيد لعل أشهرها أهزوجة مرحب مرحب يا رمضان يا مرحبا بك يا رمضان شهر الفضيلة والإحسان.. إلخ.
وهذه قد ذاع صيتها وتجاوزت الجغرافيا اللححية إلى عموم المنطقة ولا نبالغ إذا قلنا الجزيرة العربية كلها.
وفيما يخص المائدة اللحجية الرمضانية فهي غنية بكل ما لذ وطاب من مأكولات هي إرث لحجي ونذكر منها ما هو متوارث كسنة دينية لحظة الإفطار ونقصد حبات التمر وشراب القهوة، وهناك صحن الشوربة التي تسمى في لحج الشربة الممزوجة بلحم الأغنام والدجاج البلدي، وهناك صحن اللبنية المعروفة في بعض البلدان العربية الشقيقة بـ "المهلبية" وهي خليط من اللبن وعدد من البهارات كالزبيب وبودرة جوز الهند "النارجيل" وأيضا ما لذ وطاب من فواكه مثل الموز والشمام والبطيخ والزيتون أي الجوافة والمانحو والليمون بحسب تواجده في السوق وفقا للموسم الزراعي.
وهناك ألعاب الأطفال مثل لعبة السرى ولعبة الدبز ومن كبته طيتر والتوف وشوطح وامسلماني وغيرها من الألعاب التي تجتمع فيها الطفولة من الجنسين في ألعاب ترفيهية ليس فيها أي أذى للاعبيها أو إزعاج للآخرين تمتد إلى وقت السحور.
ومن إرث لحج الرمضاني وجود "المسحراتي" وهو واحد من ساكني الحي أو القرية ومهمته هي القيام بإشعار الأهالي بموعد السحور بصوته المرافقة له دقاته على طبلة كان يحملها معه والمناداة بأسماء أهالي الحارة وقد كان يؤدي مهمته هذه إما مترجلا وإما على ظهر "بعير أو حمار".
أما الكبار فقد كان لهم برنامجهم الخاص بقضاء ليالي الشهر الفضيل في جلسات سمر كانت تضمهم بعد أداء صلاة التراويح إذ إن قديما قبل دخول السينما والتليفزيون وحتى الإذاعة إلى لحج تميزت ليالي رمضان بوجود هذه الجلسات التي يقوم فيها أحد الموهوبين في فن الإلقاء بأداء دور الراوي لواحدة من الروايات العربية المشهورة مجسدا فيها جميع الشخصيات بأسلوب جاذب للاستماع والمشاهدة من قبل الحاضرين وقد اشتهرت عدد من مقاهي لحج بهكذا جلسات ترفيهية ومفيدة ويكون محورها بكل تأكيد قضايا دينية وتاريخية وقد يسأل سائل: كيف كان يتم ذلك ليلا في عدم وجود كهرباء؟ أقول كانت تستخدم الفوانيس والمصابيح الكبيرة المعروفة وهي "التريك" بوضعها متقاربة وأمام صفائح ذات غطاء نحاسي أبيض يعكس إنارتها إلى خارج المقهى وهذه معلومة أفادني بها عدد من كبار السن الذين عاشوا ذلك الزمن البهيج.
وآخر رمضان إرث لدى الأطفال وخاصة ليلة القدر التي يطوف فيها الصغار على أهاليهم وهم يرددون أهزوجتهم الخالدة:
"اندونا اندونا لانتوا تبونا"، حيث يقوم الأهالي بتقديم هباتهم لهم من مأكولات أو نقود.
هامش:
اندونا اعطونا
تبونا تريدوننا
يتهيأ الكل في لحج لاستقبال شهر رمضان ليس في واجباته الروحانية والدينية وحسب إنما في التهيئة المناسبة اجتماعيا بالاستبشار خيرا بقدومه وحلوله عليهم بأهازيج وأناشيد لعل أشهرها أهزوجة مرحب مرحب يا رمضان يا مرحبا بك يا رمضان شهر الفضيلة والإحسان.. إلخ.
وهذه قد ذاع صيتها وتجاوزت الجغرافيا اللححية إلى عموم المنطقة ولا نبالغ إذا قلنا الجزيرة العربية كلها.
وفيما يخص المائدة اللحجية الرمضانية فهي غنية بكل ما لذ وطاب من مأكولات هي إرث لحجي ونذكر منها ما هو متوارث كسنة دينية لحظة الإفطار ونقصد حبات التمر وشراب القهوة، وهناك صحن الشوربة التي تسمى في لحج الشربة الممزوجة بلحم الأغنام والدجاج البلدي، وهناك صحن اللبنية المعروفة في بعض البلدان العربية الشقيقة بـ "المهلبية" وهي خليط من اللبن وعدد من البهارات كالزبيب وبودرة جوز الهند "النارجيل" وأيضا ما لذ وطاب من فواكه مثل الموز والشمام والبطيخ والزيتون أي الجوافة والمانحو والليمون بحسب تواجده في السوق وفقا للموسم الزراعي.
وهناك ألعاب الأطفال مثل لعبة السرى ولعبة الدبز ومن كبته طيتر والتوف وشوطح وامسلماني وغيرها من الألعاب التي تجتمع فيها الطفولة من الجنسين في ألعاب ترفيهية ليس فيها أي أذى للاعبيها أو إزعاج للآخرين تمتد إلى وقت السحور.
ومن إرث لحج الرمضاني وجود "المسحراتي" وهو واحد من ساكني الحي أو القرية ومهمته هي القيام بإشعار الأهالي بموعد السحور بصوته المرافقة له دقاته على طبلة كان يحملها معه والمناداة بأسماء أهالي الحارة وقد كان يؤدي مهمته هذه إما مترجلا وإما على ظهر "بعير أو حمار".
أما الكبار فقد كان لهم برنامجهم الخاص بقضاء ليالي الشهر الفضيل في جلسات سمر كانت تضمهم بعد أداء صلاة التراويح إذ إن قديما قبل دخول السينما والتليفزيون وحتى الإذاعة إلى لحج تميزت ليالي رمضان بوجود هذه الجلسات التي يقوم فيها أحد الموهوبين في فن الإلقاء بأداء دور الراوي لواحدة من الروايات العربية المشهورة مجسدا فيها جميع الشخصيات بأسلوب جاذب للاستماع والمشاهدة من قبل الحاضرين وقد اشتهرت عدد من مقاهي لحج بهكذا جلسات ترفيهية ومفيدة ويكون محورها بكل تأكيد قضايا دينية وتاريخية وقد يسأل سائل: كيف كان يتم ذلك ليلا في عدم وجود كهرباء؟ أقول كانت تستخدم الفوانيس والمصابيح الكبيرة المعروفة وهي "التريك" بوضعها متقاربة وأمام صفائح ذات غطاء نحاسي أبيض يعكس إنارتها إلى خارج المقهى وهذه معلومة أفادني بها عدد من كبار السن الذين عاشوا ذلك الزمن البهيج.
وآخر رمضان إرث لدى الأطفال وخاصة ليلة القدر التي يطوف فيها الصغار على أهاليهم وهم يرددون أهزوجتهم الخالدة:
"اندونا اندونا لانتوا تبونا"، حيث يقوم الأهالي بتقديم هباتهم لهم من مأكولات أو نقود.
هامش:
اندونا اعطونا
تبونا تريدوننا