في ظل الأزمات المتلاحقة التي تواجه الجنوب اليمني، يجد المجلس الانتقالي الجنوبي نفسه أمام تحدٍ كبير لاختبار قدرته على الإدارة واتخاذ القرارات المصيرية. فالمشكلات المتفاقمة في التعليم، تأخر صرف رواتب المعلمين والعسكريين، والانفلات الاقتصادي، جميعها ملفات تستدعي إصلاحات حقيقية وجريئة.

زيارة الرئيس الزُبيدي: خطوة جيدة وملهمة للجنوب وشعبه نحو إعادة ترتيب الأولويات.

في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان، جاءت زيارة الرئيس عيدروس الزُبيدي إلى محافظتي أبين والضالع كخطوة إيجابية كما نقرؤها لرسم خارطة طريق جديدة لإدارة المرحلة. فالزيارة تحمل في طياتها دلالات سياسية وإدارية مهمة، حيث تسعى إلى إعادة ترتيب الأولويات المحلية، وتعزيز دور المجلس في فرض واقع إداري جديد يعيد للمواطن الجنوبي الأمل في قيادة حقيقية قادرة على التغيير.

في أوقات التحولات الكبرى، لا يُقاس القادة بمجرد وعودهم، بل بقدرتهم على الوفاء بها وترجمتها إلى واقع ملموس يغيّر معادلة الفشل إلى أمل، والفوضى إلى نظام. وهكذا عهدنا القائد عيدروس الزبيدي، قائدًا يصنع الفارق حيثما حلّ.

إعادة هيكلة الإدارة المحلية: ضرورة حتمية أم خيار سياسي؟

محافظات عدن، لحج، الضالع وأبين تعاني من خلل إداري واضح يتمثل في تداخل الصلاحيات وضعف آليات الرقابة. وعليه، فإن إصلاح الهيكلة المحلية بات أمرًا ضروريًا، ويجب أن يتم وفق رؤية واضحة تشمل:

إعادة توزيع الصلاحيات: بحيث تدار المحافظات وفق معايير الحكم الرشيد وتلبية احتياجات المواطنين.

تعزيز الشفافية والمساءلة: من خلال تشكيل لجان مستقلة لمراقبة تنفيذ الإصلاحات وضمان نزاهتها.

تفعيل المشاركة المجتمعية: لإشراك المواطنين في اتخاذ القرار وتحديد الأولويات المحلية.

تحقيق عدالة مالية: من خلال توزيع الميزانيات بآلية شفافة تعزز الاستقرار الاقتصادي والخدمي.

أزمة التعليم: كارثة مستقبلية تهدد الأجيال القادمة، يواجه التعليم في الجنوب انهيارًا خطيرًا، حيث تسببت إضرابات المعلمين بسبب تأخر رواتبهم في تعطيل الدراسة منذ نوفمبر 2024، ما يهدد مستقبل عشرات الآلاف من الطلاب. لذا، فإن المجلس الانتقالي مطالب بـ:

الضغط على الجهات المختصة لصرف الرواتب وضمان استمرارية العملية التعليمية.

إشراك القطاع الخاص والمجتمع المدني في تقديم دعم مؤقت لحل الأزمة.

الرواتب المتأخرة: تهديد للأمن والاستقرار

تأخير رواتب العسكريين في الجنوب يزيد من معدلات الفساد والانفلات الأمني. المطلوب:

تحرك سياسي قوي للضغط من أجل انتظام صرف الرواتب.

تعزيز البدائل التمويلية عبر إدارة الموارد المحلية بفعالية.

الاقتصاد المنهار وغلاء الأسعار: أزمة تعصف بالمواطنين

ارتفاع الأسعار في ظل غياب الرقابة الحكومية يفاقم معاناة الأسر الجنوبية. وعلى المجلس الانتقالي

فرض رقابة حازمة على الأسواق لمنع التلاعب بالأسعار

تشجيع التكافل المجتمعي لحماية الفئات الأكثر تضررًا.

مسؤولية القيادة: بين التحديات والفرص

المجلس الانتقالي أمام لحظة حاسمة تتطلب منه تبني إصلاحات جذرية وجريئة تعيد ثقة المواطنين، وتؤسس لحكم مستدام قادر على تجاوز الأزمات، وبناء مستقبل أكثر استقرارًا للجنوب.