> بحث د. عبدالهادي القاهري:

العادات الشعبية في اليمن: عندما تصبح الرعاية خطرا على الأطفال
> يعيش اليمن وضعًا صحيًا متدهورًا نتيجة الصراعات الممتدة التي أثرت بشكل مباشر على النظام الصحي، مما جعل الوصول إلى الخدمات الطبية أمرًا بالغ الصعوبة لمعظم السكان.

وفي ظل هذه الظروف غير الجيدة على كافة الأصعدة، يعاني المجتمع اليمني من غياب واسع للوعي الصحي، حيث لا تزال العادات والتقاليد المرتبطة بالممارسات الطبية الشعبية تهيمن على الحياة اليومية، رغم التقدم العلمي الكبير في مجال الطب.
  • التقميط التقليدي.. عادة خطرة تهدد الأطفال في اليمن
وتتجلى هذه الفجوة بين التقدم الطبي والممارسات التقليدية في انتشار مشكلات صحية يمكن تجنبها بسهولة، مثل الأمراض الناتجة عن سوء التغذية، والتعامل غير الصحيح مع الولادة ورعاية الأطفال، واعتماد علاجات بدائية تفتقر إلى الأسس العلمية.

وبحسب شهادات أطباء فإن استمرار هذه العادات يُكرس أعباءً صحية واقتصادية ثقيلة تُعيق المجتمع عن التقدم والنهوض، مما يستدعي تعزيز الجهود لتثقيف المجتمع ونشر الوعي الصحي كجزء أساسي من مواجهة هذه الأزمة.
  • "الورك الولادي"
يسمى "خلع الورك الولادي"، ويعرف طبيا بـ"خلل التنسج التنموي للورك" (DDH)، وهو من المشكلات الصحية التي تهدد الأطفال حديثي الولادة حول العالم، وتتراوح معدلات الإصابة به بين 1 إلى 20 حالة لكل 1000 ولادة. وفي اليمن، تتفاقم هذه المشكلة بسبب غياب الوعي الصحي لدى الأهالي، خاصة في المناطق الريفية، واستمرار ممارسات تقليدية خاطئة مثل التقميط الضيق، الذي يعوق التطور الطبيعي لمفصل الورك.


وتمثل عادة تقميط الأطفال واحدة من أبرز أسباب ارتفاع حالات خلع الورك الولادي في اليمن، خاصة في المناطق الريفية. هذه العادة الموروثة تعتمد على لف المولود بشكل محكم، ما يمنع حركة الأرجل بشكل طبيعي.

ويعكس هذا الواقع تحديات مزدوجة تواجهها الأسر اليمنية، حيث تضاف الأعباء الصحية والاقتصادية إلى معاناتها اليومية، مما يُبرز الحاجة إلى تدخل عاجل لتحسين الرعاية الصحية الأولية ونشر الوعي بمخاطر هذه المشكلة.
  • ما هو خلل التنسج التنموي للورك (DDH)؟
يعد خلل التنسج التنموي للورك (Developmental Dysplasia of the Hip - DDH) اضطرابًا هيكليًا يصيب مفصل الورك ويؤثر على تطوره الطبيعي في مرحلة الطفولة المبكرة.

ويتمثل هذا الاضطراب في وجود مشاكل في تكوين الحُقّ (التجويف الذي يستقر فيه رأس عظم الفخذ) أو في شكل رأس عظم الفخذ ذاته.

هذه المشاكل تؤدي إلى ضعف في استقرار المفصل، مما يجعل رأس عظم الفخذ غير ثابت داخل الحُقّ.

تتراوح شدة هذه الحالة من ارتخاء بسيط في المفصل إلى خلع كامل لرأس عظم الفخذ خارج الحُقّ، مما يؤدي إلى اختلال في وظائف الورك. و في الحالات الخفيفة، قد لا تظهر الأعراض بوضوح في البداية، بينما في الحالات الأكثر شدة قد يعاني الطفل من مشاكل كبيرة تؤثر على الحركة والنمو السليم للمفصل. خاصة إذا لم يتم تشخيص الحالة مبكرًا وعلاجها بشكل صحيح، فإن هذا يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة في المستقبل، مثل التهابات المفاصل أو تآكلها المبكر، وفق بحوث علمية.
  • الأسباب وعوامل الخطر
تؤدي مجموعة من العوامل الجينية والبيئية إلى زيادة احتمالية الإصابة بخلل التنسج التنموي للورك (DDH)، وتشمل أبرزها:

• العوامل الجينية

يُعد وجود تاريخ عائلي إيجابي للإصابة عامل خطر رئيسيًا، حيث تزداد احتمالية انتقال الحالة بين الأجيال بسبب التأثير الوراثي.

• وضعية الجنين أثناء الحمل

تزداد فرصة الإصابة في حالات الوضع المقعدي، حيث يكون رأس الجنين للأعلى وقدماه للأسفل، مما يسبب ضغطًا إضافيًا على مفصل الورك ويزيد من احتمالية حدوث خلل في التكوين.

• الجنس

تُعد الإناث أكثر عرضة للإصابة مقارنة بالذكور بسبب تأثير هرمون الريلاكسين الذي يزيد من مرونة الأربطة، ما يجعل مفصل الورك أكثر قابلية للخلع.

• التقميط غير الصحي

تؤدي الممارسات التقليدية في لف الأطفال بإحكام إلى تقييد حركة الورك، ما يؤثر سلبًا على تطوره الطبيعي ويزيد خطر حدوث الخلل أو الخلع.

• مشكلات أثناء الحمل والولادة

تشمل هذه المشكلات قلة السائل الأمينوسي، الذي يحد من حركة الجنين داخل الرحم، أو الولادات المتعددة، التي قد تزيد من الضغط على مفاصل الأجنة وتؤثر على استقرارها.

وتساهم هذه العوامل بشكل مباشر أو غير مباشر في زيادة احتمالية حدوث DDH، ما يتطلب تدخلاً وقائيًا عبر التشخيص المبكر والتثقيف الصحي للأهالي حول الممارسات الصحيحة.
  • التقميط التقليدي
التقميط التقليدي هو إحدى العادات الموروثة في اليمن، ويُمارس من خلال لف جسم الرضيع بإحكام داخل قماش وربطه بقوة، بحيث يتم ضم الأرجل معًا بشكل غير طبيعي، مما يمنع حركتها الحرة.

هذه الطريقة، التي تُعتبر تقليدية في بعض المناطق، تهدف إلى "حماية" الطفل أو تهدئته، لكنها في الواقع تعيق التطور الطبيعي لمفصل الورك، مما يؤدي إلى ارتفاع حالات خلع الورك الولادي في اليمن استنادا إلى شهادات أطباء عظام.


وفي المناطق الريفية للبلاد، يعتمد الكثيرون على هذه الطريقة بسبب الجهل بمخاطرها الصحية وغياب التوعية الطبية المناسبة. وفي المقابل وعلى الرغم من توافر وسائل الإعلام ومصادر المعرفة، لا تزال بعض العائلات في المدن تتمسك بهذه العادة، غير مدركة لتأثيراتها الضارة على صحة الأطفال ونموهم.
  • التقميط الصحي
يعد التقميط الصحي بديلًا آمنًا يساعد في حماية الأطفال دون التأثير على نموهم الطبيعي وهو وسيلة فعالة لمواجهة مخاطر التقميط التقليدية.

و يهدف التقميط الصحي إلى توفير الراحة والدعم للرضيع دون تقييد حركة الأرجل، مما يسمح بتطور مفصل الورك بشكل طبيعي ويقلل من احتمالية حدوث خلع الورك الولادي.

والتقميط الصحي يعتمد على لف جسم الرضيع بشكل مريح، بحيث تكون الأرجل حرة الحركة ومستقرة في وضعية مريحة ومفتوحة و تحافظ على شعور الطفل بالأمان.
  • شهادة معد البحث
يقول عبدالهادي القاهري، طالب سنة خامسة طب بشري بجامعة عدن، تخصص عظام في حديثه مع موقع "رواها 360 ": "خلال دراستي لحالات خلع الورك الولادي، لاحظتُ مدى تأثير التقميط التقليدي الذي تُمارسه الأمهات ومساعدتهن، خصوصًا في المجتمعات الريفية وطريقة شد الأرجل باستخدام الملابس الضيقة أو الألواح الداعمة، التي تُسمى محليًا "المقمط".

وأوضح أن هذه السلوكيات الخاطئة والتي وصفها ب"الكارثية" تُعد من أبرز الأسباب التي قد تؤدي إلى هذه المشكلة.

وتابع لـ"رواها 360" :"ما شد انتباهي هو أنه إذا تم اكتشاف المشكلة في وقت مبكر، فإن الحل بسيط للغاية ولا يتطلب عمليات جراحية ويكفي استخدام أجهزة داعمة تشبه الحفاضات تُعيد مفصل الورك إلى مكانه الطبيعي، واستطرد:"لكن للأسف، الإهمال أو التأخير في التشخيص يؤدي إلى تفاقم المشكلة، مما يتطلب عمليات جراحية مكلفة، قد تصل تكلفتها في عدن إلى 2 مليون ريال يمني، مع نسب نجاح غير مضمونة".

وبحسب معد البحث فأن كثير من الأسر لا تستطيع تحمل هذه التكاليف، مما يُفاقم من معاناة المصابين، حيث قد تؤدي المشكلة إلى تأثيرات أخرى تشمل الركبة ومفاصل الحوض.
  • شهادة المصادر العلمية والطبية
تشير الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال والجمعية الأمريكية لجراحة عظام الأطفال إلى أن: "زيادة معدلات الإصابة بخلل التنسج التنموي للورك ترتبط باستخدام تقنيات التقميط التقليدية، التي تُقيد حركة الورك وتضعه في وضعيات ضارة مثل التقريب (adduction) والتمديد (extension) الدراسات التجريبية أثبتت أن هذه الوضعيات تزيد من احتمالية الإصابة مقارنة بطرق التقميط الصحي.


ويوضح المعهد الدولي لخلل التنسج التنموي للورك:"التقميط الصحي للورك، الذي يترك مساحة كافية لثني الورك والركبتين، يُعتبر من أفضل الوسائل لتقليل خطر الإصابة، كما يُوصى بفحص جميع الأطفال حديثي الولادة باستخدام تقنيات بسيطة وسريعة يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في حياة الطفل."

ويضيف القاهري في حديثه مع "رواها 360 " :"من خلال تعامله مع حالات كثيرة فأن الفحص اللازم لاكتشاف المشكلة لا يستغرق أكثر من 20 ثانية و لكن للأسف، هناك تهاون من قبل بعض الطواقم الطبية، وعدم اهتمام كاف من المجتمع، مشيرا إلى أن هذا الإهمال يعكس مشكلة ثقافية وصحية، خاصة أن الإصابة تُصيب الإناث أكثر من الذكور وللأسف، في مجتمعنا، إذا كانت الفتاة مريضة، فإن الأسرة غالبا تُبقيها في المنزل دون متابعة طبية."
  • الأعراض
يمكن ملاحظة خلل التنسج التنموي للورك من خلال عدد من العلامات التي تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة. من أبرزها ضعف أو غياب حركة الأرجل مقارنة بالأطفال الآخرين، مما قد يشير إلى وجود خلل في استقرار المفصل. و يمكن أن يُلاحظ وجود صوت طقطقة أو إحساس بفرقعة عند تحريك الورك، وهو مؤشر على عدم استقرار رأس عظم الفخذ داخل الحُقّ.

إلى جانب ذلك، قد تظهر إحدى الأرجل أقصر من الأخرى نتيجة الخلع، مما يؤدي إلى مشكلات واضحة في تناسق الأرجل. وفي حالات أخرى، يتأخر الطفل في تعلم المشي، أو قد يظهر عرج واضح عند البدء بالمشي، بسبب التأثير المباشر للخلل على حركة المفصل. وتتطلب هذه الأعراض متابعة طبية دقيقة للتشخيص المبكر والعلاج المناسب لتجنب المضاعفات المستقبلية.
  • التشخيص
• الفحص البدني

يتم استخدام اختبارات مثل اختبار بارلو (Barlow) واختبار أورتولاني (Ortolani) لتحديد استقرار المفصل، وتستغرق هذه الفحوصات ثوانٍ قليلة، وتساعد في الكشف المبكر عن أي خلل في استقرار مفصل الورك عند الرضع.

• التصوير بالموجات فوق الصوتية

يُعد التصوير بالموجات فوق الصوتية وسيلة آمنة ودقيقة للكشف عن حالات خلل التنسج التنموي للورك عند الرضع، حيث يساعد في تقييم تكوين المفصل ووجود أي خلل في رأس عظم الفخذ داخل الحُقّ.

• الأشعة السينية

تُستخدم الأشعة السينية عند الأطفال الأكبر سنًا لتقييم شكل المفصل، كما تساعد في الكشف عن تطور حالة خلل التنسج التنموي للورك عندما يتجاوز الطفل الستة أشهر من العمر.
  • العلاج
يعتمد العلاج على عمر الطفل وشدة الحالة، ويشمل:

• الجهاز التقويمي

يُستخدم جهاز بافليك (Pavlik harness) للحفاظ على وضعية الورك الطبيعية. يساعد هذا الجهاز في إعادة رأس عظم الفخذ إلى مكانه بشكل تدريجي، ويُعد الخيار الأول في علاج الحالات الخفيفة لدى الرضع.

• العلاج الجراحي

في الحالات المتقدمة أو عند عدم تحسن الحالة باستخدام الأجهزة التقويمية، يُلجأ إلى العلاج الجراحي. يشمل ذلك الجراحة المفتوحة أو الإغلاق الداخلي لتثبيت المفصل في وضعه الطبيعي.

• التأهيل الطبيعي

يُعد التأهيل الطبيعي جزءًا أساسيًا من العلاج بعد استخدام الأجهزة التقويمية أو الجراحة. يهدف إلى تحسين حركة المفصل وتقوية العضلات المحيطة به لضمان استعادة القدرة على الحركة بشكل طبيعي.
  • المضاعفات
بحسب الدراسات إذا لم يتم علاج خلل التنسج التنموي للورك (DDH) بشكل صحيح قد يؤدي ذلك إلى مشاكل مزمنة تؤثر على صحة المفصل وقدرة الطفل على الحركة، مثل التهاب المفاصل المبكر الذي يمكن أن يسبب تآكلًا في المفصل ويؤدي إلى آلام مزمنة في المستقبل. وقد يعاني المريض من ألم مستمر في الورك سواء أثناء الحركة أو في الراحة مما يعيق أنشطته اليومية. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي الخلل إلى عدم تماثل في طول الأرجل مما يتسبب في عرج دائم وصعوبة في المشي بشكل طبيعي.
  • مشاكل خلل التنسج التنموي للورك إذا لم يتم علاجه
بحسب البحث، في حالة عدم علاج خلل التنسج التنموي للورك، قد تظهر عدد من المشاكل المزمنة التي تؤثر على حركة الطفل وجودة حياته.

ومن أبرز هذه المشاكل التهاب المفاصل المبكر نتيجة لتآكل المفصل بسبب عدم استقراره، مما يسبب آلامًا مزمنة تؤثر على حياة الطفل اليومية. ويعاني الطفل من الألم المستمر في الورك أو الحوض سواء أثناء الحركة أو في وضع الراحة، مما يعيق نشاطاته اليومية. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي التشوه إلى عدم تماثل في طول الأرجل، مما يسبب عرجًا دائمًا ويؤثر على قدرة الطفل على المشي بشكل طبيعي.

و يمكن أن يقيّد الخلل حركة الورك، مما يجعل المشي أو اللعب أمرًا صعبًا. ويؤثر أيضًا خلل التنسج على استقرار الحوض، مما يسبب انحرافًا في الهيكل العظمي ويؤدي إلى مشاكل هيكلية إضافية. وفي حال عدم العلاج، قد يصبح إصلاح المفصل أكثر صعوبة مع تقدم العمر، مما يستدعي إجراءات جراحية معقدة في المستقبل.
  • العلاج جراحيًا حسب العمر
وفقًا للدراسات، تختلف طرق العلاج الجراحي حسب عمر الطفل وشدة الحالة. حيث أنه في حال وصول الطفل إلى سن 5-9 سنوات ولم يتم العلاج المبكر، تتمثل الخيارات الجراحية في الجراحة التصحيحية، حيث يتم إجراء جراحة مفتوحة لإعادة وضع رأس عظم الفخذ داخل الحُقّ مع إصلاح الأنسجة المحيطة لتحسين استقرار المفصل.

كما يتم إجراء إعادة تشكيل الحُقّ (Acetabuloplasty) لتحسين شكله وتوفير مساحة أكبر لاستيعاب رأس الفخذ بشكل أفضل. في بعض الحالات، يُستخدم التثبيت الداخلي باستخدام مسامير أو ألواح لتثبيت المفصل في الوضع الصحيح بعد الجراحة بالإضافة إلى ذلك، يحتاج الطفل إلى برنامج علاج طبيعي لتحسين نطاق الحركة وتقوية العضلات التي قد تكون ضعفت بسبب عدم استقرار المفصل.

أما في سن المراهقة (15 سنة)، فإن الإجراءات الجراحية المتقدمة قد تكون ضرورية. تشمل هذه الإجراءات جراحة بيرنيز (Periacetabular Osteotomy) التي تهدف إلى إعادة تشكيل عظام الحوض لتوفير تغطية أفضل لرأس الفخذ. في الحالات المتقدمة جدًا، حيث يكون المفصل قد تضرر بشكل كبير، يتم استبدال المفصل جزئيًا أو كليًا. كما قد يحتاج المريض إلى تدخل جراحي لتصحيح تشوهات أخرى مثل قصر الأرجل أو انحراف الحوض. بعد الجراحة، يتطلب العلاج الطبيعي المكثف برنامج تمارين لتحسين توازن المفصل وتقويته.

ويعد التشخيص المبكر لخلل التنسج التنموي للورك عاملًا حاسمًا في تحسين النتائج العلاجية وتقليل التعقيدات. إذ أنه كلما تم تشخيص الحالة في مراحلها الأولى وعلاجها بشكل فوري، كان العلاج أقل تعقيدًا وأكثر فعالية، حيث يمكن إعادة تصحيح وضع المفصل بسهولة نسبية.

ومن ضمن الحلول المتابعة المنتظمة للأطفال الذين خضعوا للعلاج أو الذين يعانون من عوامل خطر الإصابة بهذا الخلل تُعتبر ضرورية لضمان استقرار المفصل ومنع أي مضاعفات قد تظهر لاحقًا، مثل تدهور الحركة أو تشوهات إضافية في المفصل.

أما في الحالات التي يتم فيها التشخيص في مراحل متأخرة أو الأعمار الأكبر، فإن الجراحة قد توفر نتائج جيدة ولكنها تصبح أكثر تعقيدًا بسبب تلف المفصل الناتج عن التأخر في العلاج أو النمو غير الطبيعي للعظام والأنسجة المحيطة بالمفصل.

وتشدد نتائج البحث الذي أعده القاهري على أهمية التوعية المجتمعية وتدريب الطواقم الطبية لتطبيق الفحص المبكر لجميع حديثي الولادة، مع التخلص من ممارسات التقميط التقليدية وهكذا يمكن أن تُنقذ هذه الجهود الأطفال من عمليات جراحية مكلفة ومعاناة مستمرة، وتُحسّن جودة حياتهم بشكل كبير.

وفي ظل التحديات الصحية المتزايدة التي تواجه اليمن، يبقى تعزيز الوعي المجتمعي وتحسين الرعاية الطبية أمرًا جوهريًا لبناء مستقبل صحي مستدام. وبالإشارة إلى مشكلة خلع الورك الولادي التي تمثل نموذجًا للتحديات الصحية القابلة للحل إذا ما تم الاهتمام بالتشخيص المبكر واتباع الممارسات الوقائية الصحيحة خاصة مع التقدم العلمي المتاح، يمكن تجنب معاناة آلاف الأطفال وأسرهم من خلال تكاتف الجهود بين الجهات الصحية والمجتمع.

"رواها 360"