عادة العيطولي هي عادة رمضانية موغلة في القدم تقام ليلة 25 من رمضان كل عام، وقبل الحديث عنها لنتعرف ما هو (العيطولي) هو شبيه ببرج خشبي ثلاثي الأضلاع (مشعبة) أو (سلم) يستخدم قديما في المساجد يرتقي عليه الشخص للتنظيف الدوري لأسقف المساجد وكذا لتركيب الإضاءة القديمة كالبوفتيلة وبعدها الجرامل والمصابيح المصنوعة محليا.

العيطولي
العيطولي
يصادف هذه الليلة ختم مسجدي معروف الطالعي وباذيب وهما الوحيدان اللذان يكون ختمهما في ليلة واحدة وترية الـ 25 في شبام حضرموت.. يحمل الأولاد من 17 - 18 سنة هذه الأداة (العيطولي) جماعة معروف أي المطاريق والساحات القريبة منه يحملون العيطولي حق المسجد وكذلك جماعة باذيب كفريقين يجوبان الأسواق كلا على حدة ويرددون (العيطولي.. طولي.. طولي) ويقدم لهم أصحاب المحلات المأكولات أو النقود (زمان البيسة فالعانة ثم إلى النصف شلن) وحتى أصحاب اللحم والخضار يقدمون لهم ما يمكن، ولذا فمن أعطاهم عطاء يرونه جزيلا فإنهم يردون عليه: عافاك الله.. طبعا موجها باسمه مثلا يا سالم عافاك الله وغيرها من الكلمات التي تمدحه وتشكره وتدعو له ومن لم يعطهم شيئا يذمونه، لكن الكل يعطيهم لتجنب السخرية عليه في ما سيقولونه في أناشيدهم التي يرددونها والتي تتناقل جيلا بعد آخر ويعود الفريقان لتقاسم ما جمعوه بعد جوله تقام ظهرا وآنذاك في أجواء حارة وحصيلة تكون فيها بركة بفرحة غامرة للصغار والشباب.

لعل الكل من جيلنا والأجيال التي قبلنا يتذكرون المشهد والتقليد في ظهر ليلة الخمس وعشرين يوم 24 رمضان، ذلك السباق البريء الذي لا يخلو أيضا من المشاحنات الحميدة لاسيما إذا اتفق العيطوليان في مكان واحد أثناء جمعهم الاحتياجات فتصطك كل عيطلولي بالآخر وتحصل الاحتكاكات بين الفريقين التي غالبا بل دائما ما تنتهي بالسماحة.

إنها عادات تأصلت عبر قرون وأضحت بصمة مميزة في أيام وليالي رمضان الفضيل.. لقد انتهت هذه العادة منذ 1990م ولم تعد قائمة في شبام لتطوى صفحة من صفحات العادات الجميلة التي يتذكرها الكبار اليوم الذين كانوا صغارا قبل سنوات طوال، ويا العيطولي طولي.. طولي.