أصبحت السلة الغذائية في رمضان تقليدًا سنويًا تتفاخر به العديد من المؤسسات الحكومية والأهلية، ومع ذلك فإن هذا الفعل الذي يُفترض أن يكون لفتة إنسانية، يعكس في بعض الأحيان صورة من الذل والإهانة بدلًا من الكرامة التي يستحقها الشعب.

في ظل أكثر من عقد والمواطنون يعيشون أوضاعا هشة وغياب الخدمات الأساسية التي تُلبي احتياجاتهم اليومية تجد الفئات الأكثر حاجة نفسها في دوامة من الفقر والشحت، وتعتمد بشكل شبه كامل على هذه السلال الغذائية في الشهر الفظيل والتي لا تُسمن ولا تُغني من جوع.

هذه المبادرات على الرغم من حسن نيتها، لكنها لا تعالج جذور المشكلة ولا تقدم حلولًا مستدامة لتحسين حياة الشعب. ما يحتاجه الناس ليس مجرد مواد غذائية لتغطية الأيام القليلة من الشهر الكريم، بل برامج إصلاحية تُعزز التنمية الشاملة، وتضمن توفير الخدمات الصحية والتعليمية والبنية التحتية وفرص العمل.

على المؤسسات أن تنظر إلى دورها كمحرك للتغيير الحقيقي بدلًا من الاكتفاء بمظاهر رمزية للتكافل الاجتماعي. الشعب يستحق استراتيجيات تعزز الكرامة وتحترم إنسانيته، بدلًا من الاعتماد على حلول مؤقتة تخدم أغراض العلاقات العامة أكثر من تحقيق التنمية الحقيقية.

إن السلة الغذائية قد تكون بداية، لكنها ليست النهاية التي تُرضي طموحات الشعب وتطلعاته.