> «الأيام» غرفة الأخبار:
جدد المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يتبنى مشروع إقامة دولة جنوبية مستقلة تأكيده على اعتبار محافظة حضرموت جزءاً لا يتجزأ من دولته المرتقبة، بالتزامن مع تمسك حلف قبائل حضرموت بخصوصية المحافظة وهويتها، يرافق ذلك تحذيرات من انحراف قيادة الحلف شق الصف الحضرمي والجنوبي معا.
وقال فضل الجعدي عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، "حضرموت لن تكون خارج الإطار الجنوبي كما يتخيل البعض، وهي التي عبّرت مراراً عن انتمائها الحقيقي والمخلص للوطن الجنوبي الكبير".
تصريحات الجعدي جاءت عقب هجوم شديد شنه عمرو بن حبريش رئيس مؤتمر حضرموت الجامع وزعيم حلف القبائل على قيادة المجلس الانتقالي، مشدداً على المضي قدماً في مشروع الحكم الذاتي، وتأسيس قوة عسكرية للحلف، وإعلان وقف التواصل مع مجلس القيادة الرئاسي اليمني، والتوجه نحو التنسيق المباشر مع المملكة العربية السعودية.
وفي منشور له عبر منصة "إكس"، أشار الجعدي إلى أن أبناء حضرموت عبّروا بالفعل عن أن الأرض الجنوبية من حوف إلى باب المندب تتنفس برئة واحدة وتتشارك المصير ذاته، وتتحرك في إطار نضال جنوبي تحرري موحد قادر على حسم المعركة النهائية.
ويعكس مصطلح "المعركة" حدة المواجهة بين حلف القبائل والمجلس الانتقالي، حيث بلغ التباين بين رؤيتيهما ذروته، خاصة بعد أن أصبح الحلف قوة مؤثرة في الميدان السياسي وعلى الأرض.
وجاء دعم المملكة العربية السعودية لحلف القبائل كطرف محاور في ملف حضرموت ليمنح الحلف دفعة كبيرة في تصعيد مواقفه تجاه كل من السلطة الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وهو ما ظهر جلياً في الاجتماع الموسع الذي عقده بن حبريش مع زعماء القبائل بعد عودته من الرياض ولقائه بوزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان.
وخلال كلمته، أوضح بن حبريش أن القيادة الحضرمية تهدف إلى تحقيق حكم ذاتي يتيح لأبناء حضرموت إدارة شؤونهم بعيداً عن الخلافات السياسية، مشدداً على أن المحافظة لن تتعامل مستقبلاً مع مجلس القيادة الرئاسي أو الحكومة اليمنية، بل ستبني علاقتها مباشرة مع السعودية، التي وصفها بالشريك الحقيقي والداعم.
في ظل تعقيدات المشهد السياسي والاجتماعي في حضرموت، تبرز الحاجة المُلِحة لتحذير جاد من مخاطر شق الصف الحضرمي والجنوبي، وهو ما بدأ يلوح في الأفق مع تصاعد التوترات داخل حلف قبائل حضرموت، وخروج مواقف متباينة حول قيادة الشيخ عمرو بن حبريش وخطواته الأخيرة، التي أثارت جدلاً واسعاً.
عودة بن حبريش من الرياض في نهاية مارس، بعد لقاءات رفيعة المستوى في المملكة العربية السعودية، جاءت في توقيت حساس، تزامن مع إعلان نيته تشكيل ما يسمى "قوات حماية حضرموت"، وهو ما قُوبل بتحفظ واضح من قيادة المنطقة العسكرية الثانية والجهات الأمنية المحلية، إلى جانب المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي شدد على رفض إنشاء أي تشكيلات خارج إطار القوات النظامية. هذا الرفض لم يكن رفضاً لشخص أو مبادرة بحد ذاتها، بل تحذيرًا من أي خطوة من شأنها أن تمس وحدة القرار الأمني أو تفتح أبواب الصراع الداخلي.
ما يزيد من حدة الموقف، هو الانقسام المتسارع داخل حلف قبائل حضرموت نفسه. اجتماعات متلاحقة في منطقة العيون دعت إلى إقالة بن حبريش وإعادة هيكلة الحلف، وسط تأكيدات من شيوخ ومؤسسين للحلف على ضرورة إعادته لمساره التوافقي بعيداً عن القرارات الفردية، في حين يرفض جناح آخر هذه التحركات، ويعتبرها مدفوعة بأجندات حزبية تستهدف النيل من قيادة الحلف.
إن التنازع على الزعامة داخل كيان قبلي كان يُنظر إليه طويلاً كصمام أمان للمجتمع الحضرمي، لم يعد مجرد خلاف داخلي، بل بات يُهدد وحدة الموقف الحضرمي نفسه، ويمنح خصوم الجنوب -داخلياً وخارجياً- فرصة للعب على وتر الانقسام. التحذير من ذلك لا يأتي من باب التخويف، بل من إدراك واقعي بأن تفكك البنية الاجتماعية في حضرموت ستكون له ارتدادات مباشرة على القضية الجنوبية وعلى مشروع بناء الدولة.
المعالجة الحكيمة تقتضي تجاوز الحسابات الشخصية والولاءات الفئوية، والعودة إلى طاولة حوار حضرمي - جنوبي شامل، يحترم التعدد، ويحصن وحدة الصف، ويعزز مناعة القرار الحضرمي ضمن السياق الجنوبي العام. فالمستقبل لا يبنيه الانقسام، بل تكتل القوى خلف رؤية موحدة تحفظ لحضرموت خصوصيتها، وتعزز من حضورها في الجنوب كقوة موحدة لا كجزر متنازعة.
إن التحديات القادمة سواء كانت أمنية أو اقتصادية أو سياسية تتطلب قيادة راشدة تمتلك الشرعية الشعبية والتوافق، لا فقط الرمزية القبلية أو الارتباطات الإقليمية. ولذا، فإن أي مسعى يعمّق الشقاق، أو يعيد إنتاج مراكز نفوذ متصارعة، يجب أن يُرفض بقوة، حفاظاً على وحدة حضرموت، وتماسك الجنوب بأسره.
وقال فضل الجعدي عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، "حضرموت لن تكون خارج الإطار الجنوبي كما يتخيل البعض، وهي التي عبّرت مراراً عن انتمائها الحقيقي والمخلص للوطن الجنوبي الكبير".
تصريحات الجعدي جاءت عقب هجوم شديد شنه عمرو بن حبريش رئيس مؤتمر حضرموت الجامع وزعيم حلف القبائل على قيادة المجلس الانتقالي، مشدداً على المضي قدماً في مشروع الحكم الذاتي، وتأسيس قوة عسكرية للحلف، وإعلان وقف التواصل مع مجلس القيادة الرئاسي اليمني، والتوجه نحو التنسيق المباشر مع المملكة العربية السعودية.
وفي منشور له عبر منصة "إكس"، أشار الجعدي إلى أن أبناء حضرموت عبّروا بالفعل عن أن الأرض الجنوبية من حوف إلى باب المندب تتنفس برئة واحدة وتتشارك المصير ذاته، وتتحرك في إطار نضال جنوبي تحرري موحد قادر على حسم المعركة النهائية.
ويعكس مصطلح "المعركة" حدة المواجهة بين حلف القبائل والمجلس الانتقالي، حيث بلغ التباين بين رؤيتيهما ذروته، خاصة بعد أن أصبح الحلف قوة مؤثرة في الميدان السياسي وعلى الأرض.
وجاء دعم المملكة العربية السعودية لحلف القبائل كطرف محاور في ملف حضرموت ليمنح الحلف دفعة كبيرة في تصعيد مواقفه تجاه كل من السلطة الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وهو ما ظهر جلياً في الاجتماع الموسع الذي عقده بن حبريش مع زعماء القبائل بعد عودته من الرياض ولقائه بوزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان.
وخلال كلمته، أوضح بن حبريش أن القيادة الحضرمية تهدف إلى تحقيق حكم ذاتي يتيح لأبناء حضرموت إدارة شؤونهم بعيداً عن الخلافات السياسية، مشدداً على أن المحافظة لن تتعامل مستقبلاً مع مجلس القيادة الرئاسي أو الحكومة اليمنية، بل ستبني علاقتها مباشرة مع السعودية، التي وصفها بالشريك الحقيقي والداعم.
في ظل تعقيدات المشهد السياسي والاجتماعي في حضرموت، تبرز الحاجة المُلِحة لتحذير جاد من مخاطر شق الصف الحضرمي والجنوبي، وهو ما بدأ يلوح في الأفق مع تصاعد التوترات داخل حلف قبائل حضرموت، وخروج مواقف متباينة حول قيادة الشيخ عمرو بن حبريش وخطواته الأخيرة، التي أثارت جدلاً واسعاً.
عودة بن حبريش من الرياض في نهاية مارس، بعد لقاءات رفيعة المستوى في المملكة العربية السعودية، جاءت في توقيت حساس، تزامن مع إعلان نيته تشكيل ما يسمى "قوات حماية حضرموت"، وهو ما قُوبل بتحفظ واضح من قيادة المنطقة العسكرية الثانية والجهات الأمنية المحلية، إلى جانب المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي شدد على رفض إنشاء أي تشكيلات خارج إطار القوات النظامية. هذا الرفض لم يكن رفضاً لشخص أو مبادرة بحد ذاتها، بل تحذيرًا من أي خطوة من شأنها أن تمس وحدة القرار الأمني أو تفتح أبواب الصراع الداخلي.
ما يزيد من حدة الموقف، هو الانقسام المتسارع داخل حلف قبائل حضرموت نفسه. اجتماعات متلاحقة في منطقة العيون دعت إلى إقالة بن حبريش وإعادة هيكلة الحلف، وسط تأكيدات من شيوخ ومؤسسين للحلف على ضرورة إعادته لمساره التوافقي بعيداً عن القرارات الفردية، في حين يرفض جناح آخر هذه التحركات، ويعتبرها مدفوعة بأجندات حزبية تستهدف النيل من قيادة الحلف.
إن التنازع على الزعامة داخل كيان قبلي كان يُنظر إليه طويلاً كصمام أمان للمجتمع الحضرمي، لم يعد مجرد خلاف داخلي، بل بات يُهدد وحدة الموقف الحضرمي نفسه، ويمنح خصوم الجنوب -داخلياً وخارجياً- فرصة للعب على وتر الانقسام. التحذير من ذلك لا يأتي من باب التخويف، بل من إدراك واقعي بأن تفكك البنية الاجتماعية في حضرموت ستكون له ارتدادات مباشرة على القضية الجنوبية وعلى مشروع بناء الدولة.
المعالجة الحكيمة تقتضي تجاوز الحسابات الشخصية والولاءات الفئوية، والعودة إلى طاولة حوار حضرمي - جنوبي شامل، يحترم التعدد، ويحصن وحدة الصف، ويعزز مناعة القرار الحضرمي ضمن السياق الجنوبي العام. فالمستقبل لا يبنيه الانقسام، بل تكتل القوى خلف رؤية موحدة تحفظ لحضرموت خصوصيتها، وتعزز من حضورها في الجنوب كقوة موحدة لا كجزر متنازعة.
إن التحديات القادمة سواء كانت أمنية أو اقتصادية أو سياسية تتطلب قيادة راشدة تمتلك الشرعية الشعبية والتوافق، لا فقط الرمزية القبلية أو الارتباطات الإقليمية. ولذا، فإن أي مسعى يعمّق الشقاق، أو يعيد إنتاج مراكز نفوذ متصارعة، يجب أن يُرفض بقوة، حفاظاً على وحدة حضرموت، وتماسك الجنوب بأسره.