> «الأيام» غرفة الأخبار:

منذ سبتمبر الماضي، تعيش أسرة الشاب اليمني فؤاد العيدي في محافظة عمران حالة من القلق والترقب، بعد اختطاف والدهم، صالح بن صالح العيدي، من قبل جهاز الأمن والمخابرات التابع لميليشيا الحوثي. بدأت القصة عندما استُدعي صالح من قبل مدير البحث الجنائي، عوض الطبيب، تحت ضمان "الأمان"، لكنه لم يخرج من هناك. فؤاد، المعروف بتأييده العلني للحوثيين، نشر لاحقًا شهادته عبر "فيسبوك" موثقاً تفاصيل الاختفاء والخذلان الذي تعرضت له أسرته خلال محاولات البحث عن والده.

لم تتلقَّ الأسرة أي توضيح رسمي عن سبب الاحتجاز أو مكانه، بل ووجهت بالوعود الزائفة والتهديدات المباشرة. فؤاد راجع عدة جهات حوثية أمنية، من البحث الجنائي إلى الأمن الوقائي، دون نتيجة. وعندما تمكّن من الحديث إلى مسؤول أمني يُدعى "أبو لقمان"، تلقى ردًا غامضًا يفيد بأن والده في "دورة مغلقة" وسيفرج عنه قريبًا، لكن الشهور مضت دون خبر.

في 21 أبريل 2025، تلقى فؤاد اتصالًا من رقم مجهول يخبره بأن والده "بين الحياة والموت"، دون تفاصيل أو وسيلة للتواصل. يصف فؤاد شعوره قائلًا: "شعرت أن الأرض ابتلعتني". رغم مناشداته، لم يتلقَ أي رد، ولا تزال أسرته تجهل مصير ربّها. مأساة العيدي تعكس معاناة مئات الأسر اليمنية مع الإخفاء القسري في سجون الحوثيين، في ظل غياب المساءلة أو تدخل فاعل من المنظمات الحقوقية.

تبقى قضية المختطفين، مثل السياسي محمد قحطان المختفي منذ 2015، شاهدًا على استمرار الانتهاكات، وسط مطالبات حقوقية محلية ودولية بإغلاق السجون السرية وتحقيق العدالة للمختفين قسرًا.