تأتي الرياح بما تشتهي السفن، ملاحها العليم العليمي، قائد فيلق الثمانية ربابنة، الذين مضت عليهم سنوات عجاف وهم يتخاطفون مقود سفينة الوطن، لكنهم قادوها دون خارطة صحيحة الملامح، فتاهت، ثم تلاطمت بهم أمواج هائجة، ورمتهم عواصف البحر بعيدًا بعيدًا، دمرت ما دمرت، وشمسان رابض في معقله.
يعيد الحسابات، فـللبحر حساباته، وللموج إن تحرّك مخاطره، والقائد الربّان من يكتشف اللحظة المناسبة ليخاطب البحر مخاطبة ملاح ماهر، بعد أن فقد اتجاه الريح وتحركات أشرعة رحلة الوطن، بعيدًا بعيدًا عن مغامرات ماجلان، حين أبحر قديمًا يلاعب الرياح ويدير أشرعته بحثًا عن مرفأ للنجاة.
نأمل نجاح رحلة ملاح، تحرك بالاتجاه الصحيح، وفي الوقت المناسب السليم، وذلك نراه إبحار بحّار في الاتجاه الصحيح، وفي التوقيت المناسب.
يعيد الحسابات، فـللبحر حساباته، وللموج إن تحرّك مخاطره، والقائد الربّان من يكتشف اللحظة المناسبة ليخاطب البحر مخاطبة ملاح ماهر، بعد أن فقد اتجاه الريح وتحركات أشرعة رحلة الوطن، بعيدًا بعيدًا عن مغامرات ماجلان، حين أبحر قديمًا يلاعب الرياح ويدير أشرعته بحثًا عن مرفأ للنجاة.
ملاحنا بين تقلبات عواصف أمواج السياسة وتلاطمها، ضمن مسلسلات طالت، قسمت ظهر الوطن، فلا جبر الخواطر كان وفيًا، ولا شطط المراحل أفضى إلى واحة يستقر بها الوطن. والأنكى، أن خرائط الجوار لم تكن نقطة للتلاقي بعيدًا عن مهاوي الردى والغرق، ولا كان التوشح بوشاح شرعية أقرتها الأمم ضمانًا لاستعادة الدولة وهزيمة من اعتدى.
للأسف، باتت السفينة مرتعًا يتقاذف في مربعاتها راكبو سفينة الشرعية كرات نار ملتهبة، ومخافة حريقها الهائل، فضّلوا العيش خارج الوطن، وسفينتهم تغرقها الأمواج، وفي محيطها يتقاذفون كرات النار، التي لم تصبهم، لكنها أصابت شعبًا وبلدًا.
أخيرًا، اهتدى الربّان، بعد أن خذله الجيران، وشعبه تقتله مماحكات السياسة والمصالح، وما تبين في الأفق مخرج سريع ولا أمن، وهنا تحرّك الربّان، وأشرعته تشير إلى الموقع الصواب: الساحة الحمراء، فإرثها ما زالت ملامحه وذكرياته تقول: أهلًا بمن كانوا، كنا معًا بنينا تاريخًا مجيدًا، استقبلته موسكو رئيسًا لبلد.
بعيدًا عن ملامح ما جرى بقمة بغداد من بواغيز الفشل لسفينة تتقاذفها أيادي ربابنة كُثر.. هنا، زار موسكو رئيسًا لبلدٍ يستقبله رئيس روسيا، بكل ما للمعنى من دلالات؛ إنها زيارة تجديد لعلاقات بلد اسمه "الجمهورية اليمنية"، كانت وما تزال تربطه بموسكو أواصر علاقات وهالات كبرى، يحتفظ التاريخ بذكرياتها، كمبنى الكرملين وذكريات الساحة الحمراء، ومحطة الحسوة شاهدة على تاريخ صداقة بين روسيا واليمن السعيد، كانت أواصر علاقات يشهد الزمان والمصالح باستمرارها.
لا شك أنها رحلة ذات أبعاد، سيحسب له الكثيرون ألف حساب، ونحن نأمل أن تؤتي الزيارة أُكلها، لتكون رمزية إعادة للمعنى، وتعزيزًا لجذور العلاقة التاريخية بين البلدين، عاملًا كي تلعب روسيا دورًا معادلًا في السياسة يفضي إلى حل لمصلحة اليمن وشعبه واستقراره، والإسهام الفاعل في تلبية جميع تطلعاته.
وعلى الطريق العاجل، إعادة تدوير المصالح بين البلدين في كافة المجالات، وأولها: إعادة تطوير محطة الحسوة، ومدّنا بغيث من النفط الروسي، ينقذ شعبنا وبلادنا مما يعانيه من لهيب الحر، ولهيب فشل تصارع الرؤوس، وتقاعس من كنا نأمل فيهم خيرًا لصالح وحساب وطن يضيع، وشعب يُسْلَخ في حرّ آخر ما تبقى من سبيكة جلدٍ في جسده الهزيل.