> عبدالقادر باراس:
الواقع المرير الذي يعصف بحياة المواطن في عدن وغيرها من المحافظات حوّل حياته إلى كفاح يومي من أجل البقاء وذلك بسبب استمرار الغلاء ومعاناته من انقطاعات الكهرباء والمياه حتى بات عاجزًا ومحاصرًا بين همومه ووجعه وصبره.
وفي خضم تلك الازمات التي تلاحقه وتنهشه، لم يعد ينتظر الفرج بقدر ما يحاول النجاة بيومه، فقد التهم ارتفاع الأسعار قدرته الشرائية حتى في أبسط احتياجاته المعيشية، ما أجبره على التخلي عن كثير من ضرورياته ولم يعد قادرا حتى على شراء ملابس العيد، فتقلصت احتياجاته إلى الحد الذي بات فيه أقصى طموحه أن تمر أيامه معافيا لكي يسعي جاهدا بأن يسد به رمق أطفاله.
فخدمتي الكهرباء والمياه اللتان يفترض أن تكونا من أساسيات حياته تحولتا إلى هاجس يومي مكلف ومرهق، لتصبح معها مروحة سقف شغالة ومصباح مضاء هو عيد بحد ذاته لكنه لا يزال يقاوم الانكسار متشبثا وبما تبقى له من صبر ليوم آخر، وكما قال الأولون العيد عيد العافية لأن المرض أصبح هاجسًا مخيفًا هو الآخر يضاف إلى جملة الهواجس التي تكبل أب مواطن بسيط وترهقه.
مع حلول عيد الأضحى تبدو مشاهدتنا لأسواق عدن في حالة تراجع لا تشبه ما اعتدناه في المواسم السابقة. فعلى الرغم من سماعنا أصوات مكبرات الصوت من بعض محلات المتاجر مع اقتراب العيد وتعاظم الشعائر إلا أن بهجة الازدحام في هذا العام باهتة وتكاد تكون غائبة.
واقع معيشي قاس فرض سطوته على استعدادات الأسر التي باتت تركز فقط على توفير الحد الأدنى من احتياجاتها متخلية عن كثير من مظاهر العيد التي كانت تشكل سابقًا جزءًا من تقاليدها وطقوسها.
وبسبب ارتفاع الأسعار أجبرت الكثير من الأسر على غض الطرف عن شراء ملابس جديدة للعيد لأطفالهم أو إعداد موائد خاصة بالعيد، وبدلا من ذلك صاروا يحلمون بتوفير لوح شمسي وشاحن وبطارية بدلا من شراء ملابس وكبش أضحية العيد، حيث لم نعد نسمع أصوات كبش العيد ونسمع عوضا عنها أصوات المواطير.
مع اقتراب عيد الأضحى تتردد على ألسنة كثير من الأسر عبارة أن "أعياد هذه السنوات كشفت حالنا" في إشارتهم إلى تدهور قدرتهم الشرائية وتآكل رواتبهم التي يتقاضونها متأخرة.
رغم عجز الكثير من الأسر عن تلبية احتياجات العيد لأطفالهم، لا تزال بعض الأسر تكافح بما تملك لتزرع ولو فرحة بسيطة في قلوب صغارها، محاولةً التخفيف من وطأة الواقع المرير الذي يحاصرهم بعد أن ضاقت بهم السبل. وبسبب الظروف الصعبة، لم يعد بمقدورهم شراء ملابس جديدة كما في السابق، فاضطرت بعض الأسر إلى اللجوء إلى الملابس المستعملة، أو تبادلها بين الإخوة، بل إن البعض بات يعيد تدوير الملابس القديمة كي تبدو جديدة ما أمكن. فبينما كانت الأسر في الماضي تشتري أكثر من بدلة لكل طفل، أصبحت اليوم بالكاد تستطيع تأمين واحدة، إن استطاعت ذلك أصلًا.
وفي كل عيد تتكرر الصورة ذاتها لا سيما في السنوات الأخيرة عند رؤيتنا لعيون الأطفال وهي تترقب الفرح بينما أيادي آبائهم تبقى مرتجفة ومثقلة بالعجز وغير قادرة على تلبية أبسط أمنيات أولادهم.
ورغم واقعهم المؤلم لا يبدو العيد في عدن وبقية المحافظات مجرد مناسبة دينية بل يطلقون عليه عيد العافية، لما تحمله المناسبة من رسالة روحانية. لكنهم رغم أوجاعهم وما يكابدونه من ترد في الأوضاع يرفضون الاستسلام ويصرون على الاحتفال ولو بفرحة ابتسامة في وجه معاناتهم اليومية فرحين بقدوم العيد، وداعين إلى الله برفع كرباتهم ليؤكدوا بأن فرحتهم بالعيد مهما خفت بريقها إلا أن مشاعر الألفة والمحبة والخير لا زالت باقية في وجدان هذا الشعب الطيب ولتبقى صبر أجرهم عند الله هي الأعظم.
وفي خضم تلك الازمات التي تلاحقه وتنهشه، لم يعد ينتظر الفرج بقدر ما يحاول النجاة بيومه، فقد التهم ارتفاع الأسعار قدرته الشرائية حتى في أبسط احتياجاته المعيشية، ما أجبره على التخلي عن كثير من ضرورياته ولم يعد قادرا حتى على شراء ملابس العيد، فتقلصت احتياجاته إلى الحد الذي بات فيه أقصى طموحه أن تمر أيامه معافيا لكي يسعي جاهدا بأن يسد به رمق أطفاله.
فخدمتي الكهرباء والمياه اللتان يفترض أن تكونا من أساسيات حياته تحولتا إلى هاجس يومي مكلف ومرهق، لتصبح معها مروحة سقف شغالة ومصباح مضاء هو عيد بحد ذاته لكنه لا يزال يقاوم الانكسار متشبثا وبما تبقى له من صبر ليوم آخر، وكما قال الأولون العيد عيد العافية لأن المرض أصبح هاجسًا مخيفًا هو الآخر يضاف إلى جملة الهواجس التي تكبل أب مواطن بسيط وترهقه.
مع حلول عيد الأضحى تبدو مشاهدتنا لأسواق عدن في حالة تراجع لا تشبه ما اعتدناه في المواسم السابقة. فعلى الرغم من سماعنا أصوات مكبرات الصوت من بعض محلات المتاجر مع اقتراب العيد وتعاظم الشعائر إلا أن بهجة الازدحام في هذا العام باهتة وتكاد تكون غائبة.
واقع معيشي قاس فرض سطوته على استعدادات الأسر التي باتت تركز فقط على توفير الحد الأدنى من احتياجاتها متخلية عن كثير من مظاهر العيد التي كانت تشكل سابقًا جزءًا من تقاليدها وطقوسها.
وبسبب ارتفاع الأسعار أجبرت الكثير من الأسر على غض الطرف عن شراء ملابس جديدة للعيد لأطفالهم أو إعداد موائد خاصة بالعيد، وبدلا من ذلك صاروا يحلمون بتوفير لوح شمسي وشاحن وبطارية بدلا من شراء ملابس وكبش أضحية العيد، حيث لم نعد نسمع أصوات كبش العيد ونسمع عوضا عنها أصوات المواطير.
مع اقتراب عيد الأضحى تتردد على ألسنة كثير من الأسر عبارة أن "أعياد هذه السنوات كشفت حالنا" في إشارتهم إلى تدهور قدرتهم الشرائية وتآكل رواتبهم التي يتقاضونها متأخرة.
رغم عجز الكثير من الأسر عن تلبية احتياجات العيد لأطفالهم، لا تزال بعض الأسر تكافح بما تملك لتزرع ولو فرحة بسيطة في قلوب صغارها، محاولةً التخفيف من وطأة الواقع المرير الذي يحاصرهم بعد أن ضاقت بهم السبل. وبسبب الظروف الصعبة، لم يعد بمقدورهم شراء ملابس جديدة كما في السابق، فاضطرت بعض الأسر إلى اللجوء إلى الملابس المستعملة، أو تبادلها بين الإخوة، بل إن البعض بات يعيد تدوير الملابس القديمة كي تبدو جديدة ما أمكن. فبينما كانت الأسر في الماضي تشتري أكثر من بدلة لكل طفل، أصبحت اليوم بالكاد تستطيع تأمين واحدة، إن استطاعت ذلك أصلًا.
وفي كل عيد تتكرر الصورة ذاتها لا سيما في السنوات الأخيرة عند رؤيتنا لعيون الأطفال وهي تترقب الفرح بينما أيادي آبائهم تبقى مرتجفة ومثقلة بالعجز وغير قادرة على تلبية أبسط أمنيات أولادهم.
ورغم واقعهم المؤلم لا يبدو العيد في عدن وبقية المحافظات مجرد مناسبة دينية بل يطلقون عليه عيد العافية، لما تحمله المناسبة من رسالة روحانية. لكنهم رغم أوجاعهم وما يكابدونه من ترد في الأوضاع يرفضون الاستسلام ويصرون على الاحتفال ولو بفرحة ابتسامة في وجه معاناتهم اليومية فرحين بقدوم العيد، وداعين إلى الله برفع كرباتهم ليؤكدوا بأن فرحتهم بالعيد مهما خفت بريقها إلا أن مشاعر الألفة والمحبة والخير لا زالت باقية في وجدان هذا الشعب الطيب ولتبقى صبر أجرهم عند الله هي الأعظم.