في خضم التضاريس الوعرة التي تميز منطقة مكيراس الواقعة بين محافظتي أبين والبيضاء، تبرز عقبة ثرة الواقعة في منطقة بركان كواحدة من أهم الممرات الجبلية التي تربط جنوب اليمن بشماله. وقد شكلت هذه العقبة نقطة استراتيجية حيوية، ولكن هذه العقبة مر عليها قرابة عشر سنوات منذ أن أُغلِقت، والآن وبعد محاولات العام الماضي 2024 التي لم تتكلل بالنجاح عادت المحاولات مرة أخرى لكن أكثر ترتيبا.

طريق عقبة ثرة مكيراس/ بركان في اليمن يعتبر من أكثر الطرق صعوبة في العالم لكثرة منعطفاته، حيث يبدو كالثعبان تم شقه في مطلع ستينات القرن الماضي بإشراف المهندس البريطاني (شيبي) وذلك إبان وجود المحمية البريطانية في مكيراس آنذاك، وقد بلغت منعطفاتها 52 منعطفًا. وكانت عقبة ثرة وعرة وضيقة وقد تم إعادة تأهيلها وتوسعتها واختصار كثير من منعطفاتها في عام 1988م.


يبلغ ارتفاع الطريق حوالي 4000 إلى 7000 قدم فوق سطح البحر.

لا تكمن أهمية عقبة ثرة فقط في كونها ممرًا جبليًّا يربط محافظتين رئيسيتين، بل تتجاوز ذلك إلى الأبعاد الاقتصادية، العسكرية، والإنسانية. فهي تمثل شريان حياة لآلاف المواطنين في المديريات المحاذية، حيث يتم اختصار المسافات الطويلة والساعات الكثيرة للمسافرين عبرها، وتُسهم إعادة فتحها في تسهيل تنقل الأهالي، ومرور البضائع، وربط المناطق الريفية بالمراكز الحضرية، ما ينعكس إيجابًا على الحركة التجارية والزراعية في المنطقة.

كما أن لهذه العقبة أهمية استراتيجية خلال النزاعات، إذ شكلت ممرًا هامًا للقوات، وموقعًا حساسًا في المعادلة الجغرافية والسياسية في اليمن. ومع تحسن الأوضاع نسبيًا، بدأت جهود كبيرة ومكثفة تُبذل لإعادة فتح الطريق عبر هذه العقبة، وسط دعم مجتمعي واسع ومتابعة من السلطات المحلية.


يشارك في هذه الجهود أبناء المناطق المجاورة من خلال المبادرات الشعبية، إلى جانب تدخل محدود من بعض الجهات الرسمية. فقد تمت اجتماعات عدة في أبين والبيضاء وبركان لمناقشة موضوع فتحها وكان هذا اليوم اجتماعا في محافظة البيضاء ضم عدد من أبرز الشخصيات.

ولعل من أهم النقاشات تتضمن أعمال إزالة الصخور الكبيرة والانهيارات التي سببها الإهمال الطويل، بالإضافة إلى محاولات توسيع المسار القائم لتسهيل عبور المركبات، وهذه تُعد من أبرز التحديات، تتطلب معدات هندسية متخصصة وجهودًا مضنية.

وكلمة شكر لأصحاب الراية البيضاء وكل الذين يبذلون جهودهم لأجل فتح الطريق.

نسأل الله أن يكتب الخير حيث كان.