جزيل الشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وحكومة وشعبا نظير الدور البطولي الذي سطره أبناؤها من ضباط وأفراد شاركوا ضمن القوة البرية التي اقتحمت جحور الإرهاب في المكلا ومدن الساحل.
في هذا اليوم الأغر (24 أبريل 2016)، الذكرى التاسعة لتحرير ساحل حضرموت من قبضة تنظيم القاعدة الإرهابي، نستحضر بفخر واعتزاز معركة تحرير ساحل حضرموت من قبضة الجماعات الإرهابية التي حاولت أن تعبث بأمن واستقرار وطننا الحبيب. ففي مثل هذا اليوم من العام 2016، سطر أبطال قوات النخبة الحضرمية، وبدعم وإسناد من قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ملاحم بطولية ستظل محفورة في ذاكرة الوطن وأجياله القادمة.
لقد شكّل تحرير المكلا ومدن الساحل الحضرمي لحظة فارقة لأبناء حضرموت، حيث أعادت لهذه المحافظة وجهها المشرق، وأثبتت أن للإرادة الوطنية سلاحا لا يُقهر متى ما اجتمع عليه الرجال المخلصون؛ فبهذا النصر المستحق استعدنا مؤسسات الدولة، وبدأنا مسيرة البناء والتطوير وإعادة الأمن والخدمات للمواطنين الذين عانوا لفترة ليست بالقصيرة من الظلام والحرمان.
إننا اليوم، ونحن نحيي هذه الذكرى، نؤكد على أهمية الحفاظ على مكاسب هذا النصر، وتعزيز قدرات مؤسستنا الأمنية والعسكرية، ومواصلة جهود مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله، فكريا وأمنيا وتنمويا.. كما ندعو كل القوى الوطنية إلى رص الصفوف، والعمل معا من أجل استقرار حضرموت خاصة، والوطن عموما، فالتحديات لا تزال قائمة، والطريق أمامنا يتطلب الكثير من التكاتف والصبر.
نتوجه بجزيل الشكر والامتنان إلى المملكة العربية السعودية، قيادة وحكومة وشعبا، على مواقفها التاريخية والثابتة إلى جانب اليمن في مختلف مراحله وظروفه، وعلى ما قدمته من دعم عسكري وإنساني وتنموي، لاسيما في معركة تحرير المكلا ومدن الساحل، فقد جسدت المملكة عمق الأخوة ووحدة المصير المشترك، وكانت سندا حقيقيا في مواجهة التحديات التي عصفت بوطننا. ولا يسعنا في هذه الذكرى العزيزة إلا أن نخص دولة الإمارات العربية المتحدة، قيادة وحكومة وشعبا، بجزيل الشكر وعظيم الامتنان، نظير الدور البطولي الذي سطره أبناؤها الأشاوس من ضباط وأفراد شاركوا ضمن القوة البرية التي اقتحمت جحور الإرهاب في المكلا ومدن الساحل، وكان لطيرانهم الحربي صولاتٌ وجولاتٌ في سماء حضرموت، أسهمت في دك أوكار العناصر الإرهابية وتفكيك بنيتها؛ إذ جسدت الإمارات، في تلك اللحظات الحاسمة، معنى الشراكة الصادقة، ووقفت مع حضرموت لا بالكلمة فقط، بل بالفعل والسلاح والموقف، فكان دعمها أحد أعمدة النصر، ومواقفها ستظل محفورة في ذاكرة أبناء حضرموت.
كما نتوجه بأسمى آيات الشكر والعرفان لأبطال قوات النخبة الحضرمية الذين سطّروا بدمائهم الزكية وقلوبهم الشجاعة ملحمة تحرير ساحل حضرموت من براثن الإرهاب في 24 أبريل 2016، فقد كانوا السيف البتّار الذي اجتثّ أوكار القاعدة، وصوت الحق الذي دوّى في وجه الظلام؛ ولا ننسى رجال المقاومة البواسل الذين أربكوا العدو من داخل المدن، ووقفوا سدا منيعا في وجه الفوضى، كما نثمّن دور رجال القبائل الأحرار الذين قدّموا الغالي والنفيس في سبيل استعادة الأرض والكرامة، والتحية أيضا لكل يد شاركت، وكل قلب آمن، وكل صوت ناصر، فأنتم صناع المجد الحقيقي، وركائز النصر الخالد.
رحم الله الشهداء الأبرار، وشفى الله الجرحى، ووفقنا جميعا لخدمة هذا الوطن العزيز.
العرب اللندنية