أخر تحديث للموقع
اليوم - الساعة 03:00 ص بتوقيت مدينة عدن

مقالات الرأي

  • نظرية الحصان الميت.. كيف نحول الفشل إلى دولة

    علي محمد سيقلي




    تقول الأسطورة الإدارية الساخرة: "إذا وجدت نفسك راكبًا على حصان ميت.. فانزل"، لكن عباقرة الإدارة في عالمنا العربي، وخصوصًا حين تكون المصالح الكبرى على المحك، لا يحبون الحلول البسيطة، فحين يُكتشف أن الحصان ميت، تبدأ رحلة المجد والابتكار في فنون الإنكار:

    1. نشتري له سرجًا مطليًا بالذهب، لأن المشكلة ربما كانت في نوعية الجلد.

    2. نطبطب عليه ونعلفه بالدولارات، فهو ميت "مع وقف التنفيذ".

    3. نغيّر الفارس، وكأن الفارس سيوقظ الجثة بحماسه الوطني.

    4. نطيح بموظف الإس/طبل، ونستبدله بآخر أكثر تفاؤلاً.

    5. نُكثف الاجتماعات الطارئة لبحث سبل إنعاش الحصان بأساليب غير تقليدية.

    6. نُشكّل لجنة، ثم لجنة لدراسة اللجنة، ثم فريق متابعة لمخرجات اللجنة.

    7. وبعد سنوات من الاجتماعات المصورة جيدًا:

    "نعم، الحصان ميت.. لكن ربما ميت مرحليًا فقط".

    8. نقارن حصاننا الميت بأحصنة ميتة لدول أخرى، فنشعر بالفخر أن جثتنا "أكثر تماسكًا".

    9. نقرر تدريبه نعم، تدريب مكثف للحصان، مع شهادة حضور في نهاية الدورة.

    10. نطلب تمويلًا جديدًا.. من أجل استمرار هذا الإنجاز الميت.

    11. وأخيرًا، نصل إلى اللحظة الفارقة:

    نعيد تعريف كلمة "ميت"، ونطلق على الحصان اسمًا جديدًا: "حصان المرحلة".

    وهكذا تستمر المسرحية:

    الميت ميت، لكننا نصرّ على أنه "يأخذ قيلولة طويلة"، وأنه ما زال الأمل معقودًا على رفسته القادمة.

    وهكذا تدار "الشرعية".

    في اليمن، لا مشكلة أن يكون الحصان ميتًا، المهم أن يبقى "السباق مستمرًا"، والتصفيق حارًا، والتمويل جاريًا.

    #واحد رئيس وزراء وصلحه

    #في إسطبلنا ثمانية أحصنة

المزيد من مقالات (علي محمد سيقلي)

Phone:+967-02-255170

صحيفة الأيام , الخليج الأمامي
كريتر/عدن , الجمهورية اليمنية

Email: [email protected]

ابق على اتصال