الثلاثاء, 27 مايو 2025
418
عندما تم نقل الأخ سالم بن بريك من وزارة المالية إلى رئاسة الوزراء قلنا حينها إنه سيجد حوله الكثير من الطبالين وحاملي المباخر وهذا ما حدث بالفعل، فأول (عاجل) حملته لنا مواقع التطبيل هو توجيه رئيس الوزراء بتزويد كهرباء عدن بكمية إسعافية من الوقود، لكننا لم نلمس أي انخفاض في ساعات انقطاع الكهرباء حتى اليوم، وهناك (عاجل) آخر لدولته بتزويد محطة الرئيس بحاجتها من النفط الخام، ولا شيء تغير، فساعات انقطاع الكهرباء لا زالت تحتفظ بزخمها بمعدل عشرين ساعة في اليوم.
هناك (هبل) من نوع آخر وهو ظهور وزير الدولة محافظ عدن ووزير الكهرباء ومدير عام الكهرباء المهندس مجيب الشعبي، في العاصمة أبوظبي يوقعون اتفاق مع مؤسسة إماراتية لتزويد عدن بطاقة شمسية إضافية، ووجه (الهبل) في ذلك هو أن هذه الطاقة الشمسية لن تعمل هذا الصيف، فلماذا تم اختيار دخول الصيف لإعلان هذا الاتفاق؟، الواقع أنه نوع آخر أنواع الضحك على ذقون المطحونين.
التصريح اليتيم الذي قرأناه لوزير الكهرباء هو أن أعظم إنجاز لوزارته كان إعداد تقرير عن حال الكهرباء باللغتين العربية والإنجليزية (بس)، لكننا نتحداه أن يقول لنا لماذا لم تعمل محطة الرئيس بكامل طاقتها (240 ميجاوات) منذ إنشائها مع إن وقودها نفط خام، من (الحفرة) إلى المحطة؟ هذا إذا كان يدري، ثم لماذا كانت تعمل بطاقة أقل من مائة ميجا خلال عمل محطات الطاقة المشتراه، وهل وزارة الكهرباء في عهده ستعلن عن وفاة الكهرباء الحكومية وتسليمها للمستثمرين (السحرة) إياهم؟.
عندما كانت الكهرباء تنقطع لمدة ساعتين بعد كل ست ساعات تشغيل كنا نقيم الدنيا ولا نقعدها، حينها كانت القدرة الشرائية للخمسين ألف ريال يمني تساوي ألف ريال سعودي، اليوم أصبحت الكهرباء تنقطع عشر ساعات بعد كل ساعتين تشغيل وأصبحت الخمسين ألف ريال يمني تساوي قدرة شرائية أقل من مائة ريال سعودي، ونتحدى أكبر (سحرة) العالم أن يعيش بمائة ريال سعودي لمدة شهر، أما بالنسبة للشرعية إياها فإن المائة ريال سعودي يعطوها (عواف) العصر لأطفالهم، أي أن راتب الموظف المتقاعد يساوي (عواف يومي) لطفل حكومي.
وعلى ذكر السحر والسحرة فإنه من المعتاد أن ترى عسكريًّا يبني عمارة بدون تصاريح، وترى ضابطًا متقاعدًا (مش لاقي يأكل) هو وأطفاله، وتجد نازحًا يبني عمارة ويؤجرها لمواطنين وبالعملة الصعبة، أما السحر الرسمي فحدث ولا حرج، حيث لم يتم كشف مصير ملايين الدولارات من وقود الكهرباء ولم نجد جوابا لعدم تشغيل محطة الرئيس بكامل طاقتها، ولماذا لا يتم تشغيل مصافي عدن وغير ذلك الكثير، بجملة أخرى، من يضحك على من؟، وإلى أين سيأخذنا هذا الكابوس القاتل؟.