> سند بايعشوت :

الخريطة العامة للمشروع الواقع على ساحل البحر
ولكن!!
ما هي أهداف المشروع ومكوناته ومميزاته؟ وأين تكمن أهميته التنموية لمدينة المكلا ولمحافظة حضرموت عموماً؟ وما هي الشرائح التي يستهدفها المشروع؟
للإجابة الشافية عن تلك التساؤلات، ولإبراز صورة وافية عن هذا المشروع المتفرد، تعالوا لنبحر بين ثنايا هذا الاستطلاع الصحفي:
درة المكلا .. مدينة سكنية
بادئ ذي بدء ينبغي الإشارة الى تلك النظرة التي حظي بها هذا المشروع من فخامة الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية، وذلك خلال زيارة فخامته لموقع المشروع خلال شهر فبراير المنصرم، وفي سياق رعايته وتشجيعه للاستثمار والمستثمرين، بل وشهادة فخامته لجدية هذا المشروع، وذلك عندما قال خلال تلك الزيارة الميدانية: «لم أر حركة عمل في أي مشروع في اليمن، سواء قبل الوحدة أو بعدها، بهذه الوتيرة العالية»، وهي شهادة حق تكمن عظمتها في صدورها عن رئيس الدولة.
ومن خلال ذلك، تبرز حيوية المشروع من خلال أهدافه التنموية التطويرية البينة، إذ يهدف ضمن أمور أخرى لا تقلل أهمية، إلى خلق الأنموذج السكني الحديث بطابع حضاري وبمواصفات عالمية على نحو يواكب التطور المتنامي للمدينة الحديثة، وبما يؤدي إلى إحداث نقلات ووثبات تحديثية ترتقي بمدينة المكلا إلى مصاف المدائن العصرية.
ولعل ذلك ما تؤكده مكونات المشروع، التي يفصح عنها المهندس عبدالله سعد العماري مهندس المشروع بقوله :«درة المكلا، هي مدينة سكنية متكاملة بمفهوم العصر، إذ تحتوي على جميع وسائل الحياة العصرية بمفهومها العام، وتتوافر فيها مجمل الخدمات العامة كالكهرباء والمياه والصرف الصحي والهاتف، فضلاً عن خدمات الترفيه والسياحة والاستجمام، مثل الفنادق والمسابح وملاعب التنس والحدائق العامة، علاوةً على المستشفيات والمدارس وغيرها». ويشير المهندس المعماري إلى أن المشروع يقوم على مساحة تبلغ أربعة ملايين متر مربع، ويقع في منطقة وسطى تبعد عن مطار المكلا زهاء كيلومتر ونصف، وتبعد عن مدينة المكلا الدولي حوالي 27 كيلومترا، بينما تبلغ المرحلة الاولى منه نحو خمسين مليون دولار أمريكي، أي ما يعادل ستة مليارات ريال يمني.

ويمضي المهندس عبدالله سعيد العماري في رسم صورة متكاملة للمشروع، حيث يفصح عن أن المرحلة الاولى له تشتمل على إقامة البنية التحتية المتضمنة خدمات الكهرباء والمياه والطرقات والهاتف والصرف الصحي، وإنارة الشوارع، وإتمام كافة تجهيزاتها. ويضيف مؤكداً :
«إن المشروع يتكون من مجمعات سكنية، تتمثل في الاحياء السكنية المحتوية على العمارات المتعددة الادوار والفلل والوحدات السكنية الاخرى والمناطق الترفيهية، التي تشمل الشواطئ الجميلة الجذابة، بالإضافة الى المستشفيات والملاعب والحدائق، التي تجعله منتجعاً أخاداً، فضلاً عن المناطق السياحية التي تضم الفنادق والمطاعم ودور الراحة والاستجمام المتمثلة في الشاليهات، والمرسى المخصص للقوارب البحرية المختلفة، وبين كل هذا وذاك تحتل الخدمات العامة حيزاً بين مكونات المشروع، حيث ستتوافر المساجد والمكتبات العامة والمواقف المخصصة للسيارات، وسيتم ايجاد مجمع خاص لخدمات البنية الأساسية الخدمية بأحدث التجهيزات، وتنفيذ شبكة من الطرقات التي تخترق صدر المشروع، والتي تتميز باتساعها واحتوائها على الممرات الخاصة بالمشاة بين الوحدات السكنية، وعلى جوانب الشوارع الرئيسية».

ذاك غيض من فيض السمات المميزة لهذا المشروع الحيوي، غير أن تفرداته وأهميته تتضاعف لمحورية موقعه، إذ تمتد مساحته في منطقة الريان المتميزة، بما يجعله همزة الوصل بين المكلا المدينة ومنفذها الجوي، بل إنه -المشروع -ينتصب في موقع مفصلي تلتقي عنده الطرق البرية، التي تربط ساحل حضرموت بواديها، يضاف إلى ذلك امتداده على أرض شاسعة وشواطئ رائعة وخلابة، الأمر الذي يكسبه لمحات جمالية طبيعية ساحرة وأخاذة.
المشروع من الداخل
تعتبر الفلل أحد المكونات الرئيسية للمشروع، حيث سيبلغ عددها في الوحدة الأولى نحو مائتين وخمس عشرة فيلا، إلى جانب (المارينا) و(الشاليهات)، وتتميز الفلل بكونها متعددة الأغراض وتتراوح مساحة الفلل بين ستمائة متر مربع إلى ألف متر مربع، وتتخلل حي الفلل شوارع لمرور المشاة، ومساحات خضراء واسعة مع الانارة المتكاملة، وأحدث وسائل الاتصالات Digital ونظام إطفاء الحرائق، بالإضافة إلى محطات الوقود والصيانة.
ويشار هنا إلى أن منطقة الفلل ستنساب من الخط الإسفلتي القائم من الجهة الشمالية باتجاه البحر جنوباً بحدود خمسة عشر متراً، بما يمكن الناظر من رؤية البحر من أي جانب، أما(المارينا) فستكون ذات طراز حديث، وسيقدم الميناء الخدمات لرسو القوارب، كذلك فإن الشاطئ الأمامي سيكون شاطئاً عريضاً، والشاطئ الخلفي كبيرا جداً لعمل المنتجعات وغيرها.
وفي الاتجاه ذاته، سيكون لدرة المكلا مدخل ومخرج رئيسي، وذلك بالارتباط بالشبكة العامة للطرق، حيث سيظل الحي التجاري على الشارع العام لتلبية الاحتياجات، وسيفتح ذلك الشارع مرونة للحركة بالاستفادة من الجولات التي تتيح المجال للاستدارة وانسيابية الحركة، إذ ستتسم الشوارع عموماً بالاتساع، ومن المؤمل أن يبلغ عرضها من عشرة أمتار إلى خمسة وخمسين متراً، أما إجمالي أعمال الطرق خلال المرحلة الاولى في درة المكلا نحو أربعة وأربعين كيلومترا، وسيتم إيجاد شبكة مطرية لتصريف مياه الأمطار، ومساحة تشجير بطول أربعة وأربعين كيلومترا.

وبعد
إن هذا المشروع العملاق الذي بدأ العمل فيه خلال شهر سبتمبر 2004م، والذي يتوقع انجاز المرحلة الاولى منه خلال ثلاثة أعوام، يعد درة المشاريع الاستثمارية في حضرموت، وفي اليمن عموماً، ذلك أن مردوداته على التنمية والاقتصاد الوطني ستكون باهرة، حيث ستفضي المنشآت التجارية والسكنية والسياحية والخدماتية إلى خلق مزيد من فرص العمل، وسيوفر مجالات حيوية لجذب المغتربين وأبناء المنطقة ورؤوس أموالهم، وسيؤدي إلى تعزيز الحراك التنموي والاستثماري في هذه المحافظة المتوثبة والغنية بمقومات الجذب الاستثماري.
ويبقى لنا القول بأن هذا المشروع الدرة سيكون اسماً على مسمى، إذا علمنا أن شركة ACE العالمية هي من قامت بتصميمه، وهي شركة ذائعة الصيت تتوزع مقارها في بيروت وباريس وأثينا، بل إنها من قام بتصميم درة العروس بمدينة جدة السعودية ودرة البحـرين بمملكة البحرين ودرة الدمام حالياً، وجزيرة النخلة في الإمارات العربية المتحدة.