> سفاجا «الأيام» باتريك فور :
غضب ويأس اهالي ضحايا العبارة المصرية
وقام المئات من اهالي الضحايا المنهكين والحانقين باحراق شارة الشركة معبرين عن غضبهم الشديد وقذفوه بالحجارة بعد ان رفضت الشرطة السماح لهم بالدخول لمشاهدة الجثث التي يعتقدون ان ذويهم قد يكونون بينها.
وتدخلت الشرطة مستخدمة الهراوات والقنابل المسيلة للدموع.
وقال بيان لوزارة الداخلية المصرية ان "عددا من المواطنين وافراد الشرطة اصيبوا" في هذه المواجهات.
واكدت مصادر طبية في مستشفى الغردقة العام ان تسعة من الاهالي واربعة من الشرطة اصيبوا بجروح متوسطة.
وفي محاولة لتهدئة روع الاهالي المكلومين، اوفدت السلطات المصرية وفدا من الائمة الى سفاجا.
وقال امام مسجد النور في القاهرة لوكالة فرانس برس بعدما التقى ذوي الضحايا "لابد من احالة المسؤولين عن الكارثة الى القضاء".
واضاف "لا اعرف من المسؤول، هل هو قائد السفينة ام الشركة المالكة، ولكن المسؤولين يجب ان يحاكموا".
وتابع "نحن هنا لنشد من ازر العائلات ومشاركتهم احزانهم ومساعدتهم على تحمل هذه المحنة".
وما زالت عمليات البحث عن ناجين وعن الجثث مستمرة في البحر الاحمر وتم العثور على 37 من ركاب السفينة احياء مساء امس الاثنين. وقال المتحدث باسم شركة السلام لوكالة فرانس برس "اخيرا هناك خبر سار، لا ينبغي ان نفقد الامل".
ولكن حصيلة غرق العبارة تظل مأساوية. فوفقا للمتحدث ان من بين 1415 شخصا كانوا على متن العبارة، هناك 989 قتيلا او مفقودا.
واعلنت وزارة الصحة المصرية بعد ظهر امس ان عدد الناجين حتى الان 387 شخصا ما يعني ان حصيلة الضحايا تصل الى 1028 غريقا.
واصبح الامل في العثور على المزيد من الناجين ضئيلا للغاية فيما يقاوم الغرقى منذ ما يقرب من مئة ساعة الاعياء والتيارات القوية في بحر تنتشر فيه اسماك القرش.
ومن بين الذين انقذتهم العناية الالهية طفل في السادسة من عمره هو محمد احمد حسن الذي نجا بعد يومين ونصف اليوم ولكنه فقد والديه وشقيقته رحمة وشقيقه الرضيع ولم تبق له اي فرد من افراد الاسرة.
التعرف على جثث الضحايا
وظل الوالد بجوار محمد وشقيقته الى ان تمكن من وضعهما على زورق نجاة ورفض الصعود معهما ومفضلا البحث في المياه عن زوجته ورضيعه ولكنه اختفى معهما.
لكن محمد سقط من فوق زورق النجاة المكتظ بالركاب وامضى 36 ساعة في المياه قبل ان يلتقطه زورق اخر.
ويزداد الجدل في مصر حول اسباب الكارثة. وتتهم الصحافة الحكومة بالتساهل في اجراءات السلامة البحرية والشركة المالكة للعبارة بانها تستخدم "نعوشا عائمة" لتحقيق ارباح طائلة.
ووفق شهادات جديدة ادلى بها الناجون، فان الحريق الذي كان السبب في غرق العبارة التي يبلغ عمرها 35 عاما، اندلع في ماسورة العادم بعد انسداد حصل فيها.
ولم يتسن السيطرة على هذا الحريق فامتد الى المرآب في العبارة حيث كانت توجد شاحنات محملة بالبضائع. وحسب شهادات الناجين فان قائد السفينة سيد عمر الذي ما يزال في عداد المفقودين قلل من شان الحريق ورفض العودة الى ميناء ضبا.
وقال محمد شرف مصطفى وهو احد الناجين لوكالة فرانس برس "ان هذا الرجل مجنون،لم يبلغ حتى السلطات بوجود حريق على متن السفينة اظن انه كان يريد ان يثبت انه بطل".
واكد ابو بكر جابر وهو احد بحارة العبارة ان "السفينة غرقت في دقيقتين وقائد السفينة لم يبلغ احدا بخطورة ما يحدث".
وقرر الرئيس حسني مبارك صرف تعويضات قدرها 15 الف جنيه مصري (قرابة 2500 دولار) لكل شخص نجا من الكارثة و30 الف جنيه (5 الاف دولار) لكل غريق.(أ.ف.ب)