> محسن عبده قاسم:

مستودع البحر الأحمر في التواهي وقد تجمهر المواطنون أمامه لمشاهدة البث التلفزيوني لأول مرة في عدن عام 1964
المهم، مجيء التلفزيون مثل حدثاً عجباً آثار دهشة البشر، ففي أول أيام البث المرسل مباشرة من استيديوهات مبنى التلفزيون الكائن حينها في سفح جبل الساعة المطل مباشرة على ميناء التواهي، كان أهل عدن ينتظرون بفارغ الصبر حلول ساعات المساء لمتابعة برامج الشاشة الصغيرة.
في ذاك الزمن كانت المعارض والمستودعات كثيرة وزاخرة بكل جديد من منتجات الغرب واليابان، ساعات، آلات تصوير فوتوغرافي، راديوهات.. الخ، مما يسر ويأسر نظر السياح وكذا أهل البلد. وترويجاً لبيع أجهزة التلفزيون عمد بعض تلك المعارض لتشغيل جهاز تلفزيون يتم وضعه في واجهة المعرض فإذا بالناس الواحد تلو الآخر تتجمهر لتشاهد بلهفة وشوق ما يعرضه هذا الجهاز العجيب على شاشته.
من بين الشركات الشهيرة والمحدودة - حينها- المصنعة للتلفزيون جراندينج، فليبس، هيتاشي، بوش.. وبالطبع فإن هذا (البوش) ليس له أية علاقة لا من قريب ولا من بعيد بنسب الرئيس الأمريكي جورج دبليو. بوش.. فجهاز بوش كان في عدن قبل أكثر من أربعة عقود من الزمن.
أما بوش الرئيس الحالي في هذا الزمن المر! فصوره ونتاج سياساته الرعناء فإنها تغطي شاشات التلفزة في كل المعمورة بدءاً من فلسطين والعراق ولبنان مروراً بأفغانستان وانتهاءً بالفضائح التي تفوح روائحها بين حين وآخر لمسؤولين أمريكيين تتراوح بين التنصت والرشوة والتحرش الجنسي!!