> باريس «الأيام» أ.ف.ب:

واعلن وزير الصناعة والطاقة الروسي فيكتور خريستنكو ان الدول التي ستشارك في منتدى الدول المصدرة للغاز المتوقع الاثنين والثلاثاء في الدوحة (قطر) لن توقع على اتفاق لانشاء "اوبك للغاز".
وقال في مؤتمر صحافي "هل سنوقع على كارتل حول سياسة اسعار (الغاز)؟ بالتاكيد لا"، موضحا ان اجتماع الاسبوع المقبل الذي سيشارك فيه يهدف الى "تعزيز التعاون" بين الدول المنتجة وتحسين الحوار بين المستهلكين والمنتجين وشفافية هذه السوق".
ويجري التداول بالنفط في اسواق مالية مثل سوقي لندن ونيويورك مع عقود لا تتجاوز مدتها سوى بضعة اشهر على ابعد تقدير، الامر الذي يحمل على تنويع الانتاج وعلى التأثير على الاسعار.
لكن اذا ما تم التداول بالغاز الطبيعي في اسواق مالية، فإن ذلك لا يتعلق الا بقسم صغير من السوق اذ تتم غالبية المشتريات عبر عقود بالتراضي تقاس عموما بأسعار النفط وتصل مدتها الى 15 سنة او عشرين سنة او حتى اكثر.
واضافة الى ذلك، يجري التفاوض على الغاز في سوق لامركزية بشكل كبير لانه يصعب نقل الغاز خلافا للنفط.
ويتم توزيع الغاز عبر انابيب خاصة به يكلف مدها مليارات اليورو او عبر ناقلات للغاز الامر الذي يتطلب تسييله وهي عملية مكلفة للغاية تستدعي بناء مصانع للتسييل ومحطات لاعادته الى حالة الغاز دون احتساب كلفة النقل.
وقال كريستيان ستوفايس رئيس مركز الدراسات المستقبلية والمعلومات الدولية ان تكاليف مرتفعة جدا "تخلق تبعية قوية في ما بين المنتجين والمستهلكين".
واذا كانت انابيب الغاز في دولة مثل قطر موجهة "نحو اوروبا وكذلك الى آسيا"، فإن "القسم الاكبر من انابيب الغاز" في روسيا "يذهب الى اوروبا"، حسبما اوضح فيليب شالمين استاذ الاقتصاد في جامعة باريس دوفين المتخصص في شؤون المواد الاولية.
ولا توجد في الوقت الحالي اي بنى تحتية لتسييل الغاز في روسيا لكن مشروع "ساخالين-2" الذي اصبحت المجموعة الروسية العملاقة الناشطة في مجال الغاز "غازبروم" ابرز مساهميه في كانون ديسمبر، سيتيح تصدير الغاز الطبيعي المسال بواسطة السفن اعتبارا من صيف 2008 وخصوصا نحو اليابان.
الا ان كريستيان ستوفايس يرى ان علاقة القوة في السوق هي الآن "لمصلحة البائعين" ما قد يحث هؤلاء على التفاهم في ما بينهم "لتحديد الاسعار وابرام العقود المستقبلية".
ويعتبر ستوفايس انه اذا كانت الولايات المتحدة تستورد الغاز من كندا والمكسيك بصورة رئيسية، وهما الدولتان المجاورتان الخاضعتان لنفوذها، فإن "اوروبا لا تسيطر على مزوديها" من هذه المادة وخصوصا دول الشرق الاوسط وروسيا.
اضافة الى ان ايران والجزائر وروسيا تـمـثـل لوحدها حوالى 30% من سوق الغاز.
وبحسب ستوفايس، فإن سياسة التنافس الاوروبية التي ادت خصوصا الى تفكيك شركة "رورغاز"، في حالة "من التناقض الشديد مع ضرورة تطوير سياسة استراتيجية مشتركة". لكن منوشهر تاكين المحلل في مركز دراسات الطاقة الشاملة "لا يعتقد انه يمكن التنسيق الفعلي بين الاسعار لان لكل عقد خصوصيته".