> «الايام» د. صلاح بامحرز:

الدكتور أحمد بهجت رجل أعمال وملياردير مصري شهير أجرى في الفترة الأخيرة عملية زراعة قلب، فاستضافته قناة «دريم» التابعة له، وفي وسط الحوار وجهت له المذيعة السؤال قائلة: هل طرأت على أحاسيسك ومشاعرك نحو أطفالك أي تغيير بعد استبدال قلبك بقلب آخر؟ طبعاً أنكر الدكتور سؤالها مباشرة، وأكد أنه يمتلك المشاعر نفسها التي كان يمتلكها قبل إجراء العملية. ولكن بعيداً عن حالة الدكتور أحمد فإنه ما زالت هناك تباينات علمية حول حقيقة ما إذا كان الشخص الذي يتم زراعة قلب له يفقد أحاسيسه القديمة ويصبح بمشاعر الشخص المتبرع وحول أن القلب ليس سوى عضلة لا دخل لها بالأحاسيس والمشاعر، وفي هذا السياق قامت الدكتورة (كاندرس بيرت) مؤلفة كتاب «جزئيات العاطفة» بالبحث في هذا الموضوع وأكدت في كتابها المذكور أن خلايا القلب تحمل سلاسل من الأحماض الأمينية تقوم بحفظ الأحاسيس والمشاعر والرسائل الأخرى الخاصة بالتعلم والتذكر وأكدت أنه لو نقل قلب شخص متوفى لآخر حي فإن الأخير سيمتلك ذكريات ومشاعر الشخص المتوفى.

أما (بول بيرسال) عالم المناعة الشهير ومؤلف كتاب «شفرة القلب» فقد أخذ يسجل ملاحظاته حول 74 شخصاً أجريت لهم عملية زراعة قلب، ولاحظ تغيراً في شخصيات المزروع لهم توازي شخصيات المتبرعين، فمثلاً (كلير سيليفيا) امرأة زرع لها في عام 1988م قلب شاب عمره (18سنة) وبعد العملية لاحظت كلير على نفسها أنها بدأت تتصرف بشكل ذكوري أكبر بل والأدهى من ذلك هو أنها أصبحت أكثر تعلقاً بالموسيقى الكلاسيكية والأكلات الإيطالية رغم أنها لم تكن من هواة هذه الأشياء قبل العملية. أما الحادث الأشهر فكان لطالبة تدعى (جيمي شيرمان) فبعد زراعة قلب لها من شاب رياضي توفي في حادث سير أصبحت جيمي من عشاق الرياضة وليس ذلك فحسب بل وأصبحت أكثر كرهاً للرسم (هوايتها القديمة) مما جعل أهلها يسألون أهل المتوفى ليتضح أن المتبرع كان يحب الرياضة ولا يفقه شيئاً في الرسم.

وفي عام 1991م أجرى ( د. أندرو أرمور) بحثاً أكد فيه أن لخلايا القلب مستقبلات تقوم بحفظ المشاعر والأحاسيس والرسائل الخاصة بالحفظ والتعلم بمعزل عن الدماغ وأن نقل عضو كالقلب لشخص يعني نقل مشاعر وأحاسيس جديدة له.

وإذا كان العلم اكتشف مسئولية القلب عن الأحاسيس والمشاعر اليوم فإن قرآننا العظيم اكتشف ذلك قبل آلاف السنين وصدق القائل ?{?لهم قلوب لا يفقهون بها?}?.

[email protected]