> الصومال «الأيام» لوسي بيترمان:

وقد بدأ مئتا مهاجر غير شرعي بين صوماليين واثيوبيين عصر الجمعة الصعود إلى المراكب للقيام بهذه الرحلة المخيفة بحسب مراسلين لوكالة فرانس برس.. فمع الغسق أبحرت خمسة مراكب بهؤلاء المهاجرين في رحلة بحرية باتجاه اليمن.. ويسود التوتر والاضطراب شاطئ شينبيفالي المحاطة بالجبال والواقعة على بعد 17 كلم من مدينة بوساسو العاصمة الاقتصادية لبونتلاند، المنطقة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي في الصومال والتي أصبحت مركزا رئيسيا لتهريب البشر.

وتحت وهج شمس حارقة وحرارة تصل إلى 45 درجة مئوية ضاقت مجموعات من الاثيوبيين من انتظار أن توزع عليهم ثلاثة ليترات من المياه للرحلة.. فهؤلاء المهاجرون يقبعون على الشاطئ منذ أيام وقد نال التعب والجوع والعطش من أجسادهم النحيلة وجحظت عيونهم وتاهت نظراتهم بسبب الإعياء.. وقال فرح حسين (31 عاما) المتحدر من مقديشو لوكالة فرانس برس لدى اقترابه من المراكب «ليس لدي أي فكرة عما سيحصل أثناء الرحلة (...) أتوقع فقط تحسين ظروف حياتي ولو قليلا”.
وهمست منى يوسف (15 عاما) القادمة من منطقة مقديشو «سمعت أن الرحلة خطرة لكنني لست متأكدة».. وأضافت «تركت حياتي في بوساسو ولا بد من الموت يوما»..وعدد كبير من المهاجرين ليست لديهم أي فكرة عن الجحيم الذي ينتظرهم خلال هذه الرحلة التي تستغرق يومين أو ثلاثة أيام، وهم يتكدسون فوق بعضهم البعض بدون قدرة على الحراك.

وقد مات 385 مهاجرا في الإجمال وفقد 118 آخرون منذ يناير فيما كانوا يحاولون الوصول إلى الساحل اليمني بحسب المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.
ويؤكد صاحب المراكب التي يبلغ طولها نحو ثمانية أمتار لفرانس برس أنه عمد مؤخرا إلى تحسين معايير السلامة بوضع 40 مهاجرا سريا بدلا من 90 في كل مركب صيد.
ويتراوح ثمن الرحلة ما بين 20 و 70 دولارا على حد قوله.. لكن منظمة «صومالي تريبل رايتس ووتش» غير الحكومية تؤكد من جهتها أنه يضع في الواقع نحو 80 راكبا في عنبر المركب وعلى جسره ويتقاضى عن الرحلة من كل شخص مئة دولار كما أنه لا يتوانى عن رمي بعض منهم في البحر (وخصوصا الاثيوبيين) إذا ساءت الأحوال الجوية.

وقال الاثيوبي أحمد سعيد حسن (25 عاما) المصاب بالظمأ حتى بات لا يستطيع ابتلاع أي شيء «أتوقع كل شيء: إما أن أعيش أو أموت”.. وأضاف هذا الشاب «السعودية هي المكان الوحيد الذي أعرف أنه يمكن كسب المال فيه بالعمل».. وهو يحاول للمرة الثانية خوض هذه المغامرة وقد أبحر مثل رفاقه سعيا وراء حياة أفضل. (أ.ف.ب)