> «الأيام» صلاح بن محرز:

القاعدة الخامسة: «كن مستمعاً جيداً، ودع صديقك يتكلم عن نفسه»..فحسب (ديل) تكمن مشكلة الناس جميعاً في حبهم أن يدور الحديث حول بطولاتهم وقصصهم فقط، وفي دراسة تحليلية قامت بها شركة تليفونات نيويورك للوقوف على الكلمة التي تستخدم أكثر في المكالمات التليفونية، هل تتوقع ما هي الكلمة التي حظيت بذلك؟ إنها ضمير المتكلم (أنا).

ويقول (ديل) أيضاً: دعيت لحفل عشاء أقامه الناشر (جرنيبورج) فتعرفت على عالم نبات هناك أخذ يحدثني طوال ثلاث ساعات عن النباتات والأزهار، وأنا منصت له باهتمام دون مقاطعة، وفي نهاية الليلة توجه إلى صاحب الحفل وهو فخور بي قائلاً: «حقاً إن مستر (كارينجي) لصديق حميم ومتحدث بارع» ولكن هل ترى أني فعلت شيئاً غير الإصغاء له فقط؟!

القاعدة السادسة: «اذكر اسم الرجل فهو أحب الأسماء إليه»

تأكد أن إحدى الطرق المضمونة لاكتساب قلوب الناس هي تذكر أسمائهم.

يروي رئيس اللجنة الديمقراطية القومية (جيم فارلي) أنه كان في بدايته العملية تعيس الحظ، حيث إنه لم يكمل تعليمه وكان عمله على ذلك حمالاً في مصنع للطوب، ولكنه لم يصل لسن الأربعين إلا وقد منحته أربع جامعات عالمية الشهادة الفخرية، أتعرف لماذا؟ لأنه ما إن يلتقي بشخص حتى يتعرف على اسمه وأسماء أولاده وطبيعة عمله حتى هواياته، فيحفظها عن ظهر قلب، فإذا التقاه مرة أخرى، عاجله بما يعرفه عنه، وهو الآن يمتلك أصدقاء في جميع أنحاء العالم.

القاعدة السابعة: «تكلم في ما يسر محدثك».

دعي (وليم ليون) أستاذ الأدب في جامعة (ييل) إلى حفل في ضيافة عمته (بسترا تفورد) وكان لديها ضيف لا يعرفه، إلا أن الضيف ما إن علم بشغف وليم بالقوارب حتى صب حديثه كله عنها، «وعندما استأذن الرجل للرحيل- يقول (وليم)- شعرت بحبي له وامتناني» فسألت عمتي إن كان صياداً؟ فقالت: «كلا إنه محام، ولكنه علم أنك مهتم بالقوارب فتكلم عن الشيء الذي عرف أنه يهمك أكثر من سواه».

القاعدة الثامنة: «أسبغ التقدير على صديقك وأشعره بأهميته».

منذ عدة سنوات نوى رجل الأعمال الشهير (أستيمان) تأثيث معهده الموسيقي، فرغب (أدامسون) أن تحظى شركته بالصفقة، فتوجه لمكتب (أستيمان) رغم معرفته بأنه حاد الطبع، ودلف إلى مكتبه هناك، فهل تظنه بدأ بعرض بضاعته على (أستيمان) مباشرة؟ اسمع إذاً ما قاله أدامسون: «سيدي أستيمان رغم عملي سنوات طويلة في مجال التأثيث إلا أنني لم أرَ أثاثاً اختير بهذا الشكل الجميل، مثل ما أرى في مكتبك».

أتعرف بماذا انتهت تلك المقابلة؟ طبعاً بعقد صفقة بـ 90 ألف دولار بدلاً من 30 ألفاً بل وبصداقة دائمة بين أدامسون وأستيمان.

[email protected]