> «الأيام» سالم العور:

كسارة تابعة لمؤسسة باحكم القائمة على تنفيذ المشروع
«الأيام» خلال جولتها الاستطلاعية لمديرية الوضيع بهدف استقصاء الحقائق ومعرفة أسباب التوقف المفاجئ للعمل في المشروع رصدت فرحة المواطنين بهذا الإنجاز وحزنهم في الوقت نفسه على توقيف العمل في المشروع الذي أوشك على الانتهاء من مرحلته النهائية.
المواطن محمد الخضر النقي تحدث قائلاً:
«لا نستطيع التعبير عن وصف مشاعر الفرحة التي تغمرنا باقتراب موعد إنجاز هذا الطريق الحلم بسبب ما عانينا من متاعب الطريق ووعورته خلال السنوات الماضية، لكم أن تتصوروا مئات المرضى ممن توفاهم الله - عند محاولة إسعافهم- قبل وصولهم لأقرب مستشفى يبعد 70 كيلومترا من هنا وعشرات النساء ممن يجهضن بسبب وعورة الطريق وحرماننا من نعمة الطريق كان السبب الرئيس في الأمية التي نعاني منها وأولادنا وبناتنا بسبب حرماننا من التعليم لبعد المدارس وطبيعة التضاريس الجبلية كون غالبية السكان من البدو الرحل، وأخيراً جاء الفرج باعتماد هذا الطريق الذي اختزل المسافات البعيدة وعلى وشك الانتهاء من إنجازه إلا أنه توقف الآن بعد أن كان العمل يسير بوتيرة عالية، ونأمل من جهات الاختصاص والسلطات المحلية بمديرية الوضيع والمحافظة أبين وفي المركز صنعاء تجاوز وتذليل الصعوبات والعراقيل التي وقفت مؤخراً في إعاقة استكمال الطريق والتي كما علمنا أنها تتمثل في عرقلة صرف مستخلصات (المبالغ المالية) للمقاول (مؤسسة باحكم للتجارة والمقاولات) بعد إنجازه لـ %80 من الطريق إنجازاً كاملاً».
ومواطن آخر تحدث قائلاً:
«نحن سعداء بنزول صحيفة «الأيام» لتلمس همومنا في هذه المناطق النائية.. فرحنا كثيراً باعتماد طريق الوضيع - مصفصف - الخبر الذي أنجز منه الكثير وما أنجز حل كثيراً من المشكلات التي كان يعاني منها مواطنو مديرية الوضيع باستخدامهم للجزء الذي تم إنجازه، حيث كنا في الماضي لا نستطيع الحصول على علبة الكبريت لصعوبة الحصول عليها لأن إحضارها يحتاج منا إلى سفر شاق ومضن .. وفجأة منذ حوالي أسبوعين لاحظنا توقف عمل المقاول واستفسرنا السلطات بالمديرية وأخبرونا أن السبب هو الروتين الممل من قبل المهندسين في استكمال إجراءات صرف حقوق المقاول من مستخلصات لأعمال سبق أن أنجزها وهذا لا يفسر إلا أنه نوع من أنواع الابتزاز غير المشروع الذي يمارسه البعض لمصالح خاصة تعرقل المصالح العامة للناس وهذا يتطلب تدخل الأخ وزير الأشغال العامة والطرق الذي سبق أن زار المشروع أكثر من مرة بوقف أساليب الضغط التي يمارسها من تعودوا على الثراء غير المشروع على حساب حقوق (المقاولين) ومصالح عامة الناس».
«الأيام» ترافق الأخوين ناصر منصور مدير عام الوضيع وعبدالله أحمد سرور عضو المجلس المحلي أثناء تفقدهما المشروع
الأستاذ علي حيدرة مطهف مدير مدرسة الحردوب بالوضع قال:«بدأ العمل في المشروع منتصف العقد الأخير من القرن الماضي وفرحنا كثيراً بإنجاز جزء كبير منه يستفيد منه آل المارم، آل حنش، آل محوري، آل باقيناش، المراقشة، وقمنا نحن المواطنين بسؤال المقاول عن سبب إيقاف العمل فأوضح لنا أن السبب عرقلة المهندسين المشرفين على المشروع في وزارة الأشغال العامة وعدم دفع المخصصات له كمقاول علماً أن الطريق حيوي ومهم وينبغي للسلطات بالمحافظة متابعة استكمال المشروع والإفراج عن متستخلصات المقاول الذي أثبت كفاءته بشهادة المواطنين والسلطات المحلية بالمديرية».
الأخ عبدالله أحمد صالح سرور عضو المجلس المحلي لمديرية الوضيع تحدث وقال:«عند نزولنا إلى مشروع طريق الوضيع- مصفصف - الخبر وجدنا العمل متوقفاً وعرفنا أن سبب ذلك عدم صرف مستحقات المؤسسة المقاولة بسبب مهندسي الوزارة لأكثر من عام.
رغم أن الطريق حيوي ويستفيد منه أكثر من أربعين ألف نسمة ويربط مديرية الوضيع والمديريات المجاورة بالطريق الدولي الساحلي عدن - شقرة- حضرموت.

العمل في مراحله النهائية قبيل التوقف المفاجئ لعمل المشروع بسبب عدم صرف مستخلصات المقاول
وفي ختام الاستطلاع حملنا مجمل هذه الهموم ووضعناها على طاولة الرجل الأول بمديرية الوضيع الأخ ناصر منصور صالح مدير عام مديرية الوضيع الذي رحب بـ«الأيام» لتلمسها أوضاع المديرية وهموم المواطنين وأعجبنا الحديث مع مدير عام الوضيع الذي لا يخلو من الدعابة والنكتة والمزاح حين أوضح أن أسباب توقف العمل في المشروع هو عرقلة مهندسي المشروع من التوقيع على المستخلصات للمقاول مؤكداً أنه من موقعه كمدير عام المديرية لم يحصل أن رآهم في زيارة المديرية أو المشروع وأنه لم يتم التنسيق مع السلطة المحلية بصفتها جهة رقابية في مثل هذه المشاريع وأكد أن المصيبة في المستخلصات كحقوق للمقاول لا يستلم منها إلا %50 أما الباقي فيذهب هنا وهناك لمختلف الجهات أثناء المتابعة.
وأضاف:«أعلموا القاصي والداني أن سبب توقف العمل هو عدم إيفاء الجهات المختصة بدفع المستخلص لمؤسسة باحكم للتجارة والمقاولات بسبب تعنت وتهرب مهندسي الوزارة من التوقيع على المستخلصات المنجزة ليتم استلامها من قبل المقاول حسب النظام المعمول، حيث إننا دائماً ما نتفقد سير العمل في المشروع ووجدنا أن المقاول يقوم بدوره على أكمل وجه ويمتلك كافة المعدات والإمكانيات ومؤسسة باحكم معروفة ولها بصماتها في كثير من المحافظات بس إيش خلاَّنا من أصحاب السمسرة والابتزاز وعرقلة حقوق الناس ومصلحة المواطن المغلوب على أمره.وأوجه مناشدتي للفريق عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية صاحب البصمات الواضحة في خروج المشروع وغيره من المشاريع الأخرى إلى النور وعلى صعيد الواقع العملي بسرعة التوجيه إلى الأخ وزير الأشغال العامة والطرق بدفع المستحقات المالية للمقاول حتى يستطيع إنجاز هذا المشروع الذي سيخدم أكثر من 40 ألف نسمة، ولكونه مشروعا استراتيجيا وحيويا هاما وتفويت الفرصة على من يحاول من المهندسين ابتزاز المقاول وعرقلة سير العمل لاستكمال المشروع الذي يسير نحو نقطة النهاية ولم يتبق منه إلا القليل».