> «الأيام» متابعات:
فيما نعيش حالياً العصر الذهبي للاختراع، ترصد «مرحبا 2020» عدداً من أبرز مبادرات البحث والتطوير في العالم بدءاً من مولدات الطاقة المستدامة وصولاً إلى تقنيات التخزين عالية الكفاءة من حيث استهلاك الطاقة
لطالما كان الاختراع قوة دافعةً أساسيّة لتقدم البشريّة. وانطلاقاً من ذلك، ندعوكم أعزاءنا القراء إلى استكشاف معرض «ألف اختراع واختراع» الذي يرصد الإنجازات العلمية والثقافيّة للعالم الإسلامي منذ القرن السابع للميلاد وحتى يومنا الحالي. ويسلّط المعرض الضوء مثلاً على اكتشاف القهوة عام 850 للميلاد عندما لاحظ أحد رعاة الماعز في الحبشة أن قطيعه أصبح أكثر نشاطاً بعد تناول نوع من الثمار الشبيهة بالتوت، وصولاً إلى المباضع الجراحيّة ومنشار العظام الذي ابتكره الجرّاح العربي أبو القاسم الزهراوي في القرن العاشر للميلاد.
ورغم الدور الجـوهري المهم للموهبة والإلهام في مجال الابتكار، غير أن الاكتشافات والاختراعات ترتكز بشكل كبير على أسس الشراكات والتعاون والتبادل الثقافي. ويرتبط الأثر الإيجابي للأفكار والتصاميم والمفاهيم الجديدة في جوهره بروح التعاون هذه بدءاً من رهبان الحبشة الذين بدأوا بزراعة بذور القهوة ووصولاً إلى رواد العلوم الذين نقلوا على مر القرون الماضية أفكاراً وممارسات أسهمت في تحقيق معجزات الطب الحديث.
ويبدو واضحاً أن مجال الاختراع والابتكار قد دخل بالفعل عصره الذهبي في القرن الحادي والعشرين مع تطوير الأفراد والمنظمات مستويات جديدة من التعاون والانفتاح. فعلى المستوى الاستهلاكي مثلاً، ساهم ظهور ابتكارات عديدة مثل تكنولوجيا الطباعة ثلاثيّة الأبعاد بأسعار معقولة في إتاحة الفرصة أمام المخترعين المُعاقين لطباعة نماذج أولية لابتكارات كانت أسيرة مخيلتهم لفترة طويلة، وذلك خلال ساعات قليلة فقط. علاوةً على ذلك، ساهم تنامي ظاهرة الاختراع بين أوساط العامة من أفراد وجماعات في إلهام اختراعات مبتكرة مثل المولدات التي تعمل على البول، والتي ظهرت العام الماضي في مؤتمر الاختراعات العالمي «ميكر فير أفريكا».
ويتم اليوم تشجيع المخترعين من خلال الجوائز والمبادرات المرموقة التي يتم إطلاقها لتحفيز الإبداع القائم على الشراكة. إذ تمنح جائزة «جيمس دايسون» فرصة فريدة لطلاب الجامعات والخريجين الجدد في مجال تصميم المنتجات بما فيها التصميم والهندسة الصناعية – لطرح أفكارهم المبتكرة والفوز بجوائز مالية تصل قيمتها إلى 46٬355 ألف جنيه استرليني، وذلك لمساعدتهم على إطلاق النماذج الأوليّة لاختراعاتهم والترويج لها على المستوى التجاري. ومن ضمن المشاريع الفائزة بهذه الجائزة: نظام الري «إيردروب» (AirDrop) الذي يبرّد الهواء في أنابيب تحت الأرض حتى يتكثف الماء ويصل مباشرة إلى جذور النبات؛ ونظام «أوتوميست» (Automist) لإطفاء الحرائق الذي يمكن استخدامه كتجهيز قياسي ضمن منظومة صنابير المطابخ. وكان دايسون نفسه قد ابتكر أكثر من 5100 نموذجاً أولياً لمكانس كهربائية، ولكنها رُفضت مراراً من قبل الشركات المصنعة إلى أن قرر إطلاق شركته الخاصة التي تبلغ قيمتها اليوم 1.5 مليار دولار أمريكي.
وهناك أيضاً «جوائز الابتكار الآسيوية» التي تمنحها صحيفة «وول ستريت جورنال»، والتي كرّمت العام الماضي شركة «كليبريدج بايوميديكس» – التي تتخذ من سنغافورة مقراً لها – لابتكارها شرائح «سي تي شيب» (CTChip) التي تكشف الخلايا السرطانية في عينات الدم؛ فضلاً عن «جائزة المخترع الأوروبي» التي كرمت العديد من المبدعين أمثال جوزيف بيل الذي طوّر تكنولوجيا «بصمة العين» (wavefront) المتقدمة والتي أتاحت إجراء جراحات دقيقة للعين باستخدام الليزر.
ويتنامى اليوم مستوى الدعم المقدم للاختراعات الجديدة من جانب المؤسسات؛ إذ تحظى الشركات الناشئة المتخصصة بتطوير المعدات والأجهزة باهتمام غير مسبوق من جانب المستثمرين ورواد الأعمال ممن ينشدون التعاون معها. ففي عام 2011، قام بيتر تيل رائد الأعمال في وادي السيليكون والمؤسس المشارك لموقع التسوق الإلكتروني «باي بال» (PAYPAL) ومن أوائل المستثمرين في موقع «فيسبوك» – بإطلاق برنامج «زمالة ثيل» الذي يمتد لعامين، ويقدّم جائزة بقيمة 100 ألف دولار أمريكي لكل من المشاركين الـ 24 المسجلين فيه ممن هم دون سن 20 عاماً متيحاً لهم تخطي مرحلة التعليم الجامعي وتطوير أفكارهم المبتكرة في مجالات متنوعة مثل الألعاب والتكنولوجيا الحيوية.
وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، قامت «لجنة أبوظبي لتطوير التكنولوجيا» مؤخراً بتوسيع برنامج «تكامل»، وهو برنامج وطني لدعم الابتكار ومساعدة الأفراد والمؤسسات في الدولة على طرح الأفكار المبتكرة والترويج لها تجارياً في السوق، وذلك بهدف زيادة عدد براءات الاختراع الدولية في البلاد. ومنذ إطلاقه قبل عامين، سجل البرنامج 33 براءة اختراع دولية، ويجري العمل على تسجيل 20 براءة اختراع جديدة لعام 2013. ومن الأفكار المبدعة التي برزت في إطار البرنامج تطوير جهاز يستخدم ثلاثة «جيروسكوبات» لحفظ التوازن، ومادة سليلوزية جديدة لتخزين الطاقة بكفاءة أكبر، وابتكار تقنية لاسلكية تعمل بالبصمة لتسهيل تصفح الخرائط في الأماكن المغلقة باستخدام نظام الملاحة العالمي GPS.
وأشار جيمس هاردي، رئيس منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في موقع (Alibaba.com)، منصة التوريد والتجارة الإلكترونية الصينيّة التي أفسحت المجال أمام نحو 37 مليون رائد أعمال للتواصل مع المصنعين حول العالم، – إلى أن منطقة الشرق الأوسط تشهد مرحلة تغيير اقتصادي واجتماعي ملموس أفضى إلى تزايد الاهتمام بتطوير الاختراعات. ويقول هاردي في هذا السياق: «تستغرق ثقافة الابتكار وقتاً طويلاً حتى تتبلور، ولا يزال عدد براءات الاختراع المسجلة في دولة الإمارات العربية المتحدة أقل من بلدان أخرى حول العالم. وتحظى منطقة الشرق الأوسط بكمًّ هائل من الإمكانات الواعدة التي يمكن تجسيدها على أرض الواقع».
وتتدفق اليوم الكثير من الأموال لدعم الاختراعات، ولاسيما من منصات التمويل الجماعي مثل «كيكستارتر» التي تفسح المجال أمام المبدعين لطرح أفكارهم المبتكرة وطلب الحصول على التمويل اللازم من الجمهور لتنفيذها. ففي عام 2012، استقطبت منتجات التقنيات والتصميم على هذا الموقع أكثر من 79 مليون دولار أمريكي على شكل تعهدات، فضلاً عن إطلاق نحو 4٬800 مشروعاً جديداً. علاوةً على ذلك، أطلقت شركات مثل «كويركي» التي تتخذ من نيويورك مقراً لها – مبادراتها الخاصة لتطوير الاختراعات، حيث أتاحت لأي فرد تقديم أفكاره حول منتجات استهلاكية جديدة ليتم التصويت على تطويرها من خلال مجتمع «كويركي» على شبكة الانترنت. ويحظى المخترعون والأعضاء الذين يسهمون بفعالية في تطوير المنتجات النهائية بخصومات على كافة المبيعات عبر الإنترنت ومنافذ التجزئة. وفي مطلع أبريل الماضي، أعلنت «كويركي» عن إبرام شراكة مع «جنرال الكتريك» التي ستقدم آلاف براءات الاختراع أمام مجتمع «كويركي» لتطوير منتجات استهلاكية جديدة.
وبدورها تهدف جولي بييري، رائدة الأعمال المقيمة في «كلية هارفارد للأعمال» والمؤسِّسة لموقع «جروميت» الإلكتروني المخصص لمراجعة تسجيلات الفيديو وترويج المنتجات الجديدة الكترونياً، إلى مساعدة المخترعين على بيع ابتكاراتهم. وتقول بييري بهذا الصدد: «ثمة بحر واسع من الأفكار الإبداعيّة لدى الأفراد، حيث يمكنك تطوير منتج ما وتوفير التمويل اللازم لترويجه دون أن يحقق أي نتيجة مهمة على صعيد المبيعات؛ وهنا تكمن مهمتنا بالضبط، فبدلاً من الذهاب للمعارض التجارية والاعتماد على مندوبي المبيعات والحظ والاتصالات، يعتمد موقع «جروميت» على مستخدميه لاستكشاف أحدث الابتكارات، ومن ثم التمهيد لترويجها عبر صفحاته. ومن المنتجات التي ساهم الموقع في انتشارها على نطاق واسع لعبة «بنانا غرامز» (Bananagrams)، الممتعة للمسافرين تلعب فرديا وهي نسخة عن لعبة «سكرابل» (Scrabble)؛ وآلة تحضير الصودا المنزلية «صودا ستريم» (SodaStream) التي لا تحتاج إلى بطاريات أو كهرباء، وهي تباع اليوم في أكثر من 30 بلداً حول العالم.
مع تزايد الإهتمام بالابتكار، يبدو المستقبل واعداً. تقول بييري:» لا يعد الدافع البشري للابتكار شيئا جديدا ولكن منذ عشر سنوات، كانت الطريقة المثلى للقيام بعمل ما بشكل مستقل تتمثل في القرصنة أو تطوير البرامج. ولكن الأمور بدأت تتغير».
لطالما كان الاختراع قوة دافعةً أساسيّة لتقدم البشريّة. وانطلاقاً من ذلك، ندعوكم أعزاءنا القراء إلى استكشاف معرض «ألف اختراع واختراع» الذي يرصد الإنجازات العلمية والثقافيّة للعالم الإسلامي منذ القرن السابع للميلاد وحتى يومنا الحالي. ويسلّط المعرض الضوء مثلاً على اكتشاف القهوة عام 850 للميلاد عندما لاحظ أحد رعاة الماعز في الحبشة أن قطيعه أصبح أكثر نشاطاً بعد تناول نوع من الثمار الشبيهة بالتوت، وصولاً إلى المباضع الجراحيّة ومنشار العظام الذي ابتكره الجرّاح العربي أبو القاسم الزهراوي في القرن العاشر للميلاد.
ورغم الدور الجـوهري المهم للموهبة والإلهام في مجال الابتكار، غير أن الاكتشافات والاختراعات ترتكز بشكل كبير على أسس الشراكات والتعاون والتبادل الثقافي. ويرتبط الأثر الإيجابي للأفكار والتصاميم والمفاهيم الجديدة في جوهره بروح التعاون هذه بدءاً من رهبان الحبشة الذين بدأوا بزراعة بذور القهوة ووصولاً إلى رواد العلوم الذين نقلوا على مر القرون الماضية أفكاراً وممارسات أسهمت في تحقيق معجزات الطب الحديث.
ويبدو واضحاً أن مجال الاختراع والابتكار قد دخل بالفعل عصره الذهبي في القرن الحادي والعشرين مع تطوير الأفراد والمنظمات مستويات جديدة من التعاون والانفتاح. فعلى المستوى الاستهلاكي مثلاً، ساهم ظهور ابتكارات عديدة مثل تكنولوجيا الطباعة ثلاثيّة الأبعاد بأسعار معقولة في إتاحة الفرصة أمام المخترعين المُعاقين لطباعة نماذج أولية لابتكارات كانت أسيرة مخيلتهم لفترة طويلة، وذلك خلال ساعات قليلة فقط. علاوةً على ذلك، ساهم تنامي ظاهرة الاختراع بين أوساط العامة من أفراد وجماعات في إلهام اختراعات مبتكرة مثل المولدات التي تعمل على البول، والتي ظهرت العام الماضي في مؤتمر الاختراعات العالمي «ميكر فير أفريكا».
ويتم اليوم تشجيع المخترعين من خلال الجوائز والمبادرات المرموقة التي يتم إطلاقها لتحفيز الإبداع القائم على الشراكة. إذ تمنح جائزة «جيمس دايسون» فرصة فريدة لطلاب الجامعات والخريجين الجدد في مجال تصميم المنتجات بما فيها التصميم والهندسة الصناعية – لطرح أفكارهم المبتكرة والفوز بجوائز مالية تصل قيمتها إلى 46٬355 ألف جنيه استرليني، وذلك لمساعدتهم على إطلاق النماذج الأوليّة لاختراعاتهم والترويج لها على المستوى التجاري. ومن ضمن المشاريع الفائزة بهذه الجائزة: نظام الري «إيردروب» (AirDrop) الذي يبرّد الهواء في أنابيب تحت الأرض حتى يتكثف الماء ويصل مباشرة إلى جذور النبات؛ ونظام «أوتوميست» (Automist) لإطفاء الحرائق الذي يمكن استخدامه كتجهيز قياسي ضمن منظومة صنابير المطابخ. وكان دايسون نفسه قد ابتكر أكثر من 5100 نموذجاً أولياً لمكانس كهربائية، ولكنها رُفضت مراراً من قبل الشركات المصنعة إلى أن قرر إطلاق شركته الخاصة التي تبلغ قيمتها اليوم 1.5 مليار دولار أمريكي.
وهناك أيضاً «جوائز الابتكار الآسيوية» التي تمنحها صحيفة «وول ستريت جورنال»، والتي كرّمت العام الماضي شركة «كليبريدج بايوميديكس» – التي تتخذ من سنغافورة مقراً لها – لابتكارها شرائح «سي تي شيب» (CTChip) التي تكشف الخلايا السرطانية في عينات الدم؛ فضلاً عن «جائزة المخترع الأوروبي» التي كرمت العديد من المبدعين أمثال جوزيف بيل الذي طوّر تكنولوجيا «بصمة العين» (wavefront) المتقدمة والتي أتاحت إجراء جراحات دقيقة للعين باستخدام الليزر.
ويتنامى اليوم مستوى الدعم المقدم للاختراعات الجديدة من جانب المؤسسات؛ إذ تحظى الشركات الناشئة المتخصصة بتطوير المعدات والأجهزة باهتمام غير مسبوق من جانب المستثمرين ورواد الأعمال ممن ينشدون التعاون معها. ففي عام 2011، قام بيتر تيل رائد الأعمال في وادي السيليكون والمؤسس المشارك لموقع التسوق الإلكتروني «باي بال» (PAYPAL) ومن أوائل المستثمرين في موقع «فيسبوك» – بإطلاق برنامج «زمالة ثيل» الذي يمتد لعامين، ويقدّم جائزة بقيمة 100 ألف دولار أمريكي لكل من المشاركين الـ 24 المسجلين فيه ممن هم دون سن 20 عاماً متيحاً لهم تخطي مرحلة التعليم الجامعي وتطوير أفكارهم المبتكرة في مجالات متنوعة مثل الألعاب والتكنولوجيا الحيوية.
وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، قامت «لجنة أبوظبي لتطوير التكنولوجيا» مؤخراً بتوسيع برنامج «تكامل»، وهو برنامج وطني لدعم الابتكار ومساعدة الأفراد والمؤسسات في الدولة على طرح الأفكار المبتكرة والترويج لها تجارياً في السوق، وذلك بهدف زيادة عدد براءات الاختراع الدولية في البلاد. ومنذ إطلاقه قبل عامين، سجل البرنامج 33 براءة اختراع دولية، ويجري العمل على تسجيل 20 براءة اختراع جديدة لعام 2013. ومن الأفكار المبدعة التي برزت في إطار البرنامج تطوير جهاز يستخدم ثلاثة «جيروسكوبات» لحفظ التوازن، ومادة سليلوزية جديدة لتخزين الطاقة بكفاءة أكبر، وابتكار تقنية لاسلكية تعمل بالبصمة لتسهيل تصفح الخرائط في الأماكن المغلقة باستخدام نظام الملاحة العالمي GPS.
وأشار جيمس هاردي، رئيس منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في موقع (Alibaba.com)، منصة التوريد والتجارة الإلكترونية الصينيّة التي أفسحت المجال أمام نحو 37 مليون رائد أعمال للتواصل مع المصنعين حول العالم، – إلى أن منطقة الشرق الأوسط تشهد مرحلة تغيير اقتصادي واجتماعي ملموس أفضى إلى تزايد الاهتمام بتطوير الاختراعات. ويقول هاردي في هذا السياق: «تستغرق ثقافة الابتكار وقتاً طويلاً حتى تتبلور، ولا يزال عدد براءات الاختراع المسجلة في دولة الإمارات العربية المتحدة أقل من بلدان أخرى حول العالم. وتحظى منطقة الشرق الأوسط بكمًّ هائل من الإمكانات الواعدة التي يمكن تجسيدها على أرض الواقع».
وتتدفق اليوم الكثير من الأموال لدعم الاختراعات، ولاسيما من منصات التمويل الجماعي مثل «كيكستارتر» التي تفسح المجال أمام المبدعين لطرح أفكارهم المبتكرة وطلب الحصول على التمويل اللازم من الجمهور لتنفيذها. ففي عام 2012، استقطبت منتجات التقنيات والتصميم على هذا الموقع أكثر من 79 مليون دولار أمريكي على شكل تعهدات، فضلاً عن إطلاق نحو 4٬800 مشروعاً جديداً. علاوةً على ذلك، أطلقت شركات مثل «كويركي» التي تتخذ من نيويورك مقراً لها – مبادراتها الخاصة لتطوير الاختراعات، حيث أتاحت لأي فرد تقديم أفكاره حول منتجات استهلاكية جديدة ليتم التصويت على تطويرها من خلال مجتمع «كويركي» على شبكة الانترنت. ويحظى المخترعون والأعضاء الذين يسهمون بفعالية في تطوير المنتجات النهائية بخصومات على كافة المبيعات عبر الإنترنت ومنافذ التجزئة. وفي مطلع أبريل الماضي، أعلنت «كويركي» عن إبرام شراكة مع «جنرال الكتريك» التي ستقدم آلاف براءات الاختراع أمام مجتمع «كويركي» لتطوير منتجات استهلاكية جديدة.
وبدورها تهدف جولي بييري، رائدة الأعمال المقيمة في «كلية هارفارد للأعمال» والمؤسِّسة لموقع «جروميت» الإلكتروني المخصص لمراجعة تسجيلات الفيديو وترويج المنتجات الجديدة الكترونياً، إلى مساعدة المخترعين على بيع ابتكاراتهم. وتقول بييري بهذا الصدد: «ثمة بحر واسع من الأفكار الإبداعيّة لدى الأفراد، حيث يمكنك تطوير منتج ما وتوفير التمويل اللازم لترويجه دون أن يحقق أي نتيجة مهمة على صعيد المبيعات؛ وهنا تكمن مهمتنا بالضبط، فبدلاً من الذهاب للمعارض التجارية والاعتماد على مندوبي المبيعات والحظ والاتصالات، يعتمد موقع «جروميت» على مستخدميه لاستكشاف أحدث الابتكارات، ومن ثم التمهيد لترويجها عبر صفحاته. ومن المنتجات التي ساهم الموقع في انتشارها على نطاق واسع لعبة «بنانا غرامز» (Bananagrams)، الممتعة للمسافرين تلعب فرديا وهي نسخة عن لعبة «سكرابل» (Scrabble)؛ وآلة تحضير الصودا المنزلية «صودا ستريم» (SodaStream) التي لا تحتاج إلى بطاريات أو كهرباء، وهي تباع اليوم في أكثر من 30 بلداً حول العالم.
مع تزايد الإهتمام بالابتكار، يبدو المستقبل واعداً. تقول بييري:» لا يعد الدافع البشري للابتكار شيئا جديدا ولكن منذ عشر سنوات، كانت الطريقة المثلى للقيام بعمل ما بشكل مستقل تتمثل في القرصنة أو تطوير البرامج. ولكن الأمور بدأت تتغير».