> واشنطن «الأيام» أ ف ب
أمضى وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس اربعة ايام في شرق آسيا سعى خلالها للحفاظ على علاقات تسبب رئيسه دونالد ترامب في ارباكها، وهي تتسم بالطابع الودي مع كوريا الجنوبية واليابان، ويغلب عليها التنافس مع الصين.
وبات هذا الدور مألوفا لكبير مسؤولي البنتاغون، ليس فقط في آسيا بل ايضا في انحاء اوروبا والشرق الاوسط. ومع تسبب ترامب بارباك العلاقات الواحدة تلو الاخرى مثيرا استفزاز الخصوم وتوتر الاصدقاء، يحرص ماتيس على الحفاظ على تلك العلاقات وركائزها التقليدية.
وكان ذلك من الاعراف القديمة قبل ان يلغي ترامب فجأة مناورات دفاعية مع كوريا الجنوبية، لاقناع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون بالتفاوض على التخلي عن اسلحته النووية.
والتحدي أمامه كان جعل الصينيين يصغون لرسالته المقتضبة والدقيقة وعدم خلطها بحرب ترامب التجارية، بغية تجنب المبالغة في ردود الفعل.
ويصر ماتيس، البالغ من العمر 67 عاما الذي خدم في البحرية خلال عدة حروب ونزاعات، ودرس التاريخ بعمق، على انه يعكس سياسة الادارة.
لكن مع ترامب، فإن الحؤول دون تدهور العلاقات المهمة يعد معركة شاقة.
وفي حين اتفقا على محادثات بشأن نزع الاسلحة النووية، الغى ترامب فجأة مناورات أميركية كورية جنوبية مهمة كانت مقررة لوقت لاحق هذا العام.
ورغم فعالية تلك المناورات بمواجهة كوريا الشمالية، إلا ان ترامب وصفها "بالمكلفة" و"الاستفزازية".
ولم يضطر اسلافه للسفر الى المنطقة لتوضيح الموقف بهذا الشكل.
وقال جيمس شوف، الخبير البارز السابق في البنتاغون لشؤون شرق آسيا وحاليا في برنامج كارنيغي آسيا ان "قلقهم يتزايد حيال مصداقية تاكيداتنا".
وفي اجتماعاته الجمعة مع رئيس الحكومة اليابانية شينزو آبي ووزيري الخارجية والدفاع، سمع ماتيس مرارا بأنه اذا اجرت الولايات المتحدة مفاوضات فقط لنزع السلاح النووي لكوريا الشمالية والصواريخ البالستية البعيدة المدى القادرة على ضرب الاراضي الاميركية، فإن اليابان ستظل تشعر بأنها امام تهديد مباشر.
ولم يتمكن ماتيس من تقديم ذلك الوعد قائلا ان المحادثات يجريها "دبلوماسيون".
وفي الصين سعى ماتيس لتحذير بكين من ان عسكرة جزر صغيرة في بحر الصين الجنوبي وزيادتها الضغوط على تايوان، الحليف الامني القديم للولايات المتحدة الذي تعتبره الصين مقاطعة منشقة، تقترب من تجاوز الحدود.
ربما كانت تلك احدى اكثر الرسائل جدية وحساسية لماتيس خلال 17 شهرا في عمله مع ادارة ترامب.
ورغم ان المسؤولين الاميركيين أكدوا بان المسؤولين الصينيين شاركوا بايجابية في المحادثات، فإن الرئيس شي رفض في بيان الانتقادات بشأن بحر الصين الجنوبي وتايوان قائلا أن الصين لن تتنازل عن "ِشبر واحد" من اراضيها.
لكن الاستقبال الذي حظي به ماتيس في بكين، والاجتماع مع كبار القادة العسكريين، اظهر بأنهم مستعدين للاصغاء اليه.
وقال شوف "هناك بعض المسائل التي لا يمكن للقادة الاسيويين السيطرة عليها. وماتيس يدرك ان هنك بعض العناصر التي ربما لا يستطيع السيطرة عليها".