> تبن «الأيام» محمد السلامي

 يعاني أهالي قرية (كدمة امشعيبي) في منطقة الوهط بمديرية تبن في محافظة لحج من زحف الرمال المتحركة نتيجة موسم الرياح التي تهب سنويا على المنطقة، وأصبحت القرية مهددة بالكثبان الرملية التي يبلغ ارتفاعها أعلى من المنازل.
مواطنون قالوا لـ«الأيام»: إنهم بحاجة إلى مصدات ودفاعات تحميهم من تقدم الرياح التي تحاصر القرية من مختلف الاتجاهات.


وأضافوا أنهم «يعانون من صعوبات عدة أبرزها غياب الخدمات الأساسية مثل المياه والطرق وارتفاع نسبة البطالة».
من جانبه، تحدث المواطن سالم بن سالم- وهو أحد أهالي القرية وباحث ومهتم بالآثار والموروث الشعبي- عن معاناة أهالي القرية قائلا: «إن قرية كدمة امشعيبي تبعد نحو 5 كيلو مترات عن منطقة الوهط (جنوبا)، ويوجد فيها نحو 200 نسمة معظمهم يعملون بالزراعة، بينما يوجد فيها خريجون من الكليات وهم عاطلون عن العمل منذ سنوات».

وقال لـ«الأيام»: «توجد في المنطقة آثار قديمة، حيث كانت هناك مستوطنة تعود إلى عصر الدولة الرسولية، وقد تم العثور على بقايا أبنية من الطين والفخار وآجر محروق وبقايا حلي، ونتيجة لتعرض المنطقة السابقة المجاورة للرمال في عام 45 انتقلوا إلى هذا المكان، حيث استقروا هنا إلا أن الرمال لاتزال تلاحقهم وهي تتقدم نحو القرية باستمرار».

وتابع «لقد جاء أهالي منطقة الدرب القديم الأثرية التي اندثرت واكتسحتها الرمال ليستقروا في هذه القرية، وقامت هذه القرية على أنقاض المستوطنة القديمة».

معاناة الأهالي
وعن الهموم والصعوبات، قال سالم بن سالم: «لدينا هموم وصعوبات عديدة، حيث نعاني من قلة المياه نتيجة وجود خزان صغير لا يكفي لأهالي القرية».
وأضاف «كما تفتقر القرية إلى وجود وحدة صحية أو مركز صحي أو حتى صيدلية، إلى جانب وجود الطرق الترابية المعرضة لاكتساح الرمال، فالمواطنون بحاجة إلى طريق يربطهم بالمناطق والقرى المجاورة».


وتابع «بالإضافة إلى عدم وجود وسائل مواصلات لنقل الطلاب والمعلمين إلى المدرسة، حيث ترك عدد كبير من الطلاب والطالبات المدرسة ولم يواصلوا التعليم».
وقال: «همومنا ومعاناتنا كثيرة، فنحن بحاجة إلى فرص عمل للشباب والحد من البطالة، وإلى مشروع لضخ المياه عبر الطاقة الشمسية خصوصا في ظل انقطاعات الكهرباء المستمرة، حيث يظل أهالي القرية بدون مياه لأيام وأحيانا لأسابيع».

بُنى تحتية غائبة
واستطرد سالم بن سالم «المنطقة بحاجة إلى مشاريع في البنية الاساسية لإخراج هذه القرية من حالة العزلة المفروضة عليها منذ عشرات السنين، وإيقاف التصحر الحاصل للأرض الزراعية من خلال توفير المياه، وعمل دفاعات للقرية تحميها من زحف الرمال المتحركة».

وتابع «لدينا مركز لجمع القطع الاثرية والحفاظ على الموروث الشعبي والوثائق والمخطوطات، وهي في منزل، وهذا يتطلب دعم قيادة المحافظة والدولة والجهات ذات العلاقة لمساعدتنا ودعمنا، حيث تعرضت الكثير من الوثائق إلى التلف بسبب النمل الأبيض (الأرضة)، ونحن نسعى جاهدين للحفاظ عليها بحسب إمكانياتنا الشحيحة، وبجهود شخصية، حيث أننا لا نتلقى أي دعم من أي جهة».

وناشد الباحث سالم بن سالم مختلف الجهات المختصة بضرورة توفير الإمكانيات اللازمة للحفاظ على الموقع الأثري، وإيقاف العبث الذي يتم في الموقع الأثري بمنطقة الدرب، وتوفير موقع لجمع الآثار، وتوفير الحماية له.​