هذه هي عدن المعروفة بدماثة اخلاق اهلها، وفي الغالب تجارها من غير أهلها، فأهلها بسطاء محدودو الدخل، ينشدون السلام والمحبة والعدل والمساواة.. أحلامهم بسيطة كبساطتهم في التعامل وتقبلهم للآخر بصدور رحبة.
الكثيرون يتحدثون باسمها ويجنون الأرباح الطائلة، وأهلها هادئون يشاهدون كل ذلك بصبر وبصمت وهدوء وثقة بأن الأقدار يقدرها رب العباد، وبأنهم لن يأخذوا غير الذي كتبه الله لهم حلالاً بكدهم وتعبهم.
الجميع انصهروا منذ عشرات السنين، وتحدثوا باللهجة العدنية المتميزة.. وكلهم يفخرون بأن عدن هي أم للجميع، وبأنهم ينتسبون إلى عدن التي أكلوا من خيراتها وشربوا من مياهها، وترعرعوا في شوارعها ومدارسها وجامعاتها ومرافقها.
عدن تنبذ التعصب القبلي والمناطقي والديني..عدن سموحة تحب السماحة والتسامح وتحب العفو.
عدن تقف والحزن يملأ قلبها من الفساد المستشري في معظم مرافق الدولة..
الكثيرون يتكلمون كثيراً، ويعملون قليلاً، وحتى ان البعض لا يعملون، ويبحثون فقط عن الأموال بطريقة سهلة دون جد أو تعب أو اجتهاد.. وقليلون فقط هم من يحسون بك يا عدن! ويعملون بكل طاقاتهم من أجل أن تستمر الحياة في عدن، ومن أجل أن ينعم أهلها بالأمن والامان وأبسط مقومات الحياة.
وشكراً لأهل الخير في الداخل والخارج الذين يعلم بهم الله ويبتغون رضاه، وينظرون في حاجة الناس العفيفين الذين من عفتهم لا يعلم المرء أهم فقراء أم أغنياء؟!.. ولا نعلم هل تناولوا وجبات ذلك اليوم أم ناموا من غير فطور وغذاء وعشاء؟!!