> منير النقيب
من المؤكد أن أي مفاوضات أممية حول الأزمة اليمنية لا تعتمد على أرضية صلبة حقيقية وفق معادلات سليمة يمكن أن ترسو عليها سيكون مصيرها الفشل.. ولا شك أن المساعي التي يبذلها مبعوث الأمم المتحدة مارتن جريفيثس لإنجاح المشاورات المنعقدة حاليا في السويد بين الأطراف اليمنية (الشرعية والحوثيين) ستنتهي بفشل ذريع كسابقاتها من الجولات والمحاولات العقيمة التي أجراها المندوبان الأمميان السابقان جمال بن عمر وولد الشيخ أحمد، في كل من في جنيف والكويت، والسبب بسيط جدا وهو تجاهلها وتخطيها لأهم القضايا التي من شأنها حل مشاكل اليمن برمته.
القضية الجنوبية تعتبر أس وأساس الأزمة اليمنية، وعدم وجودها على رأس القضايا الأساسية في مشاروات السويد لن يكون بمقدور المتفاوضين أن يقدموا أي حلول تقترب من أدنى مقومات السلام. مبعوث الأمم المتحدة الثالث إلى اليمن، مارتن جريفيثس، يتجه وفق الخطوات الفاشلة نفسها التي أوقعت رفيقيه السابقين، وهو حاليا يتشبث بخيوط واهية يحاول من خلالها اختزال مشروع حل لمعضلة اليمن، مدعيا النجاح في خطواته (وهو نفس ما أدعاه سابقاه بن عمر وولد الشيخ)، متجاهلا الجنوب وقضيته العادلة بإملاءات مزيفة من حلفاء حكومة اللاشرعية (الإصلاح والمؤتمر) والحوثيين، غير مدركين جميعا أن الواقع سيتجه بعكس خططهم، كون جنوب اليوم ليس كجنوب الأمس.
ونستغرب توجهات الأمم المتحدة التي تستثمر ظلم الشعوب، بمسميات الحل، رغم إدراكها لمجريات الوضع شمالا وجنوبا، خصوصا التطورات الجديدة بالجنوب، وما شابها طيلة سنوات الوحدة المشؤومة، إضافة إلى ما يقدمه أبناء الجنوب من أدوار بطولية كبيرة في مختلف الجبهات على جغرافيا الشمال إلى جانب قوات التحالف من تضحيات وانتصارات، وبعدما تحققت من إنجازات شهد لها العالم بالانتصار إبان الحرب الأخيرة 2015م.
وخلاصة الأمر، أن مشاورات السويد تشرع لاستحداث مقبرة جديدة للقضية الجنوبية وللمشروع الجنوبي وأهداف الشهداء وكل التضحيات التي ستذروها الرياح جراء المؤامرات الأممية.
والوقائع المتلاحقة تثبت أن الركون إلى مساعي الخارج لا يأتي ثماره، وعلينا الاتعاظ من التجارب الكثيرة الماضية، فقد حان وقت الحسم، مالم فإننا سنظل نحملق إلى وهم طويل الأمد، ونستمر في الدوران في حلقة مغلقة لسنوات عشرين وأكثر قادمة.