> «الأيام» غرفة الأخبار:
قالت الكاتبة والباحثة في مركز الدراسات الاستراتيجية بصنعاء بشرى المقطري، إن الحزب الاشتراكي اليمني الذي كان ذات يوم أحد أبرز الفاعلين في المشهد السياسي اليمني، فقد معظم تأثيره وبات عاجزًا عن تقديم أفق سياسي لبلد أنهكته الحرب الأهلية والتدخلات الإقليمية.
وأضافت المقطري أن الأحزاب السياسية اليمنية، ومنها الحزب الاشتراكي، فشلت على مدى العقود الأخيرة في لعب دور بنّاء في المشهد الوطني، لتتحول من قوى اقتراح ومبادرة إلى أطراف منخرطة في الصراع المسلّح، متحالفة مع قوى خارجية، واعتبرت أن هذا التحوّل كان له أثر بالغ على تفكك الدولة وانهيار مؤسساتها.

ولفتت المقطري إلى أن الحزب فشل في تقديم بديل سياسي مقنع، وبدلًا من اتخاذ مواقف واضحة تجاه الحرب، فضّل الصمت والانكفاء، سعيًا إلى "منطقة أمان سياسي" مكّن بعض قياداته من الحصول على مناصب حكومية على حساب المبادئ التي تأسس عليها.
وأكدت أن الحزب شهد تحولات أيديولوجية جذرية، خصوصًا منذ مشاركته في مؤتمر الحوار الوطني عام 2012، حيث أقرّ بأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الوحيد للتشريع، متخليًا عن إرثه العلماني الذي أسسه عبد الفتاح إسماعيل، مؤسس الدولة الجنوبية السابقة.
وأضافت أن الانقسامات الدموية التي شهدها الحزب في أحداث يناير 1986، وما أعقبها من تصفيات سياسية بعد الوحدة، أفقدته كوادره النشطة، وساهمت في تآكل بنيته التنظيمية، خاصة بعد نقل مقره إلى صنعاء وتفكك فروعه في محافظات مثل تعز وحضرموت.
وقالت المقطري، إن الحزب خضع كغيره من الأحزاب القومية، لمركزية القرار والنزعة السلطوية، حيث تحوّل إلى مؤسسة تدور حول شخصية الأمين العام عبد الرحمن السقاف، الموجود خارج البلاد، ما أدى إلى حالة شلل تنظيمي وارتباك سياسي انعكست على أداء فروع الحزب محليًا.
وأوضحت أن تراجع التواصل بين القيادة والقواعد الحزبية ساهم في تجميد الهياكل التنظيمية، وترك أعضاء الحزب عرضة للاستقطاب من قبل أطراف أخرى، بل استخدمه البعض كغطاء لتمرير أجندات قتالية.
وفي ما يتعلق بالقضية الجنوبية رأت المقطري أن الحزب ظل أسيرًا لمحاولة استعادة شعبيته في الجنوب، مترددًا بين الحفاظ على وحدة البلاد أو دعم النزعة الانفصالية، وقالت إن هذا التردد الناتج عن عقدة ذنب تاريخية تجاه مشاركة الحزب في توقيع الوحدة عام 1990، جعله عاجزًا عن اتخاذ موقف حاسم من مطالب الانفصال أو مشروع الفيدرالية.
واختتمت المقطري بالقول إن الحزب الاشتراكي، رغم رمزيته الكبيرة وتاريخه الحافل، بات اليوم على مفترق طرق، محاطًا بأخطائه الماضية والحالية، مؤكدة أن مستقبله مرهون بقدرته على تجاوز أزماته الداخلية واستعادة دوره الوطني، لا بالاكتفاء باستدعاء أمجاد الماضي.
وأضافت المقطري أن الأحزاب السياسية اليمنية، ومنها الحزب الاشتراكي، فشلت على مدى العقود الأخيرة في لعب دور بنّاء في المشهد الوطني، لتتحول من قوى اقتراح ومبادرة إلى أطراف منخرطة في الصراع المسلّح، متحالفة مع قوى خارجية، واعتبرت أن هذا التحوّل كان له أثر بالغ على تفكك الدولة وانهيار مؤسساتها.
وأشارت إلى أن الحزب الاشتراكي، بوصفه وريث جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، مثّل في السابق نموذجًا تقدميًا، حيث دافع عن العدالة الاجتماعية وحقوق المرأة والفئات المهمشة، لكنه، حسب تعبيرها، انزلق في السنوات الأخيرة إلى مواقف رمادية، وتراجع عن تبنّي القضايا الحقوقية الأساسية، ما أضعف مصداقيته أمام قواعده وجمهوره التقليدي.

الحزب الاشتراكي اليمني
ولفتت المقطري إلى أن الحزب فشل في تقديم بديل سياسي مقنع، وبدلًا من اتخاذ مواقف واضحة تجاه الحرب، فضّل الصمت والانكفاء، سعيًا إلى "منطقة أمان سياسي" مكّن بعض قياداته من الحصول على مناصب حكومية على حساب المبادئ التي تأسس عليها.
وأكدت أن الحزب شهد تحولات أيديولوجية جذرية، خصوصًا منذ مشاركته في مؤتمر الحوار الوطني عام 2012، حيث أقرّ بأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الوحيد للتشريع، متخليًا عن إرثه العلماني الذي أسسه عبد الفتاح إسماعيل، مؤسس الدولة الجنوبية السابقة.
وأضافت أن الانقسامات الدموية التي شهدها الحزب في أحداث يناير 1986، وما أعقبها من تصفيات سياسية بعد الوحدة، أفقدته كوادره النشطة، وساهمت في تآكل بنيته التنظيمية، خاصة بعد نقل مقره إلى صنعاء وتفكك فروعه في محافظات مثل تعز وحضرموت.
وقالت المقطري، إن الحزب خضع كغيره من الأحزاب القومية، لمركزية القرار والنزعة السلطوية، حيث تحوّل إلى مؤسسة تدور حول شخصية الأمين العام عبد الرحمن السقاف، الموجود خارج البلاد، ما أدى إلى حالة شلل تنظيمي وارتباك سياسي انعكست على أداء فروع الحزب محليًا.
وأوضحت أن تراجع التواصل بين القيادة والقواعد الحزبية ساهم في تجميد الهياكل التنظيمية، وترك أعضاء الحزب عرضة للاستقطاب من قبل أطراف أخرى، بل استخدمه البعض كغطاء لتمرير أجندات قتالية.
وفي ما يتعلق بالقضية الجنوبية رأت المقطري أن الحزب ظل أسيرًا لمحاولة استعادة شعبيته في الجنوب، مترددًا بين الحفاظ على وحدة البلاد أو دعم النزعة الانفصالية، وقالت إن هذا التردد الناتج عن عقدة ذنب تاريخية تجاه مشاركة الحزب في توقيع الوحدة عام 1990، جعله عاجزًا عن اتخاذ موقف حاسم من مطالب الانفصال أو مشروع الفيدرالية.
واختتمت المقطري بالقول إن الحزب الاشتراكي، رغم رمزيته الكبيرة وتاريخه الحافل، بات اليوم على مفترق طرق، محاطًا بأخطائه الماضية والحالية، مؤكدة أن مستقبله مرهون بقدرته على تجاوز أزماته الداخلية واستعادة دوره الوطني، لا بالاكتفاء باستدعاء أمجاد الماضي.